النّاسُ ، كَتَبَ إلَيَّ ابنُ آكِلَةِ الأَكبادِ ، وكَهفُ النِّفاقِ ، وبَقِيَّةُ الأَحزابِ ، يَتَوعَّدُني ، وبَيني وبَينَهُ ابنُ عَمِّ رَسولِ اللّهِ في سَبعينَ ألفا ، قَبائِعُ سُيوفِهِم عِندَ أذقانِهِم ، لا يَلتَفِتُ أحَدٌ مِنهُم حَتّى يَموتَ ، أمَا وَاللّهِ لَئِن وَصَلَ هذَا الأمرُ إلَيهِ لَيَجِدَنّي ضَرّابا بِالسَّيفِ ۱ .
۶۵۰۵.اُسد الغابة :لَمّا وَلِي زيادٌ بِلادَ فارِسَ لِعَلِيٍّ ، كَتَبَ إلَيهِ مُعاوِيَةُ يُعَرِّضُ لَهُ بِذلِكَ ويَتَهَدَّدُهُ إن لَم يُطِعُه ، فَأَرسَلَ زيادٌ الكِتابَ إلى عَلِيٍّ ، وخَطَبَ النّاسَ وقالَ : عَجِبتُ لِابنِ آكِلَةِ الأَكبادِ ، يَتَهَدَّدُني ، وبَيني وبَينَهُ ابنُ عَمِّ رَسولِ اللّهِ فِي المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ .
فَلَمّا وَقَفَ علَى كِتابِهِ عَلِيٌّ عليه السلام كَتَبَ إلَيهِ : إنَّما وَلَّيتُكَ ما وَلَّيتُكَ وأنتَ عِندي أهلٌ لِذلِكَ ، ولَن تُدرِكَ ما تُريدُ إلّا بِالصَّبرِ وَاليَقينِ ، وإنَّما كانَت مِن أبي سُفيانَ فَلتَةٌ زَمَنَ عُمَرَ لا تَستَحِقُّ بِها نَسَبا ولا ميراثا ، وإنَّ مُعاوِيَةَ يَأتِي المَرءَ مِن بَينِ يَدَيهِ ومِن خَلفِهِ ، فَاحذَرهُ ، وَالسَّلامُ ۲ .
۶۵۰۶.نهج البلاغة :مِن كتابٍ لَهُ عليه السلام إلى زِيادِ بنِ أبيهِ ، وقَدَ بَلَغَهُ أنَّ مُعاوِيَةَ كَتَبَ إلَيهِ يُريدُ خَديعَتَهُ بِاستِلحاقِهِ : وقَد عَرَفتُ أنَّ مُعاوِيَةَ كَتَبَ إلَيكَ يَستَزِلُّ لُبَّكَ ، ويَسَتِفلُّ غَربَكَ ۳ ، فَاحذرَهُ فَإِنَّما هُوَ الشَّيطانُ ؛ يَأتِي المرَءَ مِن بَينِ يَديَهِ ومِن خَلفِهِ ، وعَن يَمينِهِ وَعن شِمالِهِ ، لِيَقتَحِمَ غَفلَتَهُ ، ويَستَلِبَ غِرَّتَهُ .
وقَد كانَ مِن أبي سُفيانَ في زَمَنِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ فَلتَةٌ مِن حَديثِ النَّفسِ ، وَنزغَةٌ مِن نَزَغاتِ الشَّيطانِ : لا يَثبُتُ بِها نَسَبٌ ، ولا يُستَحَقُّ بِها إرثٌ ، وَالمُتَعَلِّقُ بِها كَالواغِلِ