وكانت له منزلة حسنة عند معاوية ^۱ ، لكنّه لم يتنازل عن مدح الإمام أمير المؤمنين عليه السلام والثناء عليه وتعظيمه يومئذٍ ^۲ . وكاتَبه الإمام الحسين عليه السلام قبل ثورته فلم يُجِبه ^۳ . وإن صحّ هذا ( أي عدم استجابته لدعاء الإمام عليه السلام ) ؛ فهو دليل على ركونه إلى الدنيا ، وتزعزع عقيدته .
وكانت تربطه بمصعب بن الزبير صداقة ، من هنا رافقه في مسيره إلى الكوفة ^۴ . مات الأحنف سنة 67 ه ^۵ .

۶۴۱۲.تاريخ دمشق عن عبد اللّه بن المبارك :قيل للأحنف بن قيس : بأيّ شيء سوّدك قومك ؟ قال : لو عاب النّاس الماءَ لم أشربه ^۶ .

۶۴۱۳.الجملـ في ذكر حرب ـ: بَعَثَ إلَيهِ [ عَلِيٍّ عليه السلام ]الأَحنَفُ بنُ قَيسٍ رَسولاً يَقولُ لَهُ : إنّي مُقيمٌ عَلى طاعَتِكَ في قَومي ؛ فَإِن شِئتَ أتَيتُكَ في مِئَتَينِ مِن أهلِ بَيتي فَعَلتُ ، وإن ^۷ شِئتَ حَبَستُ عَنكَ أربَعَةَ آلافِ سَيفٍ مِن بَني سَعدٍ .
فَبَعَثَ إلَيهِ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : بَلِ احبِس وكُفَّ .
فَجَمَعَ الأَحنَفُ قَومَهُ ، فَقالَ : يا بَني سَعدٍ ! كُفّوا عَن هذِهِ الفِتنَةِ ، وَاقعُدوا في بُيوتِكُم ؛ فَإنِ ظَهَرَ أهلُ البَصرَةِ فَهُم إخوانُكُم لَم يُهيِّجوكُم ، وإن ظَهَرَ عَلِيٌّ سَلِمتُم .

النّبيّ صلى الله عليه و آله ^۱ ، لكنّه لم يَرَهُ ^۲ . حُمِدَ بالحلم والسيادة ، وربّما أفرط مترجموه في نقل بعض الأمثلة من حلمه وسيادته ^۳ .
وكان الأحنف من اُمراء الجيش في فتح خراسان أيّام عمر ^۴ . وفتح مَرْو في عصر عثمان ^۵ . واعتزل الإمامَ أمير المؤمنين عليّاً عليه السلام في حرب الجمل ^۶ ، فتبعه أربعة آلاف من قبيلته تاركين عائشة ^۷ ، ودَعته عائشة إلى اللحاق بها ، فلم يُجِب ودحض موقفها بكلام بصير واعٍ ^۸ .
وكان من قادة جيش الإمام عليه السلام في معركة صفّين ^۹ ، واقترح أن يمثّل الإمام عليه السلام في التحكيم بدل أبي موسى ^۱۰ .
واعتزل في فتنة ابن الحضرمي ولم يدافع عن الإمام عليه السلام . وكانت سياسته ترتكز على المسامحة والموادعة ، ومسايرة قومه وقبيلته ، والابتعاد عن التوتّر ^۱۱ .