323
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7

النّاسُ ، كَتَبَ إلَيَّ ابنُ آكِلَةِ الأَكبادِ ، وكَهفُ النِّفاقِ ، وبَقِيَّةُ الأَحزابِ ، يَتَوعَّدُني ، وبَيني وبَينَهُ ابنُ عَمِّ رَسولِ اللّهِ في سَبعينَ ألفا ، قَبائِعُ سُيوفِهِم عِندَ أذقانِهِم ، لا يَلتَفِتُ أحَدٌ مِنهُم حَتّى يَموتَ ، أمَا وَاللّهِ لَئِن وَصَلَ هذَا الأمرُ إلَيهِ لَيَجِدَنّي ضَرّابا بِالسَّيفِ ۱ .

۶۵۰۵.اُسد الغابة :لَمّا وَلِي زيادٌ بِلادَ فارِسَ لِعَلِيٍّ ، كَتَبَ إلَيهِ مُعاوِيَةُ يُعَرِّضُ لَهُ بِذلِكَ ويَتَهَدَّدُهُ إن لَم يُطِعُه ، فَأَرسَلَ زيادٌ الكِتابَ إلى عَلِيٍّ ، وخَطَبَ النّاسَ وقالَ : عَجِبتُ لِابنِ آكِلَةِ الأَكبادِ ، يَتَهَدَّدُني ، وبَيني وبَينَهُ ابنُ عَمِّ رَسولِ اللّهِ فِي المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ .
فَلَمّا وَقَفَ علَى كِتابِهِ عَلِيٌّ عليه السلام كَتَبَ إلَيهِ : إنَّما وَلَّيتُكَ ما وَلَّيتُكَ وأنتَ عِندي أهلٌ لِذلِكَ ، ولَن تُدرِكَ ما تُريدُ إلّا بِالصَّبرِ وَاليَقينِ ، وإنَّما كانَت مِن أبي سُفيانَ فَلتَةٌ زَمَنَ عُمَرَ لا تَستَحِقُّ بِها نَسَبا ولا ميراثا ، وإنَّ مُعاوِيَةَ يَأتِي المَرءَ مِن بَينِ يَدَيهِ ومِن خَلفِهِ ، فَاحذَرهُ ، وَالسَّلامُ ۲ .

۶۵۰۶.نهج البلاغة :مِن كتابٍ لَهُ عليه السلام إلى زِيادِ بنِ أبيهِ ، وقَدَ بَلَغَهُ أنَّ مُعاوِيَةَ كَتَبَ إلَيهِ يُريدُ خَديعَتَهُ بِاستِلحاقِهِ : وقَد عَرَفتُ أنَّ مُعاوِيَةَ كَتَبَ إلَيكَ يَستَزِلُّ لُبَّكَ ، ويَسَتِفلُّ غَربَكَ ۳ ، فَاحذرَهُ فَإِنَّما هُوَ الشَّيطانُ ؛ يَأتِي المرَءَ مِن بَينِ يَديَهِ ومِن خَلفِهِ ، وعَن يَمينِهِ وَعن شِمالِهِ ، لِيَقتَحِمَ غَفلَتَهُ ، ويَستَلِبَ غِرَّتَهُ .
وقَد كانَ مِن أبي سُفيانَ في زَمَنِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ فَلتَةٌ مِن حَديثِ النَّفسِ ، وَنزغَةٌ مِن نَزَغاتِ الشَّيطانِ : لا يَثبُتُ بِها نَسَبٌ ، ولا يُستَحَقُّ بِها إرثٌ ، وَالمُتَعَلِّقُ بِها كَالواغِلِ

1.أنساب الأشراف : ج۵ ص۱۹۹ ، تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۷۰ نحوه ؛ وقعة صفّين : ص۳۶۶ وراجع المعارف لابن قتيبة : ص۳۴۶ والغارات : ج۲ ص۶۴۷ .

2.اُسد الغابة : ج۲ ص۳۳۷ الرقم ۱۸۰۰ وراجع تاريخ دمشق : ج۱۹ ص۱۷۵ و ۱۷۶ والاستيعاب : ج۲ ص۱۰۱ الرقم ۸۲۹ .

3.الغَرْب : الحِدّة والشوكة (النهاية : ج۳ ص۳۵۱) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7
322

مُعاوِيَةُ ، فَكَتَبَ إلَيهِ : أمّا بَعدُ ، فَإنَّهُ غَرَّتكَ قِلاعٌ تَأوي إلَيها لَيلاً ، كَما تَأوِي الطَّيرُ إلى وَكرِها ، وَايمُ اللّهِ ، لَولاَ انتِظاري بِكَ مَا اللّهُ أعلَمُ بِهِ لَكانَ لَكَ مِنّي ما قالَهُ العَبدُ الصّالِحُ : «فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَ لَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَآ أَذِلَّةً وَ هُمْ صَـغِرُونَ»۱ .
وكَتَبَ في أسفَلِ الكِتابِ شِعرا مِن جُملَتِهِ :

تَنسى أباكَ وَقد شالَت نَعامَتُهُ
إذ يَخطُبُ النّاسَ وَالوالي لَهُم عُمَرُ

فَلَمّا وَرَدَ الكِتابُ عَلى زِيادٍ قامَ فَخَطَبَ النّاسَ ، وقالَ : العَجَبُ مِنِ ابنِ آكِلَةِ الأَكبادِ ، ورَأسِ النِّفاقِ ! يُهَدِّدُني وبَيني وبَينَهُ ابنُ عَمِّ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وزَوجُ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ ، وأبُو السِّبطَينِ ، وصاحِبُ الوَلايَةِ وَالمَنزِلَةِ وَالإِخاءِ في مِئَةِ ألفٍ مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ وَالتّابِعينَ لَهُم بِإِحسانٍ ! أمَا وَاللّهِ لَو تَخَطّى هؤُلاءِ أجمَعينَ إلَيَّ لَوَجَدَني أحمَرَ مِخَشّا ۲ ضرّابا بِالسَّيفِ .
ثُمَّ كَتَبَ إلى عَلِيٍّ عليه السلام ، وبَعَثَ بِكتابِ مُعاوِيَةَ في كِتابِهِ .
فَكَتَبَ إلَيهِ عَلِيٌّ عليه السلام ، وبَعَثَ بِكتابِهِ :
أمّا بَعدُ ، فَإِنّي قَد وَلَّيتكَ ما وَلَّيتُكَ وأنَا أراكَ لِذلِكَ أهلاً ، وإنَّهُ قَد كانَت مِن أبي سُفيانَ فَلتَةٌ في أيّامِ عُمَرَ مِن أمانِيِّ التّيهِ وكِذبِ النَّفسِ ، لَم تَستَوجِب بِها ميراثا ، ولَم تَستَحِقَّ بِها نَسَبا ، وإنَّ مُعاوِيَةَ كَالشَّيطانِ الرَّجيمِ يأتِي المَرءَ مِن بَينِ يَدَيهِ وعَن خَلفِهِ وعَن يَمينِهِ وعَن شِمالِهِ ، فَاحذَرهُ ، ثُمَّ احذَرهُ ، ثُمَّ احذَرهُ ، وَالسَّلامُ ۳ .

۶۵۰۴.أنساب الأشراف :كَتَبَ مُعاوِيَةُ إلى زِيادٍ يَتَوَعَّدُهُ ويَتَهَدَّدُهُ ، فَخَطَبَ النّاسَ فَقالَ : أيُّهَا

1.النّمل : ۳۷ .

2.المِخَشّ : الفَرَسُ الجَسور ( تاج العروس : ج۹ ص۱۰۸ ) .

3.شرح نهج البلاغة : ج۱۶ ص۱۸۱ ، اُسد الغابة : ج۲ ص۳۳۷ الرقم ۱۸۰۰ ، تاريخ دمشق : ج۱۹ ص۱۷۵ و ۱۷۶ كلاهما نحوه وراجع الاستيعاب : ج۲ ص۱۰۱ الرقم ۸۲۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 81923
صفحه از 532
پرینت  ارسال به