ثلّة من رفاقه ۱ .
وكان حجر وجيهاً عند النّاس ، وذا شخصيّة محبوبة نافذة ، ومنزلة حسنة ، فكَبُر عليهم استشهاده ۲ ، واحتجّوا على معاوية ، وقرّعوه على فعله القبيح هذا . وكان الإمام الحسين عليه السلا ۳ ممّن تألّم كثيراً لاستشهاده ، واعترض على معاوية في رسالة بليغة له أثنى فيها ثناءً بالغاً على حجر ، وذكر استفظاعه للظلم ، وذكّر معاوية بنكثه للعهد ، وإراقته دم حجر الطاهر ظلماً وعدواناً . واعترضت عائشة ۴ أيضاً على معاوية من خلال ذكرها حديثاً حول شهداء «مرج عذراء» ۵ .
وكان معاوية ـ على ما اتّصف به من فساد الضمير ـ يرى قتل حجر من أخطائه ، ويعبّر عن ندمه على ذلك ۶ ، وقال عند دنوّ أجله : لو كان ناصحٌ لَمَنعنا من قتله ۷ !
وقتل مصعب بن الزبير ولدَي حجر : عبيد اللّه ، وعبد الرحمن صبراً ۸ .
وكان الإمام أمير المؤمنين عليه السلام قد أخبر باستشهاده من قبل ، وشبّه استشهاده
1.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۵۳۲ ح۵۹۷۸ ، تاريخ دمشق : ج۱۲ ص۲۱۱ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۴ ص۱۹۴ ، مروج الذهب : ج۳ ص۱۲ وفيه «سنة ثلاث وخمسين» .
2.الأخبار الطوال : ص۲۲۴ .
3.م أنساب الأشراف : ج۵ ص۱۲۹ ، الإمامة والسياسة : ج۱ ص۲۰۳ ؛ رجال الكشّي : ج۱ ص۲۵۲ الرقم ۹۹ ، الاحتجاج : ج۲ ص۹۰ ح۱۶۴ .
4.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۵۳۴ ح۵۹۸۴ ، أنساب الأشراف : ج۵ ص۴۸ ، تاريخ الطبري : ج۵ ص۲۷۹ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۴ ص۱۹۴ ، الاستيعاب : ج۱ ص۳۹۰ الرقم ۵۰۵ .
5.أنساب الأشراف : ج۵ ص۲۷۴ ، تاريخ دمشق : ج۱۲ ص۲۲۶ ، الإصابة : ج۲ ص۳۳ الرقم ۱۶۳۴ ؛ تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۲۳۱ .
6.سير أعلام النّبلاء : ج۳ ص۴۶۵ الرقم ۹۵ ، تاريخ دمشق : ج۱۲ ص۲۲۶ ، تاريخ الطبري : ج۵ ص۲۷۹ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۴ ص۱۹۴ .
7.أنساب الأشراف : ج۵ ص۲۷۵ ، تاريخ دمشق : ج۱۲ ص۲۳۱ .
8.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۵۳۲ ح۵۹۷۴ ، تاريخ دمشق : ج۱۲ ص۲۱۰ .