237
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7

عَلَيهِم ، وقالَ : بِأَبي وُجوهٌ إذا رَأَيتُها ذَكَرتُ بِها رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وشَمَلَتنِي البَرَكَةُ بِرُؤيَتِها .
ثُمَّ رَفَعَ يَدَيهِ إلَى السَّماءِ وقالَ : اللّهُمّ إنّي اُحِبُّهُم ، ولَو قُطِّعتُ إربا إربا في مَحَبَّتِهِم ما زِلتُ عَنهَا ابتغاءَ وَجهِكَ وَالدّارِ الآخِرَةِ ، فَارجِعوا رَحِمَكُمُ اللّهُ ، وَاللّهَ أسأَلُ أن يُخلُفَني فيكُم أحسَنَ الخِلافَةِ . فَوَدَّعَهُ القَومُ ورَجَعوا وهُم يَبكونَ عَلى فِراقِهِ ۱ .

۶۳۹۹.تاريخ اليعقوبي :لَم يَزَل أبو ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ حَتّى تُوُفِّيَ ، ولَمّا حَضَرَتهُ الوَفاةُ قالَت لَهُ ابنَتُهُ : إنّي وَحدي في هذَا المَوضِعِ ، وأخافُ أن تَغلِبَني عَلَيكَ السِّباعُ ، فَقالَ : كَلّا إنَّهُ سَيَحضُرُني نَفَرٌ مُؤمِنونَ ، فَانظُري أ تَرَينَ أحَدا ؟ فَقالَت : ما أرى أحَدا ! قالَ : ما حَضَرَ الوَقتُ ، ثُمَّ قالَ : انظُري ، هَل تَرَينَ أحَدا ؟ قالَت : نَعم أرى رَكبا مُقبِلينَ ، فَقالَ : اَللّهُ أكبَرُ ، صَدَقَ اللّهُ ورَسولُهُ ، حَوِّلي وَجهي إلَى القِبلَةِ ، فَإِذا حَضَرَ القَومُ فأقرِئيهِم مِنّي السَّلامَ ، فَإِذا فَرَغوا مِن أمري ، فَاذبَحي لَهُم هذِهِ الشّاةَ ، وقولي لَهُم : أقسَمتُ عَلَيكُم إن بَرِحتمُ حَتّى تَأكُلوا ، ثُمَّ قُضِيَ عَلَيهِ .
فَأَتَى القَومُ ، فَقالَت لَهُمُ الجارِيَةُ : هذا أبو ذَرٍّ صاحِبُ رَسولِ اللّهِ قَد تُوُفِّيَ ، فَنَزَلوا ، وكانوا سَبعَةَ نَفَرٍ ، فيهِم حُذَيفَةُ بنُ اليَمانِ ، وَالأَشتَرُ ، فَبَكَوا بُكاءً شَديدا ، وغَسَّلوهُ ، وكَفَّنوهُ ، وصَلَّوا عَلَيهِ ، ودَفَنوهُ .
ثُمَّ قالَت لَهُم : إنَّهُ يُقسِمُ عَلَيكُم ألّا تَبرَحوا حَتّى تَأكُلوا ، فَذَبَحُوا الشّاةَ وأكَلوا ، ثُمَّ حَمَلُوا ابنَتَهُ حَتّى صاروا بِها إلَى المَدينَةِ ۲ .

راجع : ج2 ص158 (نفي أبي ذرّ) .

1.الأمالي للمفيد : ص۱۶۵ ح۴ .

2.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۷۳ وراجع تاريخ الطبري : ج۴ ص۳۰۸ والكامل في التاريخ : ج۲ ص۲۶۴ والفتوح : ج۲ ص۳۷۷ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7
236

القَومَ خافوكَ عَلى دُنياهُم ، وخِفتَهُم عَلى دينِكَ ، فَأَرحَلوكَ عَنِ الفَناءِ وَامتَحَنوكَ بِالبَلاءِ . ووَاللّهِ لَو كانَتِ السَّماواتُ وَالأَرضُ عَلى عَبدٍ رَتقا ، ثُمَّ اتَّقَى اللّهَ عَزَّ وجَلَّ ؛ جَعَلَ لَهُ مِنها مَخرَجا ، فَلا يُؤنِسكَ إلّا الحَقُّ ، ولا يوحِشكَ إلَا الباطِلُ ۱ .

۶۳۹۷.الإمام الصادق عليه السلام :لَمّا شَيَّعَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام أبا ذَرٍّ ، وشَيَّعَهُ الحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهماالسلام ، وعَقيلُ بنُ أبي طالِبٍ ، وعَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ ، وعَمّارُ بنُ ياسِرٍ عَلَيهِم سَلامُ اللّهِ ، قالَ لَهُم أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : وَدِّعوا أخاكُم ؛ فَإنِّهُ لابُدَّ لِلشّاخِصِ مِن أن يَمضِيَ ، ولِلمُشَيِّعِ مِن أن يَرجِعَ .
قالَ : فَتَكَلَّمَ كُلُّ رَجُلٍ مِنهُم عَلى حِيالِهِ ، فَقالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليهماالسلام : رَحِمَكَ اللّهُ يا أبا ذَرٍّ ! إنَّ القَومَ إنَّمَا امتَهَنوكَ بِالبَلاءِ ؛ لِأَنَّكَ مَنَعتَهُم دينَكَ ، فَمَنَعوكَ دُنياهُم ، فَما أحوَجَكَ غَدا إلى ما مَنَعتَهُم ، وأغناك عَمّا مَنَعوكَ .
فَقالَ أبو ذَرٍّ : رَحِمَكُمُ اللّهُ مِن أهلِ بَيتٍ ! فَما لي فِي الدُّنيا مِن شَجَنٍ ۲ غَيرُكُم ، إنّي إذا ذَكَرتُكُم ذَكَرتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله ۳ .

۶۳۹۸.الأمالي للمفيد عن أبي جهضم الأزدي عن أبيهـ بَعدَ مُعامَلَةِ عُثمانَ السَّيِّئَةِ مَعَ أبي ذَرٍّ ـ: بَلَغَ ذلِكَ أميرَ المُؤمِنينَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام فَبَكى حَتّى بَلَّ لِحيَتَهُ بِدُموعِهِ ، ثُمَّ قالَ : أ هكَذا يُصنَعُ بِصاحِبِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؟ ! إنّا للّهِِ وإنّا إلَيهِ راجِعونَ .
ثُمَّ نَهَضَ وَمَعَهُ الحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهماالسلام ، وعَبدُ اللّهِ بنُ العَبّاسِ وَالفَضلُ وقُثَمُ وعُبيدُ اللّهِ ، حَتّى لَحِقوا أبا ذَرٍّ ، فَشَيَّعوهُ ، فَلَمّا بَصُرَ بِهِم أبو ذَرٍّ حَنَّ إلَيهِم ، وبَكى

1.الكافي : ج۸ ص۲۰۶ ح۲۵۱ .

2.الشَّجَنُ : أي قرابة مشتبكة كاشتباك العروق (النهاية : ج۲ ص۴۴۷) .

3.المحاسن : ج۲ ص۹۴ ح۱۲۴۷ عن إسحاق بن جرير الجريري عن رجل من أهل بيته ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج۲ ص۲۷۵ ح۲۴۲۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 68677
صفحه از 532
پرینت  ارسال به