311
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7

ويُسنِدُها إلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام .
فَبَلَغَ ذلِكَ ابنَ زِيادٍ ، فَأَرسَلَ إلَيهِ الحَجّامَ حَتّى قَطَعَ لِسانَهُ ، فَماتَ مِن لَيلَتِهِ تِلكَ رَحِمَهُ اللّهُ ۱ .

۶۴۹۱.الإرشاد عن زياد بن النّضر الحارثي :كُنتُ عِندَ زِيادٍ إذ اُتِيَ بِرُشَيدٍ الهَجَرِيِّ ، فَقالَ لَهُ زِيادٌ : ما قالَ لَكَ صاحِبُكُ ـ يعَني عَلِيّا عليه السلام ـ إنّا فاعِلونَ بِكَ ؟قالَ : تَقطَعون يَدَيَّ ورِجلَيَّ وتَصلُبونَني . فَقالَ زِيادٌ : أمَ وَاللّهِ لَاُكَذِّبَنَّ حَديثَهُ ، خَلّو سَبيلَهُ .
فَلَمّا أرادَ أن يَخرُجَ قالَ زِيادٌ : وَاللّهِ ما نَجِدُ لَهُ شَيئا شَرّا مِمّا قالَ صاحِبُهُ ، اِقطَعوا يَدَيهِ ورِجلَيهِ وَاصلُبوهُ .
فَقالَ رُشَيدٌ : هَيهاتَ ، قَد بَقِيَ لي عِندَكُم شَيءٌ أخبَرَني بِهِ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام . قالَ زِيادٌ : اِقطَعوا لِسانَهُ . فَقالَ رُشَيدٌ : الآنَ وَاللّهِ جاءَ تَصديقُ خَبَرِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ۲ .

37

زِرُّ بنُ حُبَيشٍ

زرّ بن حُبيش بن حُباشة الأسدي من الفضلاء والعلماء والقرّاء المطّلعين على معارف القرآن ، وأحد عيون التابعين ۳ ، ومن أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام الأجلّاء ۴ . وقد شهد الإمام عليه السلام بوثاقته . وبلغ حبّه وودّه للإمام عليه السلام درجة أنّ أصحاب الرجال

1.الأمالي للطوسي : ص۱۶۵ ح۲۷۶ ، رجال الكشّي : ج۱ ص۲۹۰ الرقم ۱۳۱ ، الاختصاص : ص۷۷ .

2.الإرشاد : ج۱ ص۳۲۵ ، إعلام الورى : ج۲ ص۳۴۳ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۲۹۴ وراجع رجال الكشّي : ج۱ ص۲۹۰ الرقم ۱۳۱ والاختصاص : ص۷۸ .

3.الاستيعاب : ج۲ ص۱۳۱ الرقم ۸۷۳ ، اُسد الغابة : ج۲ ص۳۱۲ الرقم ۱۷۳۵ ، الإصابة : ج۲ ص۵۲۲ الرقم ۲۹۷۸ ؛ رجال الطوسي : ص۶۴ الرقم ۵۶۹ . .

4.تاريخ دمشق : ج۱۹ ص۲۴ ، تهذيب التهذيب : ج۲ ص۱۹۴ الرقم ۲۳۵۰ ؛ رجال الطوسي : ص۶۴ الرقم ۵۶۹ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7
310

وهكذا ترجم عظمة الصبر ، ودلّ على صلابته في محبّته أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه . ولمّا آن ذلك الأوان فعل زياد بن أبيه فعلته ، ولم يتنازل رشيد عن الحقّ إلى أن استشهد وصلب ۱ .

۶۴۹۰.الأمالي للطوسي عن بنت رُشيد الهَجَري عن رُشيد الهجَرَي :قال لي حبيبي أمير المؤمنين عليه السلام : يا رُشيد ، كيف صَبرُكَ إذا أرسَلَ إلَيكَ دَعِيُّ بَني اُمَيَّةَ فَقَطَعَ يَدَيكَ ورِجلَيكَ ولِسانَكَ ؟ فَقُلتُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أ يَكونُ آخِرُ ذلِكَ إلَى الجَنِّةِ ؟ قالَ : نَعَم يا رُشَيدُ ، وأنتَ مَعي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ .
قالَت : فَوَاللّهِ ما ذَهَبَتِ الأَيّامُ حَتّى أرسَلَ إلَيهِ الدَّعِيُّ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيادٍ ، فَدَعاهُ إلَى البَراءَةِ مِن أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ، فَأَبى أن يَتَبَرَّأَ مِنهُ ، فَقالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ : فَبِأَيِّ ميتَةٍ قالَ لَكَ صاحِبُكَ تَموتُ ؟
قالَ : أخبَرَني خَليلي صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ أ نَّكَ تَدعوني إلَى البَراءَةِ مِنهُ فَلا أتَبَرَّأُ ، فَتُقَدِّمُني فَتَقطَعُ يَدَيَّ ورِجلَيَّ ولِساني .
فَقالَ : وَاللّهِ لَاُكَذِّبَنَّ صاحِبَكَ ، قَدِّموهُ فاَقطَعوا يَدَهُ ورِجلَهُ وَاترُكوا لِسانَهُ ، فَقَطَعوهُ ثُمَّ حَمَلوهُ إلى مَنزِلِنا .
فَقُلتُ لَهُ : يا أبَه ، جُعِلتُ فِداكَ ، هَل تَجِدُ لِما أصابَكَ ألَما؟
قالَ : وَاللّهِ لا يابُنَيَّةَ إلّا كَالزِّحامِ بَينَ النّاسِ .
ثُمَّ دَخَلَ عَلَيهِ جيرانُهُ ومَعارِفُهُ يَتَوجَّعونَ لَهُ ، فَقالَ : اِيتوني بِصَحيفَةٍ ودَواةٍ أذكُر لَكُم ما يَكونُ مِمّا أعلَمَنيهِ مَولايَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام .
فَأَتَوهُ بِصَحيفَةٍ ودَواةٍ ، فَجَعَلَ يَذكُرُ ويُملي عَلَيهِم أخبارَ المَلاحِمِ وَالكائِناتِ

1.الإرشاد : ج۱ ص۳۲۵ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۲۹۴ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 68625
صفحه از 532
پرینت  ارسال به