301
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7

وعندما نقض مساعير فتنة الجمل «طلحة والزبير» ومن معهما الهدنة مع عثمان بن حنيف ، وحملوا على النّاس ، وهمّوا باحتلال البصرة ، قاتلهم حكيم وأصحابه بشجاعة وبصيرة . وارتفاع كلمته الرائعة عند القتال : «إنّي لستُ في شكٍّ من قتال هؤلاء . . .» ۱ آية على معرفته الدقيقة واعتقاده العميق بالحقّ . وقد رزقه اللّه الشهادة في ذلك القتال ۲ .
وذكر الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أنّ مقتل حكيم كان أحد الأسباب الَّتي دفعته إلى مقاتلة أصحاب الجمل ومواجهة فتنتهم وفسادهم ۳ .

۶۴۷۸.تاريخ الطبري عن الجارود بن أبي سبرة :لَمّا كانَتِ اللَّيلَةُ الَّتي اُخِذَ فيها عُثمانُ بنُ حُنَيفٍ ، وفي رُحبَةِ مَدينَةِ الرِّزقِ طَعامٌ يَرتَزِقُهُ النّاسُ ، فَأَرادَ عَبدُ اللّهِ أن يَرزُقَهُ أصحابَهُ وبَلَغَ حُكَيمَ بنَ جَبَلَةَ ما صُنِعَ بِعُثمانَ ، فَقالَ : لَستُ أخافُ اللّهَ إن لَم أنصُرهُ . فَجاءَ في جَماعَةٍ مِن عَبدِ القَيسِ وبَكرِ بنِ وائِلٍ وأكثَرُهُم عَبدُ القَيسِ ، فَأَتَى ابنُ الزُّبَيرِ مَدينَةَ الرِّزقِ ، فَقالَ : ما لَكَ يا حُكَيمُ ؟ قالَ : نُريدُ أن نَرتَزِقَ مِن هذَا الطَّعامِ ، وأن تُخَلّوا عُثمانَ فَيُقيمَ في دارِ الإِمارَةِ عَلى ما كَتَبتُم بَينَكُم حَتّى يَقدِمَ عَلِيٌّ ، وَاللّهِ لَو أجِدُ أعوانا عَلَيكُم أخبِطُكُم بِهِم ما رَضيتُ بِهذِهِ مِنكُم حَتّى أقتُلَكُم بِمَن قَتَلتُم ، ولَقَد أصبَحتُم وإنَّ دِماءَكُم لَنا لَحَلالٌ بِمَن قَتَلتُم مِن إخوانِنا ، أما تَخافونَ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ ! بِمَ تَستَحِلّونَ سَفكَ الدِّماءِ ؟ قالَ : بِدَمِ عُثمانَ بنِ عَفّانَ . قالَ : فَالَّذينَ قَتَلتُموهُم قَتَلوا عُثمانَ ؟ أما تَخافونَ مَقتَ اللّهِ ؟

1.تاريخ الطبري : ج۴ ص۴۷۵ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۲۰ ، الاستيعاب : ج۱ ص۴۲۳ الرقم ۵۵۸ ، سير أعلام النّبلاء : ج۳ ص۵۳۱ الرقم ۱۳۶ نحوه .

2.تاريخ الطبري : ج۴ ص۴۶۶ ـ ۴۷۱ ، الاستيعاب : ج۱ ص۴۲۱ الرقم ۵۵۸ ، اُسد الغابة : ج۲ ص۵۷ الرقم ۱۲۳۳ ، سير أعلام النّبلاء : ج۳ ص۵۳۲ الرقم ۱۳۶ ، شرح نهج البلاغة : ج۹ ص۳۲۲ .

3.الإرشاد : ج۱ ص۲۵۲ ، الجمل : ص۳۳۴ ؛ تاريخ الطبري : ج۴ ص۴۸۱ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7
300

الاُخرى وبايَعَ لَهُ ، وقالَ : هذِهِ بَيعَةُ أميرِ المُؤمِنينَ حَقّا ، فَوَاللّهِ لا يُبايَعُ بَعدَهُ لِواحدٍ مِن قُرَيشٍ إلّا أصغَرَ أو أبتَرَ يُوَلِّي الحَقَّ استَهُ ۱ .

۶۴۷۷.مجمع الزوائد عن سيّار أبي الحكم :قالَت بَنو عَبسٍ لِحُذَيفَةَ : إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عُثمانَ قَد قُتِلَ ، فَما تَأمُرُنا ؟قالَ : آمرُكُم أن تَلزَموا عَمّاراً . قالوا : إنَّ عَمّاراً لا يُفارِقُ عَلِيّاً ! قالَ : إنَّ الحَسَدَ هُوَ أهلَكَ الجَسَدَ ، وإنَّما يُنَفِّرُكُم مِن عَمّارٍ قُربُهُ مِن عَلِيٍّ ! فَوَاللّهِ لَعَلِيٌّ أفضَلُ مِن عَمّارٍ أبعَدَ ما بَينَ التُّرابِ وَالسَّحابِ ، وإنَّ عَمّاراً لَمِنَ الأَخيارِ . وهُوَ يَعلَمُ أنَّهُم إن لَزِموا عَمّاراً كانوا مَعَ عَلِيٍّ ۲ .

راجع : ج4 ص629 (حذيفة بن اليمان) .

29

حُكَيمُ بنُ جَبَلَةَ

حُكَيم بن جبلة بن حصين العبدي ، ويقال ابن جبل . من أصحاب عليّ عليه السلام ۳ ، ومن الثابتين على طاعته ، والعارفين بحقّه في الخلافة . أثنى عليه أصحاب التراجم بعبارات متنوّعة ، منها : «كان مُطاعا في قومه» ۴ ، ومنها : «أحد أشراف الأبطال» ۵ ، ومنها : «وما سُمع بأشجع منه» ۶ . تولّى قيادة البصريّين في الثورة على عثمان ۷ .

1.الأمالي للطوسي : ص۴۸۷ ح۱۰۶۶ .

2.مجمع الزوائد : ج۷ ص۴۸۸ ح۱۲۰۵۸ ، تاريخ دمشق : ج۴۳ ص۴۵۶ وفيه «ابن عبس» بدل «بنو عبس» ، ينابيع المودّة : ج۱ ص۳۸۴ ح۱۲ ، كنز العمّال : ج۱۳ ص۵۳۲ ح۳۷۳۸۵ ؛ شرح الأخبار : ج۱ ص۲۱۰ ح۱۸۱ .

3.رجال الطوسي : ص۶۱ الرقم ۵۳۰ .

4.الاستيعاب : ج۱ ص۴۲۱ الرقم ۵۵۸ ، اُسد الغابة : ج۲ ص۵۷ الرقم ۱۲۳۳ .

5.سير أعلام النّبلاء : ج۳ ص۵۳۱ الرقم ۱۳۶ .

6.سير أعلام النّبلاء : ج۳ ص۵۳۲ الرقم ۱۳۶ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۳ ص۴۹۵ ، اُسد الغابة : ج۲ ص۵۸ الرقم ۱۲۳۳ وفيهما «ما رُئي أشجع منه» ، أنساب الأشراف : ج۵ ص۱۳۰ وفيه «أشجع أهل زمانه» .

7.تاريخ الطبري : ج۴ ص۳۷۸ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۳ ص۴۹۵ وفيه «إنّه أحد من سار إلى الفتنة» ، سير أعلام النّبلاء : ج۳ ص۵۳۱ الرقم ۱۳۶ وفيه «كان أحد من ثار في فتنة عثمان» ، مروج الذهب : ج۲ ص۳۵۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 68624
صفحه از 532
پرینت  ارسال به