227
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7

وكان فريداً فذّاً في صدقه وصراحة لهجته ، حتى قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله كلمته الخالدة فيه تكريماً لهذه الصفة المحمودة العالية : «ما أظَلَّتِ الخَضراءُ ، وما أقَلَّتِ الغَبراءُ ۱ أصدَقَ لَهجَةً مِن أبي ذَرٍّ » ۲ .
وكان من الثلّة المعدودة الَّتي رعت حرمة الحقّ في خضمّ التغيّرات الَّتي طرأت بعد وفاة النّبيّ صلى الله عليه و آله ۳ . وتفانى في الدفاع عن موقع الولاية العلويّة الرفيعة ، وجعل نفسه مِجَنّاً للذبّ عنه ، وكان أحد الثلاثة الذين لم يفارقوا عليّاً عليه السلام قطّ ۴ .
ولنا أن نعدّ من فضائله ومناقبه صلاته على الجثمان الطاهر لسيّدة نساء العالمين فاطمة عليهاالسلام ، فقد كان في عداد من صلّى عليها في تلك الليلة المشوبة بالألم والغمّ والمحنة ۵ .
وصرخاته بوجه الظلم ملأت الآفاق ، واشتهرت في التاريخ ؛ فهو لم يصبر على إسراف الخليفة الثالث وتبذيره وعطاياه الشاذّة ، وانتفض ثائراً صارخاً ضدّها، ولم يتحمّل التحريف الَّذيافتعلوه لدعم تلك المكرمات المصطنعة، وقدح في الخليفة وتوجيه كعب الأحبار لأعماله وممارساته . فقام الخليفة بنفي صوت العدالة هذا إلى الشام الَّتي كانت حديثة عهدٍ بالإسلام ، غيرَ مُلمّةٍ بثقافته ۶ .
ولم يُطِقه معاوية أيضاً ؛ إذ كان يعيش في الشام كالملوك ، ويفعل ما يفعله

1.الخضْرَاء : السَّماء ، والغَبْرَاء : الأرض (النهاية : ج۲ ص۴۲) .

2.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۸۵ ح۵۴۶۱ ، الطبقات الكبرى : ج۴ ص۲۲۸ ، سير أعلام النّبلاء : ج۲ ص۵۹ الرقم ۱۰ .

3.الخصال : ص۶۰۷ ح۹ ، عيون أخبار الرضا : ج۲ ص۱۲۶ ح۱ .

4.رجال الكشّي : ج۱ ص۳۸ الرقم ۱۷ ، الاختصاص : ص۶ .

5.رجال الكشّي : ج۱ ص۳۴ الرقم ۱۳ ، الاختصاص : ص۵ .

6.أنساب الأشراف : ج۶ ص۱۶۶ ، مروج الذهب : ج۲ ص۳۴۹ ، شرح نهج البلاغة : ج۸ ص۲۵۶ الرقم۱۳۰ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7
226

3

أبو حَسَّانٍ البَكرِيُّ

۶۳۸۳.وقعة صفّين :بَعَثَ [ عَلِيٌّ عليه السلام ] أبا حَسّانٍ البَكرِيَّ عَلى إستانِ العالي ۱ . ۲

4

أبو ذَرٍّ الغِفارِيُّ ۳

جُنْدَب بن جُنادة ، وهو مشهور بكنيته . صوت الحقّ المدوّي ، وصيحة الفضيلة والعدالة المتعالية ، أحد أجلّاء الصحابة ، والسابقين إلى الإيمان ، والثابتين على الصراط المستقيم ۴ . كان موحِّداً قبل الإسلام ، وترفّع عن عبادة الأصنام ۵ . جاء إلى مكّة قادماً من البادية ، واعتنق دين الحقّ بكلّ وجوده ، وسمع القرآن .
عُدَّ رابعَ ۶ من أسلم أو خامسهم ۷ . واشتهر بإعلانه إسلامَه ، واعتقاده بالدين الجديد ، وتقصّيه الحقّ منذ يومه الأوّل ۸ .

1.الإستانُ العالِ : كورة في غربيّ بغداد من السواد ، تشتمل على أربعة طساسيج وهي : الأنبار ، وبادوريا ، وقَطْرَبُّل ، ومَسكِن (معجم البلدان : ج۱ ص۱۷۴) .

2.وقعة صفّين : ص۱۱ ؛ الأخبار الطوال : ص۱۵۳ وفيه «حسّان بن عبد اللّه البكري» .

3.قد اختلف في اسمه ونَسَبه اختلافا كثيرا ، وما في المتن هو أكثر وأصحّ ما قيل فيه ، ولكنّه مشهور بكنيته ولقبه .

4.سير أعلام النّبلاء : ج۲ ص۴۶ الرقم ۱۰ ، الاستيعاب : ج۴ ص۲۱۶ الرقم ۲۹۷۴ ، اُسد الغابة : ج۱ ص۵۶۳ الرقم ۸۰۰ .

5.الطبقات الكبرى : ج۴ ص۲۲۲ ، حلية الأولياء : ج۱ ص۱۵۸ ح۲۶ ، اُسد الغابة : ج۱ ص۵۶۳ الرقم ۸۰۰ .

6.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۳۸۵ ح۵۴۵۹ ، الطبقات الكبرى : ج۴ ص۲۲۴ ، اُسد الغابة : ج۱ ص۵۶۳ الرقم ۸۰۰ .

7.الطبقات الكبرى : ج۴ ص۲۲۴ ، سير أعلام النّبلاء : ج۲ ص۴۶ الرقم ۱۰ ، اُسد الغابة : ج۱ ص۵۶۳ الرقم ۸۰۰ .

8.الطبقات الكبرى : ج۴ ص۲۲۵ ، حلية الأولياء : ج۱ ص۱۵۸ ح۲۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 68727
صفحه از 532
پرینت  ارسال به