171
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7

فيهِ حُجَّةٌ ؛ لاِنُّهُ غَيرُ مُتَّهَمٍ عَلَيهِ .
قالَ أبو جَعفَرٍ : وكانَ المُغيرَةُ بنُ شُعبَةَ يَلعَنُ عَلِيّا عليه السلام لَعناً صَريحا عَلى مِنبَرِ الكوفَةِ ، وكانَ بَلَغَهُ عَن عَلِيٍّ عليه السلام في أيّامِ عُمَرَ أنَّهُ قالَ : «لَئِن رَأيتُ المُغيرَةَ لَأَرجُمَنَّهُ بِأَحجارِهِ» ؛ يَعني واقِعَةَ الزِّنا بِالمَرأَةِ الَّتي شَهِدَ عَلَيهِ فيها أبو بَكرَةَ ، ونَكَلَ زِيادٌ عَنِ الشَّهادَةِ ، فَكانَ يُبغِضُهُ لِذاكَ ولِغَيرهِ مِن أحوالٍ اجتَمَعَت في نَفسِهِ .
قالَ : وقَد تَظاهَرَتِ الرِّوايَةُ عَن عُروَةَ بنِ الزُّبَيرِ أنَّهُ كانَ يَأخُذُهُ الزَّمَعُ ۱ عِندَ ذِكرِ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَيَسُبُّهُ ، ويَضرِبُ بِإِحدى يَدَيهِ عَلَى الاُخرى ، ويَقولُ : وما يُغني أنَّهُ لَم يُخالِف إلى ما نُهِيَ عَنهُ ، وقَد أراقَ مِن دِماءِ المُسلِمينَ ما أراقَ !
قالَ : وقَد كانَ فِي المُحَدِّثينَ منَ يُبغِضُهُ عليه السلام ، ويَروي فيهِ الأَحاديثَ المُنكَرَةَ ، مِنهُم : حريزُ بنُ عُثمانَ ، كانَ يُبغِضُهُ ، ويَنتَقِصُهُ ، ويَروي فيهِ أخباراً مَكذوبَةً . . . .
قالَ أبو بَكرٍ : وحَدَّثَني أبو جَعفَرٍ ، قالَ : حَدَّثني إبراهيمُ ، قالَ : حَدَثَني مُحَمَّدُ بنُ عاصِمٍ صاحِبُ الخاناتِ ، قالَ : قالَ لَنا حَريزُ بنُ عُثمانَ : أنتُم يا أهلَ العِراقِ تُحِبّونَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ ، ونَحنُ نُبغِضُهُ . قالوا : لِمَ ؟ قالَ : لاِنَّهُ قَتَلَ أجدادي .
ورَوَى الواقِدِيُّ أنَّ مُعاوِيَةَ لَمّا عادَ مِنَ العِراقِ إلَى الشامِ ـ بَعدَ بَيعَةِ الحَسَنِ عليه السلام وَاجتماعِ النّاسِ إلَيهِ ـ خَطَبَ ، فَقالَ : أيُّهَا النّاسُ ! إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ لي : إنَّكَ سَتَلِي الخِلافَةَ مِن بَعدي ، فَاختَرِ الأَرضَ المُقَدَّسَةَ ؛ فَإِنَّ فيهَا الأَبدالَ . وقَدِ اختَرتُكُم ، فَالعَنوا أبا تُرابٍ ! فَلَعَنوهُ .
فَلَمّا كانَ مِنَ الغَدِ كَتَبَ كِتابا ، ثُمَّ جَمَعَهُم فَقَرَأَهُ عَلَيهِم ، وفيهِ : هذَا كِتابٌ كَتَبَهُ أميرُ المُؤمِنينَ مُعاوِيَةُ صاحِبُ وَحِي اللّهِ الَّذي بَعَثَ مُحَمَّدا نَبِيّا وكانَ اُمِّيّا لا يَقرَأُ ولا يَكتُبُ ، فَاصطَفى لَهُ مِن أهلِهِ وَزيرا كاتِبا أمينا ، فَكانَ الوَحيُ يَنزِلُ عَلى مُحَمَّدٍ وأنَا

1.الزَّمَع : رِعدَة تعتري الإنسان إذا همّ بأمر ، والزَّمَع: القَلَق (لسان العرب : ج۸ ص۱۴۴) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7
170

سَمِعتُ الحَديثَ أتَيتُهُ فَعَرَضتُهُ عَلَيهِ . فَأَتَيتُه يَوما بِأَحاديثَ مِن حَديثِ أبي صالِحٍ عَن أبي هُرَيرَةَ ، فَقالَ : دَعني مِن أبي هُرَيرَةَ ؛ إنَّهُم كانوا يَتُركونَ كَثيراً مِن حَديثِهِ .
وقَد رَوى عَن عَلِيٍّ عليه السلام أنَّهُ قالَ : ألا إنَّ أكذَبَ النّاسِ ـ أو قالَ : أكذَبَ الأَحياءِ ـ عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله أبو هُرَيرَةَ الدَّوسِيُّ .
ورَوى أبو يوسُفَ قالَ : قُلتُ لاِبي حَنيفَةَ : الخَبَرُ يَجيءُ عَن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله يُخالِفُ قِياسَنا ، ما تَصنَعُ بِهِ ؟ قالَ : إذا جاءَت بِهِ الرُّواةُ الثُّقاتُ عَمِلنا بِهِ ، وتَرَكنَا الرَّأيَ . فَقُلتُ : ما تَقولُ في رِوايَةِ أبي بَكرٍ وعُمَرَ ؟ فَقالَ : ناهيكَ بِهِما . فَقُلتُ : عَلِيٌّ وعُثمانُ ؟ قالَ : كَذلِكَ . فَلَمَّا رَآني أعُدُّ الصَّحابَةَ قالَ : وَالصَّحابَةُ كُلُّهُم عُدولٌ ، ما عَدا رِجالاً ، ثُمَّ عَدَّ مِنهُم أبا هُرَيرَةَ ، وأنَسَ بنَ مالِكٍ .
ورَوى سُفيانُ الثَّورِيُّ عَن عَبدِ الرَّحمنِ بنِ القاسِمِ عَن عُمَرَ بنِ عَبدِ الغَفّارِ أنَّ أبا هُرَيرَةَ لَمّا قَدمَ الكوفَةَ مَعَ مُعاوِيَةَ كانَ يَجلِسُ بِالعَشِيّاتِ بِبابِ كِندَةَ ، ويَجلِسُ النّاسُ إلَيهِ ، فَجاءَ شابٌّ مِنَ الكوفَةِ فَجَلَسَ إلَيهِ ، فَقالَ : يا أبا هُرَيرَةَ ، أنشُدُكَ اللّهَ ! أ سَمِعتَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ لِعَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ : اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ ، وعادِ مَن عاداهُ ؟ !فَقالَ : اللّهُمَّ نَعَم . قالَ : فَأَشهَدُ بِاللّهِ لَقَد والَيتَ عَدُوَّهُ ، وعادَيتَ وَلِيَّهُ . ثُمَّ قامَ عَنهُ .
ورَوَتِ الرُّواةُ أنَّ أبا هُرَيرَةَ كانَ يُؤاكِلُ الصِّبيانَ فِي الطَّريقِ ، ويَلعَبُ مَعَهُم ، وكانَ يَخطُبُ وهُوَ أميرُ المَدينَةِ ، فَيَقولُ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَ الدّينَ قِياما ، وأبا هُرَيرَةَ إماما ؛ يُضحِكُ النّاسَ بِذلِكَ . وكانَ يَمشي ـ وهُوَ أميرُ المَدينَةِ ـ فِي السّوقِ ، فَإِذَا انتَهى إلى رَجُلٍ يَمشي أمامَهُ ضَرَبَ بِرِجلَيهِ الأَرضَ ، ويَقولُ : الطَّريقُ ، الطَّريقُ ، قَد جاءَ الأَميرُ ؛ يَعني نَفسَهُ .
قُلتُ : قَد ذَكَرَ ابنُ قُتَيَبَةَ هذَا كُلَّهُ في كِتابِ المَعارِفِ في تَرجَمَةِ أبي هُرَيرَةَ ، وقَولُهُ

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 68690
صفحه از 532
پرینت  ارسال به