أسلم بعد الحديبية ^۱ ، وتعلّم الأحاديث من النّبيّ صلى الله عليه و آله . وكان من الصفوة الذين حرسوا «حقّ الخلافة» بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله ؛ فوقف إلى جانب أمير المؤمنين عليه السلام بإخلاص ^۲ . واشترك في ثورة المسلمين على عثمان ، ورفع صوت الحقّ إزاء التغيّرات الشاذّة الَّتي حصلت في هذا العصر ^۳ .
شهد حروب أمير المؤمنين عليه السلام وساهم فيها بكلّ صلابة وثبات ^۴ . وكان ولاؤه للإمام عليه السلام عظيما حتى قال له : ليت أنّ في جُندي مئة مثلك ^۵ .
أجل ، كان عمرو مهتديا ، عميق النّظر . وكان من بصيرته بحيث يرى نفسه فانيا في عليّ عليه السلام ، وكان يقول له بإيمانٍ ووعي : ليس لنا معك رأي .
وكان عمرو صاحبا لحجر بن عديّ ورفيق دربه . وصيحاته المتعالية ضدّ ظلم الاُمويّين ^۶ هي الَّتي دفعت معاوية إلى الهمّ بقتله .
وقتله سنة 50 ه ، بعد أن كان قد سجن زوجته الكريمة بغية استسلامه ^۷
.

زَوجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، وكانَ عامِلَهُ عَلَى البَحرَينِ : أمّا بَعدُ ؛ فَإِنّي قَد وَلَّيتُ النُّعمانَ بنَ العَجلانِ البَحرَينَ بِلا ذَمٍّ لَكَ ، فَأَقبِل ، غَيرَ ظَنينٍ ^۱ ، وَاخرُج إلَيهِ مِن عَمَلِ ما وُلّيتَ ، فَقَد أرَدتُ الشُّخوصَ إلى ظَلَمَةِ أهلِ الشّامِ وبَقِيَّةِ الأَحزابِ ، فَأَحبَبتُ أن تَشهَدَ مَعي لِقاءَهُم ؛ فَإِنَّكَ مِمَّن أستَظهِرُ بِهِ عَلى إقامَةِ الدّينِ ونَصرِ الهُدى ، جَعَلَنَا اللّهُ وإيّاكَ مِنَ الَّذينَ يَعمَلونَ بِالحَقِّ وبِهِ يَعدِلونَ .
فَأَقَبلَ عُمَرُ فَشَهِدَ مَعَهُ ، ثُمَّ انصَرَفَ وتَبِعَ عَلِيّا إلَى الكوفَةِ ، فَمَكَثَ مَعَهُ سَنَةً وبَعضَ اُخرى ^۲ .

۶۶۳۵.الفتوح :جاءَ عُمَرُ بنُ أبي سَلَمَةَ إلى عَلِيٍّ رضى الله عنه فَصارَ مَعَهُ ، وكانَ لَهُ فَضلٌ وعِبادَةٌ وعَقلٌ ، فَأَنشَأَ رَجُلٌ مِن أصحابِ عَلِيٍّ رضى الله عنه يَمدَحُ اُمّ سَلَمَةَ وهُوَ يَقولُ أبياتا مَطلَعُها :

اُمُّ يا اُمَّه لَقيتِ الظَفَرْ
ثُمَّ لا زِلتِ تُسقَيِنَّ المَطَرْ^۳

74

عَمرُو بنُ الحَمِقِ الخُزاعِيّ

عمرو بن الحمق بن الكاهن الخزاعي . صحابيّ جليل من صحابة رسول اللّه صلى الله عليه و آله ^۴ ، وأمير المؤمنين عليه السلام ^۵ ، والإمام الحسن عليه السلام ^۶ .