319
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7

قالَ : مَهلاً يا أبا سُفيانَ .
فَقالَ أبو سُفيانُ :

أمَا وَاللّهِ لَولا خَوفُ شَخصٍ
يَراني يا عَلِيُّ مِنَ الأَعادي

لَأَظهَرَ أمرَهُ صَخرُ بنُ حَربٍ
ولَم تَكُنِ المَقالَةُ عَن زِيادِ

وقَد طالَت مُجامَلَتي ثَقيفا
وتَركِيَ فيهِمُ ثَمَرَ الفُؤادِ۱

۶۴۹۸.تاريخ دمشق عن الشعبي :أقامَ عَلِيٌّ عليه السلام بَعدَ وَقعَةِ الجَمَلِ بِالبَصرَةِ خَمسينَ لَيلَةً ، ثُمَّ أقبَلَ إلَى الكوفَةِ وَاستَخلَفَ عَبدَ اللّهِ بنَ عَبّاسٍ عَلَى البَصرَةِ ، قالَ : فَلَم يَزَلِ ابنُ عَبّاسٍ عَلَى البَصرَةِ حَتّى سارَ إلى صِفّينَ . ثُمَّ استَخلَفَ أبَا الأَسوَدِ الدّيلِيَّ عَلَى الصَّلاةِ بِالبَصرَةِ ، وَاستَخلَفَ زِيادا عَلَى الخَراجِ وبَيتِ المالِ وَالدّيوانِ ، وقَد كانَ استَكتَبَهُ قَبلَ ذلِكَ ، فَلَمَ يَزالا عَلَى البَصَرةِ حَتّى قَدِمَ مِن صفّينَ ۲ .

۶۴۹۹.شرح نهج البلاغة :فَأَمّا أوَّلُ ما ارتَفَع بِهِ زِيادٌ فَهُوَ استِخلافُ ابنِ عَبّاسٍ لَهُ عَلَى البَصرَةِ في خِلافَةِ عَلِيٍّ عليه السلام ، وبَلَغَت عَلِيّا عَنهُ هَناتٌ ، فَكَتَبَ إلَيهِ يَلومُهُ ويُؤَنِّبُهُ ؛ فَمِنهَا الكِتابُ الَّذي ذَكَرَ الرَّضِيُّ بَعضَهُ وقَد شَرَحنا فيما تَقَدَّمَ ما ذَكَرَ الرَّضِيُّ مِنهُ .
وكانَ عَلِيٌّ عليه السلام أخرَجَ إلَيهِ سَعدا مَولاهُ يَحُثُّهُ عَلى حَملِ مالِ البَصرَةِ إلَى الكوفَةِ ، وكانَ بَينَ سَعدٍ وزِيادٍ مُلاحاةٌ ومُنازَعَةٌ ، وعادَ سَعدٌ وشَكاهُ إلى عَلِيٍّ عليه السلام وعابَهُ ، فَكَتَبَ عَلِيٌّ عليه السلام إلَيهِ :
أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ سَعدا ذَكَرَ أ نَّكَ شَتَمتَهُ ظُلما ، وهَدَّدتَهُ وجَبَهتَهُ تَجَبُّرا وتَكَبُّرا ، فَما دَعاكَ إلَى التَّكَبُّرِ وقَد قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : « الكِبرُ رِداءُ اللّهِ ، فَمَن نازَعَ اللّهَ رِداءَهُ

1.الاستيعاب : ج۲ ص۱۰۱ الرقم ۸۲۹ ، اُسد الغابة : ج۲ ص۳۳۶ الرقم ۱۸۰۰ نحوه وليس فيه الأبيات ، الوافي بالوفيات : ج۱۵ ص۱۰ الرقم ۱۰ وراجع تاريخ دمشق : ج۱۹ ص۱۷۴ والعقد الفريد : ج۴ ص۴ .

2.تاريخ دمشق : ج۱۹ ص۱۷۰ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7
318

فَبَعَثَ عُمَرُ أبا موسَى الأَشعَرِيَّ عامِلاً مَكانَهُ ، وأمَرَهُ أن يُشخِصَ المُغيرَةَ ، فَلَمّا قَدِمَ عَلَيهِ جَمَعَ بَينَهُ وبَينَ الشُّهودِ ، فَشَهِدَ الثَّلاثَةُ ، وأقبَلَ زِيادٌ ، فَلَمّا رَآهُ عُمَرُ قالَ : أرى وَجهَ رَجُلٍ لا يُخزِي اللّهُ بِهِ رَجُلاً مِن أصحابِ مُحَمَّدٍ ، فَلَمّا دَنا قالَ : ما عِندَكَ يا سَلحَ العُقابِ ؟ قالَ : رَأَيتُ أمرا قبيحا ، وسَمِعتُ نَفَسا عالِيا ، ورَأَيتُ أرجُلاً مُختَلِفَةً ، ولَم أرَ الَّذي مِثلَ الميلِ فِي المُكحُلَةِ .
فَجَلَدَ عُمَرُ أبا بَكرَةَ ، ونافِعا ، وشِبلَ بنَ مَعبَدٍ ، فَقامَ أبو بَكرَة وقالَ : أشهَدُ أنَّ المُغيرَةَ زانٍ، فَأَرادَ عُمَرُ أن يَجلِدَهُ ثانَيِةً ، فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ : إذا تُوَفّي صاحِبَكَ حِجارَةً ۱ .
وكانَ عُمَرُ إذا رَأَى المُغيرَةَ قالَ : يا مُغيرَةُ ، ما رَأَيتُكَ قَطُّ إلّا خَشيتُ أن يَرجُمَنِي اللّهُ بِالحِجارَةِ ۲ .

۶۴۹۷.الاستيعاب :بَعَثَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ زِيادا في إصلاحِ فَسادٍ وَقَعَ بِاليَمَنِ ، فَرَجَعِ مِن وَجهِهِ وخَطَبَ خُطَبَةً لَم يَسمَعِ النّاسُ مِثلَها ، فَقالَ عَمرُو بنُ العاصِ : أمَا وَاللّهِ لَو كانَ هذَا الغُلامُ قُرَشِيّا لَساقَ العَرَبَ بِعَصاهُ .
فَقالَ أبو سُفيانَ بنُ حَربٍ : وَاللّهِ إنّي لَأَعرِفُ الَّذي وَضَعَهُ في رَحِمِ اُمِّهِ .
فَقالَ لَهُ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ : ومَن هُوَ يا أبا سُفيانَ ؟
قالَ : أنا .

1.في تاريخ دمشق : « فقال له عليٌّ : يا أمير المؤمنين ، إذا تكمل شهادته أربعة ، ويحلّ على صاحبك الرجم ! فترَكَه » .

2.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۴۶ ؛ تاريخ دمشق : ج۶۰ ص۳۵ ـ ۳۹ نحوه ، تاريخ الطبري : ج۴ ص۶۹ ـ ۷۲ ، الأغاني : ج۱۶ ص۱۰۳ ـ ۱۱۰ وفيه عن الشعبي «كانت اُمّ جميل بنت عمر ـ الَّتي رُمي بها المغيرة بن شعبة ـ بالكوفة تختلف إلى المغيرة في حوائجها ، فيقضيها لها ، قال : ووافقت عمر بالموسم والمغيرة هناك ، فقال له عمر : أ تعرف هذه ؟ قال : نعم ، هذه اُمّ كلثوم بنت عليّ . فقال له عمر : أ تتجاهل عليَّ ؟ ! اواللّه ما أظنّ أبا بكرة كذب عليك ، وما رأيتك إلّا خفت أن اُرمى بحجارة من السماء» .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 81971
صفحه از 532
پرینت  ارسال به