389
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7

في بَيتِ المالِ بِالبَصرَةِ ، ولَحِقَ بِمَكَّةَ وتَرَكَ عَلِيّا عليه السلام ، وكانَ مَبلَغُهُ ألفَي ألفِ دِرهَمٍ .
فَصَعِدَ عَلِيٌّ عليه السلام المِنبَرَ حينَ بَلَغَهُ ذلِكَ فَبَكَى ، فَقالَ : هذَا ابنُ عَمِّ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله في عِلِمِهِ وقَدرِهِ يَفعَلُ مِثلَ هذا ، فَكَيفَ يُؤمَنُ مَن كانَ دونَهُ ؟ اللّهُمَّ إنّي قَد مَلَلَتُهُم فَأَرِحني مِنهُم ، وَاقبِضني إلَيكَ غَيرَ عاجِزٍ ولا مَلولٍ ۱ .

۶۵۸۳.رجال الكشّي عن الشعبي :لَمَّا احتَمَلَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَبّاسٍ بَيتَ مالِ البَصَرةِ وذَهَبَ بِهِ إلَى الحِجازِ ، كَتَبَ إلَيهِ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ : مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ إلى عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ ، أمّا بَعدُ ، فَإِنّي قَد كُنتُ أشرَكتُكَ في أمانَتي ، ولَم يَكُن أحَدٌ مِن أهلِ بَيتي في نَفسي أوثَقَ مِنكَ لِمُواساتي ومُوازَرَتي وأداءِ الأَمانَةِ إلَيَّ ، فَلَمّا رَأَيتَ الزَّمانَ عَلَى ابنِ عَمِّكَ قَد كَلِبَ ، وَالعَدُوَّ عَلَيهِ قَد حَرِبَ ، وأمانَةَ النّاسِ قَد خَرِبَت ، وهذِهُ الاُمورَ قَد قَسَت ، قَلَبتَ لِابنِ عَمِّكَ ظَهرَ المِجَنِّ ۲ ، وفارَقتَهُ مَعَ المُفارِقينَ ، وخَذَلتَهُ أسوأَ خِذلانِ الخاذِلينَ .
فَكَأَ نَّكَ لَم تَكُن تُريدُ اللّهَ بِجِهادِكَ ، وكَأَ نَّكَ لَم تَكُن عَلى بَيِّنَةٍ مِنَ رَبِّكَ ، وكَأَ نَّكَ إنَّما كُنتَ تَكيدُ اُمَّةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله عَلى دُنياهُم ، وتَنوي غِرَّتَهُم ۳ ، فَلَمّا أمكَنَتكَ الشِّدَّةُ في خِيانَةِ اُمَّةِ مُحَمَّدٍ أسرَعتَ الوَثبَةَ وعَجَّلتَ العَدوَةَ ، فَاختَطَفتَ ما قَدَرتَ عَلَيهِ اختِطافَ الذِّئبِ الأَزَلِّ ۴ رَمِيَّةَ المِعزَى الكَسيرِ .
كَأَ نَّكَ ـ لا أبا لَكَ ـ إنَّما جَرَرتَ إلى أهلِكَ تُراثَكَ مِن أبيكَ واُمِّكَ ، سُبحانَ اللّهِ ! أ ما تُؤمِنُ بِالمَعادِ ؟ ! أ وَما تَخافُ مِن سوءِ الحِسابِ ؟ ! أ وَما يَكبُرُ عَلَيكَ أن تَشتَرِيَ

1.رجال الكشّي : ج۱ ص۲۷۹ الرقم ۱۰۹ .

2.ظَهر المِجَنّ : هذه كلمة تُضرب مَثلاً لمن كان لصاحبه على مَودّة أو رعاية ثمّ حالَ عن ذلك (النهاية : ج۱ ص۳۰۸) .

3.الغِرَّة : الغَفْلة (النهاية : ج۳ ص۳۵۴) .

4.الأزلّ في الأصل : الصَّغيرُ العَجزُ ، وهو من صفات الذِّئب الخَفِيف (النهاية : ج۲ ص۳۱۱) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7
388

وَالإِنصافِ لَهُ والإِحسانِ إلَيهِ ، وحُلَّ عُقدَةَ الخَوفِ عَن قُلوبِهِم ، فَإِنَّهُ لَيسَ لِاُمَراءِ أهلِ البَصرَةِ في قُلوبِهِم عِظَمٌ إلّا قَليلٌ مِنهُم . وَانتَهِ إلى أمري ولا تَعدُهُ ، وأحسِن إلى هذَا الحَيِّ مِن رَبيعَةَ ، وكُلُّ مَن قِبَلِكَ فَأَحسِن إلَيهِم مَا استَطَعتَ إن شاءَ اللّهُ ، وَالسَّلامُ ۱ .

۶۵۸۰.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كِتابٍ لَهُ إلى عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ وهُوَ عامِلُهُ عَلَى البَصرَةِ ـ: وَاعلَم أنَّ البَصرَةَ مَهِبطُ إبليسَ ، ومَغرِسُ الفِتَنِ ، فَحادِث أهلَها بِالإِحسانِ إلَيهِم ، وَاحلُلُ عُقدَةَ الخَوفِ عَن قُلوبِهِم ، وقَد بَلَغَني تَنَمُّرُكَ لِبَني تَميمٍ ، وغِلظَتُكَ عَلَيهِم ، وإنَّ بَني تَميمٍ لَم يَغِب لَهُم نَجمٌ إلّا طَلَعَ لَهُم آخَرُ ، وإنَّهُم لَم يُسبَقوا بِوَغمٍ ۲ في جاهِلِيَّةٍ ولا إسلامٍ ، وإنَّ لَهُم بِنا رَحِما ماسَّةً ، وقَرابَةً خاصَّةً ، نَحنُ مَأجورونَ عَلى صِلَتِها ، ومَأزورونَ عَلى قَطيعَتِها . فَاربَع أبَا العَبّاسِ ـ رَحِمَكَ اللّهُ ـ فيما جَرى عَلى لِسانِكَ ويَدِكَ مِن خَيرٍ وشَرٍّ ! فَإِنّا شَريكانِ في ذلِكَ ، وكُن عِندَ صالِحِ ظَنّي بِكَ ، ولا يَفيلَنَّ ۳ رَأيي فيكَ ، وَالسَّلامُ ۴ .

۶۵۸۱.مختصر تاريخ دمشق عن سفيان بن عيينة :وَرَدَ صَعصَعَةُ بنُ صوحانَ عَلى عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ مِنَ البَصرَةِ ، فَسَأَلَهُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ ، وكانَ عَلى خِلافَتِهِ بِها ، فَقالَ صَعصَعَةُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنَّهُ آخِذُ بِثَلاثٍ وتارِكٌ لِثَلاثٍ : آخِذٌ بِقُلوبِ الرِّجالِ إذا حَدَّثَ ، ويُحسِنُ الِاستِماعَ إذا حُدِّثَ ، وبِأَيسَرِ الأَمرَينِ إذا خولِفَ . تارِكٌ لِلمرِاءِ ، وتارِكٌ لِمُقارَبَةِ اللَّئيمِ ، وتارِكٌ لِما يُعتَذَرُ مِنهُ ۵ .

۶۵۸۲.رجال الكشّي عن الحارث :اِستَعمَلَ عَلِيٌّ عليه السلام عَلَى البَصرَةِ عَبدَ اللّهِ بنَ عبَّاسٍ ، فَحَمَلَ كُلَّ مالٍ

1.وقعة صفّين : ص۱۰۵ .

2.الوَغم : التِّرَة ، الحقد (النهاية : ج۵ ص۲۰۹) .

3.فيل رأيه : قبّحه وخطّأه (لسان العرب : ج۱۱ ص۵۳۴) .

4.نهج البلاغة : الكتاب ۱۸ .

5.مختصر تاريخ دمشق : ج۱۲ ص۳۱۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 82006
صفحه از 532
پرینت  ارسال به