221
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7

و «حقّ الخلافة» ومكانة عليّ عليه السلام العليّة السامقة .
وخطب بعد استشهاد الإمام عليه السلام خطبة حماسيّة من وحي الألم والحرقة ، وأخذ البيعة من النّاس للإمام الحسن عليه السلام بالخلافة ۱ .
فارق أبو الأسود الحياة سنة 69 ه ۲ .

۶۳۷۶.ربيع الأبرار :سَأَلَ زِيادُ بنُ أبيهِ أبَا الأَسودِ عَن حُبِّ عَلِيٍّ فَقالَ : إنَّ حُبَّ عَلِيٍّ يَزدادُ في قَلبي حِدَّةً ، كَما يَزدادُ حُبُّ مُعاوِيَةَ في قَلبِكَ ؛ فَإِنّي اُريدُ اللّهَ وَالدّارَ الآخرَةَ بِحُبّي عَلِيّا ، وتُريدُ الدُّنيا بِزينَتِها بِحُبِّكَ مُعاوِيَةَ ، ومَثَلي ومَثَلُكَ كَما قالَ إخوَةُ مَذحِجٍ :

خَليلانِ مُختَلِفٌ شَأنُنا
اُريدُ العَلاءَ ويَهوَى اليَمَن

اُحِبُّ دِماءَ بَني مالِكٍ
وراقَ المُعَلّى بَياضَ اللَّبَن۳

۶۳۷۷.العقد الفريد :لَمّا قَدِمَ أبُو الأَسوَدِ الدُّؤَلِيُّ عَلى مُعاوِيَةَ عامَ الجَماعَةِ ۴ ، قالَ لَهُ مُعاوِيَةُ : بَلَغنَي يا أبَا الأَسوَدِ أنَّ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ أرادَ أن يَجعَلَكَ أحَدَ الحَكَمَينِ ، فَما كُنتَ تَحكُمُ بِهِ ؟
قالَ : لَو جَعَلَني أحَدَهُما لَجَمَعتُ ألفا مِنَ المُهاجِرينَ وأبناءِ المُهاجِرينَ ، وألفا مِنَ الأَنصارِ وأبناءِ الأَنصارِ ، ثُمَّ ناشَدتُهُمُ اللّهَ : المُهاجِرينَ وأبناءَ المُهاجِرينَ أولى بِهذَا الأَمرِ أمِ الطُّلَقاءَ ؟
قالَ لَهُ مُعاوِيَةُ : للّهِِ أبوكَ ! أيُّ حَكَمٍ كُنتَ تَكونُ لَو حُكِّمتَ ! ۵

1.الأغاني : ج۱۲ ص۳۸۰ .

2.سير أعلام النّبلاء : ج۴ ص۸۶ الرقم ۲۸ ، تاريخ دمشق : ج۲۵ ص۲۱۰ ، الأغاني : ج۱۲ ص۳۸۶ .

3.ربيع الأبرار : ج۳ ص۴۷۹ .

4.عام الجماعة : هو العام الَّذي سلّم فيه الإمام الحسن عليه السلام الأمر لمعاوية ، وذلك في جُمادى الاُولى سنة (۴۱ ه ) (جواهر المطالب : ج۲ ص۱۹۹) .

5.العقد الفريد : ج۳ ص۳۴۲ ، تاريخ دمشق : ج۲۵ ص۱۸۰ عن سعيد عن بعض أصحابه نحوه وليس فيه سؤال معاوية .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7
220

وعيّنه الإمام عليه السلام قاضياً على البصرة عندما ولّى عليها ابن عبّاس ۱ .
وكان ابن عبّاس يقدّره ، وحينما كان يخرج من البصرة ، يُفوّض إليه أعمالها ۲ ، وكان ذلك يحظى بتأييد الإمام عليه السلام أيضاً ۳ . ووسّع أبو الأسود علم النّحو بأمر الإمام عليه السلام الَّذي كان قد وضع اُسسه وقواعده ۴ ، وأقامه ورسّخ دعائمه ۵ ، وهو أوّل من أعجم القرآن الكريم وأشكله ۶ .
وله في الأدب العربي منزلة رفيعة ؛ فقد عُدّ من أفصح النّاس ۷ . وتبلور نموذج من هذه الفصاحة في شعره الجميل الَّذي رثى به الإمام عليه السلام ۸ ، وهو آية على محبّته للإمام ، وبغضه لأعدائه .
ولم يدّخر وسعاً في وضع الحقّ موضعه ، والدفاع عن عليّ عليه السلام ، ومناظراته مع معاوية ۹ دليل على صراحته وشجاعته وثباته واستقامته في معرفة «خلافة الحقّ»

1.الطبقات الكبرى : ج۷ ص۹۹ .

2.تاريخ الطبري : ج۵ ص۹۳ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۵ ص۲۷۶ الرقم ۱۲۴ .

3.الطبقات الكبرى : ج۷ ص۹۹ ، المعارف لابن قتيبة : ص۴۳۴ ؛ وقعة صفّين : ص۱۱۷ ، تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۲۰۵ .

4.سير أعلام النّبلاء : ج۴ ص۸۲ الرقم ۲۸ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۵ ص۲۷۸ الرقم ۱۲۴ ، الأغاني : ج۱۲ ص۳۴۷ ، تاريخ دمشق : ج۲۵ ص۱۸۹ ، البداية والنهاية : ج۸ ص۳۱۲ .

5.يدور كلام كثير حول إرساء دعائم علم النّحو : فالاُول لم يتردّدوا في دور الإمام عليه السلام وأبي الأسود فيه . أمّا المتأخّرون من الدارسين والباحثين العرب فقد تأثّر بعضهم بآراء بعض المستشرقين الذين تردّدوا فيه . راجع : دائرة المعارف الإسلاميّة الكبرى : ج۴ ص۳۳۴ ـ ۳۴۶ ، وتوفّر بعض الكتّاب على انتقاد آراء اُخرى في سياق تثبيتهم دور الإمام عليه السلام وأبي الأسود فيه . راجع : مجلّة تراثنا / العدد ۱۳ ص۳۱ مقالة «أبو الأسود الدؤلي ودوره في وضع النّحو العربي» .

6.الأغاني : ج۱۲ ص۳۴۷ ، الإصابة : ج۳ ص۴۵۵ الرقم ۴۳۴۸ ، تاريخ دمشق : ج۲۵ ص۱۹۲ و ۱۹۳ ، وفيات الأعيان : ج۲ ص۵۳۷ .

7.تاريخ دمشق : ج۲۵ ص۱۹۰ .

8.راجع : ج۴ ص۳۰۶ (في رثاء الإمام) .

9.تاريخ دمشق : ج۲۵ ص۱۷۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 68684
صفحه از 532
پرینت  ارسال به