211
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7

خَطيبٍ يَومَ حَفلِكَ ، حَتّى إذا مَرَرتَ بِلَعنِ هذَا الرَّجُلِ صِرتَ ألكَنَ عَيِّيا ۱ !
فَقالَ : يا بُنَيَّ ، إنَّ مَن تَرى تَحتَ مِنبَرِنا مِن أهلِ الشّامِ وغَيرِهِم ، لَو عَلِموا مِن فَضلِ هذَا الرَّجُلِ ما يَعلَمُهُ أبوكَ لَم يَتبعَنا مِنهُم أحَدٌ .
فَوَقِرَت كَلِمَتُهُ في صَدري ؛ مَعَ ما كانَ قالَهُ لي مُعَلِّمي أيّامَ صِغَري ، فَأَعطَيتُ اللّهَ عَهدا ؛ لَئِن كانَ لِي في هذَا الأَمرِ نَصيبٌ لاُغَيِّرَنَّهُ ، فَلَمّا مَنَّ اللّهُ عَلَيَّ بِالخِلافَةِ أسقَطتُ ذلِكَ ، وجَعَلتُ مِكانَهُ : «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْاءِحْسَـنِ وَ إِيتَآىءِ ذِى الْقُرْبى وَ يَنْهى عَنِ الْفَحْشَآءِ وَالْمُنكَرِ وَ الْبَغْىِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ» . وكَتَبَ بِهِ إلَى الآفاقِ ، فَصارَ سُنَّةً ۲ .

۶۳۷۴.الأمالي للشجري عن أبي عبد اللّه الختلي :لَمّا أسقَطَ عُمَرُ بنُ عَبدِ العَزيزِ مِنَ الخُطَبِ عَلَى المَنابِرِ لَعنَ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام قامَ إلَيهِ عَمرُو بنُ شُعَيبٍ ـ وقَد بَلَغَ إلَى المَوضِعِ الَّذي كانَتَ بَنو اُمَيَّةَ تَلعَنُ فيهِ عَلِيّا عليه السلام ، فَقَرَأ مَكانَهُ : «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْاءِحْسَـنِ وَ إِيتَآىءِ ذِى الْقُرْبى وَ يَنْهى عَنِ الْفَحْشَآءِ وَالْمُنكَرِ» فَقامَ إلَيهِ عَمرُو بنُ شُعَيبٍ لَعَنَهُ اللّهُ ـ فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ! السُّنَّةَ السُّنَّةَ ! يُحَرِّضُهُ عَلى لَعنِ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَقالَ عُمَرُ : اُسكُت قَبَّحَكَ اللّهُ !تِلكَ البِدعَةُ لَا السُّنَّةُ . وتَمَّمَ خُطبَتَهُ ۳ .

۶۳۷۵.بحر المعارف :لَمّا آلَ نَوبَةُ الإِمارَةِ إلى عُمرَ بنِ عَبدِ العَزيزِ تَفَكَّرَ في مُعاوِيَةَ وأولادِهِ ولَعنِهِ عَلِيّا عليه السلام وقَتلِ أولادِهِ مِن غَيرِ استِحقاقٍ ، فَلَمّا أصبَحَ أحضَرَ الوُزَراءَ فَقالَ : رَأَيتُ البارِحَةَ أنَّ هَلاكَ آلِ أبي سُفيانَ بِمُخالَفَتِهِمُ العُترَةَ ، وخَطَرَ بِبالي أن أرفَعَ لَعنَهُم . وقالَ وزَراؤُهُ : الرَّأيُ رَأيُ الأَميرِ .

1.في المصدر : «عَلِيّا » ، وهو تصحيف كما يظهر . قال الفيّومي : عَيِيَ عَن حُجَّتِهِ : عَجَز ، فالرَّجُلُ عَيٌّ وعَيِيٌّ ( المصباح المنير : ص۴۴۱ ) .

2.شرح نهج البلاغة : ج۴ ص۵۸ .

3.الأمالي للشجري : ج۱ ص۱۵۳ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7
210

فَلَمّا وَلِيَ الخِلافَةَ لَم يَكُن عِندَهُ مِنَ الرَّغبَةِ فِي الدُّنيا ما يَرتَكِبُ هذَا الأَمرَ العَظيمَ لاِجلِها ، فَتَرَكَ ذلِكَ وكَتَبَ بِتَركِهِ ، وقَرَأَ عِوَضَهُ : «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْاءِحْسَـنِ وَ إِيتَآىءِ ذِى الْقُرْبى» الآيةَ ۱ ، فَحَلَّ هذَا الفِعلَ عِندَ النّاسِ مَحَلّاً حَسَنا ، وأكثَروا مَدحَهُ بِسَبَبِهِ ۲ .

۶۳۷۳.شرح نهج البلاغة عن عمر بن عبد العزيز :كُنتُ غُلاما أقرَأُ القُرآنَ عَلى بَعضِ وُلدِ عُتبَةَ بنِ مَسعودٍ ، فَمَرَّ بي يَوما وأنَا ألعَبُ مَعَ الصِّبيانِ ، ونَحنُ نَلعَنُ عَلِيّا ، فَكَرِهَ ذلِكَ ودَخَلَ المَسجِدَ ، فَتَرَكتُ الصِّبيانَ وجِئتُ إلَيهِ لَأدُرسَ عَلَيهِ وِردي ، فَلَمّا رَآني قامَ فَصَلَّى وأطالَ فِي الصَّلاةِ ـ شِبهَ المُعرِضِ عَنّي ـ حَتّى أحسَستُ مِنهُ بِذلِكَ ، فَلَمَّا انفَتَلَ مِن صلاتِهِ كَلَحَ ۳ في وَجهي ، فَقُلتُ لَهُ : ما بالُ الشَّيخِ ؟ فَقالَ لي : يا بُنَيَّ ، أنتَ اللاّعِنُ عَلِيّا مُنذُ اليَوم ؟ قُلتُ : نَعَم . قالَ : فَمَتى عَلِمتَ أنَّ اللّهَ سَخِطَ عَلى أهلِ بَدرٍ بَعدَ أن رَضِيَ عَنهُم ؟ فَقُلتُ : يا أبَتِ ، وهَل كانَ عَلِيٌّ مِن أهلِ بَدرٍ ؟ فَقالَ : وَيحَكَ ! وهَل كانَتَ بَدرٌ كُلُّها إلّا لَهُ ! ! فَقلُتُ : لا أعودُ ، فَقالَ : آللّهَ أنَّكَ لا تَعودُ ؟ قُلتُ : نَعَم . فَلَم ألعنَهُ بَعدَها .
ثُمَّ كُنتُ أحضُرُ تَحتَ مِنبَرِ المَدينَةِ ، وأبي يَخطُبُ يَومَ الجُمُعَةِ ـ وهُوَ حينَئِذٍ أميرُ المَدينَةِ ـ فَكُنتُ أسمَعُ أبي يَمُرُّ في خُطَبِهِ تَهدِرُ شَقاشِقُهُ ۴ ، حَتّى يَأتِيَ إلى لَعنِ عَلِيٍّ عليه السلام فَيُجَمجِمُ ۵ ، ويَعرِضُ لَهُ مِنَ الفَهاهَةِ وَالحَصرِ مَا اللّهُ عالِمٌ بِهِ ، فَكُنتُ أعجَبُ مِن ذلِكَ ، فَقُلتُ لَهُ يَوما : يا أبَتِ ، أنتَ أفصَحُ النّاسِ وأخطَبُهُم ، فَما بالي أراكَ أفصَحَ

1.النحل : ۹۰ .

2.الكامل في التاريخ : ج۳ ص۲۵۵ وراجع الفخري : ص۱۲۹ وتاريخ دمشق : ج۴۵ ص۱۳۶ وسير أعلام النبلاء : ج۵ ص۱۱۷ الرقم۴۸ .

3.الكلوح : العبوس (لسان العرب : ج۲ ص۵۷۴) .

4.الشقشقة : لهاة البعير ؛ ولا تكون إلّا للعربي من الإبل ، شبّه الفصيح المنطيق بالفحل الهادر ولسانه بشقشقته (لسان العرب : ج۱۰ ص۱۸۵) .

5.جمجَم الرجل وتجمجَم : إذا لم يُبيّن كلامه (لسان العرب : ج۱۲ ص۱۱۰) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 68660
صفحه از 532
پرینت  ارسال به