وَالإِنصافِ لَهُ والإِحسانِ إلَيهِ ، وحُلَّ عُقدَةَ الخَوفِ عَن قُلوبِهِم ، فَإِنَّهُ لَيسَ لِاُمَراءِ أهلِ البَصرَةِ في قُلوبِهِم عِظَمٌ إلّا قَليلٌ مِنهُم . وَانتَهِ إلى أمري ولا تَعدُهُ ، وأحسِن إلى هذَا الحَيِّ مِن رَبيعَةَ ، وكُلُّ مَن قِبَلِكَ فَأَحسِن إلَيهِم مَا استَطَعتَ إن شاءَ اللّهُ ، وَالسَّلامُ ۱ .
۶۵۸۰.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كِتابٍ لَهُ إلى عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ وهُوَ عامِلُهُ عَلَى البَصرَةِ ـ: وَاعلَم أنَّ البَصرَةَ مَهِبطُ إبليسَ ، ومَغرِسُ الفِتَنِ ، فَحادِث أهلَها بِالإِحسانِ إلَيهِم ، وَاحلُلُ عُقدَةَ الخَوفِ عَن قُلوبِهِم ، وقَد بَلَغَني تَنَمُّرُكَ لِبَني تَميمٍ ، وغِلظَتُكَ عَلَيهِم ، وإنَّ بَني تَميمٍ لَم يَغِب لَهُم نَجمٌ إلّا طَلَعَ لَهُم آخَرُ ، وإنَّهُم لَم يُسبَقوا بِوَغمٍ ۲ في جاهِلِيَّةٍ ولا إسلامٍ ، وإنَّ لَهُم بِنا رَحِما ماسَّةً ، وقَرابَةً خاصَّةً ، نَحنُ مَأجورونَ عَلى صِلَتِها ، ومَأزورونَ عَلى قَطيعَتِها . فَاربَع أبَا العَبّاسِ ـ رَحِمَكَ اللّهُ ـ فيما جَرى عَلى لِسانِكَ ويَدِكَ مِن خَيرٍ وشَرٍّ ! فَإِنّا شَريكانِ في ذلِكَ ، وكُن عِندَ صالِحِ ظَنّي بِكَ ، ولا يَفيلَنَّ ۳ رَأيي فيكَ ، وَالسَّلامُ ۴ .
۶۵۸۱.مختصر تاريخ دمشق عن سفيان بن عيينة :وَرَدَ صَعصَعَةُ بنُ صوحانَ عَلى عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ مِنَ البَصرَةِ ، فَسَأَلَهُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ ، وكانَ عَلى خِلافَتِهِ بِها ، فَقالَ صَعصَعَةُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنَّهُ آخِذُ بِثَلاثٍ وتارِكٌ لِثَلاثٍ : آخِذٌ بِقُلوبِ الرِّجالِ إذا حَدَّثَ ، ويُحسِنُ الِاستِماعَ إذا حُدِّثَ ، وبِأَيسَرِ الأَمرَينِ إذا خولِفَ . تارِكٌ لِلمرِاءِ ، وتارِكٌ لِمُقارَبَةِ اللَّئيمِ ، وتارِكٌ لِما يُعتَذَرُ مِنهُ ۵ .
۶۵۸۲.رجال الكشّي عن الحارث :اِستَعمَلَ عَلِيٌّ عليه السلام عَلَى البَصرَةِ عَبدَ اللّهِ بنَ عبَّاسٍ ، فَحَمَلَ كُلَّ مالٍ