321
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7

اللّهُ لَكَ أجرَ الصّالِحينَ ؟ ! بَل ما عَلَيكَ ـ ثَكَلَتَكَ اُمُّكَ ـ لَو صُمتَ للّهِِ أيّاما ، وتَصَدَّقتَ بِطائِفَةٍ مِن طَعامِكَ ، فَإنَّها سيرَةُ الأَنبِياءِ وأدَبُ الصّالِحينَ ! أصلِح نَفسَكَ ، وتُب مِن ذَنبِكَ ، وأدِّ حَقَّ اللّهِ عَلَيكَ ، وَالسَّلامُ ۱ .

۶۵۰۱.تاريخ الطبري عن الشعبي :لَمَّا انتَقَضَ أهلُ الجبِالِ وطَمِعَ أهلُ الخَراجِ في كَسرِهِ ، وأخرَجوا سَهلَ بنَ حُنَيفٍ من فارِسٍ ـ وكانَ عامِلاً عَلَيها لِعَلِيٍّ عليه السلام ـ قالَ ابنُ عَبّاسٍ لِعَلِيٍّ : أكفيكَ فارِسَ .
فَقَدِمَ ابنُ عَبّاسٍ البَصرَةَ ، ووَجَّهَ زِيادا إلى فارِسَ في جَمعٍ كَثيرٍ ، فَوَطِئَ بِهِم أهلَ فارِسَ ، فَأَدَّوُا الخَراجَ ۲ .

۶۵۰۲.تاريخ الطبري عن عليّ بن كثير :إنَّ عَلِيّا استَشارَ النّاسَ في رَجُلٍ يُوَلّيهِ فارِسَ حينَ امتَنَعوا مِن أداءِ الخَراجِ ، فَقالَ لَهُ جارِيَةُ بنُ قُدامَةَ : ألا أدُلُّكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ عَلى رَجُلٍ صَليبِ الرَّأيِ ، عالِمٍ بِالسِّياسَةِ ، كافٍ لِما وَلِيَ ؟
قالَ : مَن هُوَ ؟
قالَ : زِيادٌ .
قالَ : هُوَ لَها .
فَولّاهُ فارِسَ وكِرمانَ ، ووَجَّهَهُ في أربَعَةِ آلافٍ ، فَدَوَّخَ تِلكَ البِلادَ حَتَّى استَقاموا ۳ .

۶۵۰۳.شرح نهج البلاغة عن عليّ بن محمّد المدائني :لَمّا كانَ زَمَنُ عَلِيٍّ عليه السلام وَلّى زِيادا فارِسَ أو بَعضَ أعمالِ فارِسَ ، فَضَبَطَها ضَبطا صالِحا ، وجَبى خَراجَها وحَماها ، وعَرَفَ ذلِكَ

1.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۲۰۲ .

2.تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۳۷ ، البداية والنهاية : ج۷ ص۳۱۸ نحوه .

3.تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۳۷ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۲۹ ، البداية والنهاية : ج۷ ص۳۲۱ كلاهما نحوه .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7
320

قَصَمَهُ » .
وقَد أخبَرني أ نَّكَ تُكَثِّرُ مِنَ الأَلوانِ المُختَلِفَةِ فِي الطَّعامِ فِي اليَومِ الواحِدِ ، وتَدَّهِنُ كُلَّ يَومٍ ، فَما عَلَيكَ لَو صُمتَ للّهِِ أيّاما ، وتَصَدَّقتَ بِبَعضِ ما عِندَكَ مُحتَسِبا ، وأَكلتَ طعامَكَ مِرارا قَفارا ۱ ، فَإِنَّ ذلِكَ شِعارُ الصّالِحينَ ! أ فَتَطمَعُ وأنتَ مُتَمَرِّغٌ فِي النَّعيمِ ، تَستَأثِرُ بِهِ عَلَى الجارِ وَالمِسكينِ وَالضَّعيفِ وَالفَقيرِ وَالأَرمَلَةِ وَاليَتيمِ ، أن يُحسَبَ لَكَ أجرُ المُتَصَدِّقينَ ؟
وأخَبَرني أ نَّكَ تَتَكَلَّمُ بِكَلامِ الأَبرارِ ، وتَعمَلُ عَمَلَ الخاطِئينَ ، فَإن كُنتَ تَفعَلُ ذلِكَ فَنَفسَكَ ظَلَمتَ ، وَعمَلَكَ أحبَطتَ ، فَتُب إلى رَبِّكَ يُصلِح لَكَ عَمَلَكَ ، واقتَصِد في أمرِكَ ، وقَدِّم إلى رَبِّكَ الفَضلَ لِيَومِ حاجَتِكَ ، وَادَّهِن غِبّا ۲ ، فَإِنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : «اِدَّهِنوا غِبّا ولا تَدَّهِنوا رَفها ۳ » ۴ .

۶۵۰۰.تاريخ اليعقوبي :وَجَّهَ [ عَلِيٌّ عليه السلام ] رَجُلاً مِن أصحابِهِ إلى بَعضِ عُمّالِهِ مُستحِثّا ، فَاستَخَفَّ بِهِ فَكَتَبَ إلَيهِ : أمّا بَعدُ ،فَإِنَّكَ شَتَمتَ رَسولي وزَجَرتَهُ ، وبَلَغَني أ نَّكَ تُبَخِّرُ وتُكثِرُ الاِدِّهانَ وألوانَ الطَّعامِ ، وتَتَكَلَّمُ عَلَى المِنبَرِ بِكَلامِ الصِّدّيقينَ ، وتَفعَلُ إذا نَزَلتَ أفعالَ المُحِلّينَ ، فَإِن يَكُن ذلِكَ كَذلِكَ فَنَفسَكَ ضَرَرتَ ، وأدَبي تَعَرَّضتَ .
وَيحَكَ أن تَقول : العَظَمَةُ وَالكِبرِياءُ رِدائي ، فَمَن نازَعَنيهِما سَخِطتُ عَلَيهُ ! بَل ما عَلَيكَ أن تَدَّهِنَ رَفيها ، فَقَد أمَرَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِذلِكَ ! وما حَمَلَكَ أن تُشهِدَ النّاسَ عَلَيكَ بِخِلافِ ما تَقولُ ، ثُمَّ عَلَى المِنبَرِ حَيثُ يَكثُرُ عَلَيكَ الشّاهِدُ ، ويَعظُمُ مَقتُ اللّهِ لَكَ ! بَل كَيفَ تَرجو وأنتَ مُتَهَوِّعٌ فِي النَّعيمِ ، جَمَعتَهُ مِنَ الأَرمَلَةِ وَاليَتيمِ ، أن يوجِبَ

1.هكذا في المصدر ، وفي نثر الدرّ : « قِثارا » .

2.الغبّ : الإتيان في اليومين ، وقال الحسن : في كلّ اُسبوع (لسان العرب : ج۱ ص۶۳۵ و ۶۳۶) .

3.الرَّفْه : كثرة التَّدَهُّن والتَّنَعُّم (النهاية : ج۲ ص۲۴۷) .

4.شرح نهج البلاغة : ج۱۶ ص۱۹۶ ؛ نثر الدرّ : ج۱ ص۳۲۱ نحوه .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 81925
صفحه از 532
پرینت  ارسال به