453
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7

فَقامَ النّاسُ فَبايَعوا ، وَاستَقامَت مِصرُ ، وبَعَثَ عَلَيها عُمّالَهُ، إلّا قَريَةً مِنها يُقالُ لَها : خَرنَبا ، فيها ناسٌ قَد أعظَموا قَتلَ عُثمانَ ، عَلَيهِم رَجُلٌ مِن بَني كِنانَةَ ثُمَّ مِن بَني مُدلِجٍ اسمُهُ يَزيدُ بنُ الحَرثِ ، فَبَعَثَ إلى قَيسٍ يَدعو إلَى الطَّلَبِ بِدَمِ عُثمانَ .
وكانَ مَسلَمَةُ بنُ مُخَلّدٍ قَد أظهَرَ الطَّلَبَ أيضا بِدَمِ عُثمانَ ، فَأَرسَلَ إلَيهِ قَيسٌ : وَيحَكَ أ عَلَيَّ تَثِبُ ؟ ! فَوَاللّهِ ما اُحِبُّ أنَّ لي مُلكَ الشّامِ إلى مِصرَ وأنّي قَتَلتُكَ !
فَبَعَثَ إلَيهِ مَسلَمَةُ : إنّي كافٌّ عَنكَ ما دُمتَ أنتَ والِيَ مِصرَ .
وبَعَثَ قَيسٌ ـ وكانَ حازِما ـ إلى أهلِ خَرنَبا : إنّي لا اُكرِهُكُم عَلَى البَيعَةِ وإنّي كافٌّ عَنكُم ، فَهادَنَهُم وجَبَى الخَراجَ لَيسَ أحَدٌ يُنازِعُهُ ۱ .

۶۶۷۰.أنساب الأشراف عن محمّد بن سيرين :بَعَثَ عَلِيٌّ قَيسَ بنَ سَعدِ بنِ عُبادَةَ أميرا عَلى مِصرَ ، فَكَتَبَ إلَيهِ مُعاوِيَةُ وعَمرُو بنُ العاصِ كِتابا أغلَظا فيهِ وشَتَماهُ ، فَكَتَبَ إلَيهِما بِكِتابٍ لَطيفٍ قارَبَهُما فيهِ ، فَكَتَبا إلَيهِ يَذكُرانِ شَرَفَهُ وفَضلَهُ ، فَكَتَبَ إلَيهِما بِمِثلِ جَوابِهِ كِتابَهُمَا الأَوَّلَ .
فَقالا : إنّا لا نُطيقُ مَكرَ قَيسِ بنِ سَعدٍ ، ولكِنّا نَمكُرُ بِهِ عِندَ عَلِيٍّ ، فَبَعَثا بِكِتابِهِ الأَوَّلِ إلى عَلِيٍّ ، فَلَمّا قَرَأَهُ قالَ أهلُ الكوفَةِ : غَدَرَ وَاللّهِ قَيسٌ فَاعزِلهُ .
فَقالَ عَلِيٌّ : وَيحَكُم ، أنَا أعلَمُ بِقَيسٍ ، إنَّهُ وَاللّهِ ما غَدَرَ ولكِنَّها إحدى فَعَلاتِهِ .
قالوا : فَإِنّا لا نَرضى حَتّى تَعزِلَهُ . فَعَزَلَهُ وبَعَثَ مَكانَهُ مُحَمَّدَ بنَ أبي بَكرٍ ۲ .

۶۶۷۱.تاريخ الطبري عن أبي مخنف :لَمّا أيِسَ مُعاوِيَةُ مِن قَيسٍ أن يُتابِعَهُ عَلى أمرِهِ ، شَقَّ عَلَيهِ ذلِكَ ؛ لِما يَعرِفُ مِن حَزمِهِ وبَأسِهِ ، وأظهَرَ لِلنّاسِ قِبَلِهِ أنَّ قَيسَ بنَ سَعدٍ قَد تابَعَكُم ،

1.الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۵۴ ، تاريخ الطبري : ج۴ ص۵۴۸ وفيه «خربتا» بدل «خَرنبا» في كلا الموضعين ؛ الغارات : ج۱ ص۲۱۱ وراجع أنساب الأشراف : ج۳ ص۱۶۲ .

2.أنساب الأشراف : ج۳ ص۱۷۳ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7
452

قَولُك : اُخرُج إلَيها بِجُندٍ ، فَوَاللّهِ لَئِن لَم أدخُلها إلّا بِجُندٍ آتيها بِهِ مِنَ المَدينَةِ لا أدخُلُها أبدا ، فَأَنَا أدَعُ ذلِكَ الجُندَ لَكَ ، فَإِن أنتَ احتَجتَ إلَيهِم كانوا مِنكَ قَريبا ، وإن أرَدتَ أن تَبعَثَهُم إلى وَجهٍ مِن وُجوهِكَ كانوا عُدَّةً لَكَ ، وأنَا أصيرُ إلَيها بِنَفسي وأهلِ بَيتي . وأمّا ما أوصَيتَني بِهِ مِنَ الرِّفقِ وَالإِحسانِ ، فَإِنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ هُوَ المُستعانُ عَلى ذلِكَ .
قالَ : فَخَرَجَ قَيسُ بنُ سَعدٍ في سَبعَةِ نَفَرٍ مِن أصحابِهِ حَتّى دَخَلَ مِصرَ ۱ .

۶۶۶۸.الإمام عليّ عليه السلامـ في كِتابٍ كَتَبَهُ لِأَهلِ مِصرَ مَعَ قَيسِ بنِ سَعدٍ لَمّا وَلّاهُ إمارَتَها ـ: قَد بَعَثتُ إلَيكُم قَيسَ بنَ سَعدِ بنِ عُبادَةَ أميرا ، فَوازِروهُ وكانِفوهُ ۲ ، وأعينوهُ عَلى الحَقِّ ، وقَد أمَرتُهُ بِالإِحسانِ إلى مُحسِنِكُم ، وَالشِّدَّةِ عَلى مُريبِكُم ، وَالرِّفقِ بِعَوامِّكُم وخَواصِّكُم ، وهُوَ مِمَّن أرضى هَديَهُ ، وأرجو صَلاحَهُ ونَصيحَتَهُ . أسأَلُ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ لَنا ولَكُم عَمَلاً زاكِيا ، وثَوابا جَزيلاً ، ورَحمَةً واسِعَةً ، وَالسَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ ۳
.

۶۶۶۹.الكامل في التاريخ :خَرَجَ قَيسٌ حَتّى دَخَلَ مِصرَ في سَبعَةٍ مِن أصحابِهِ . . . ، فَصَعِدَ المِنبَرَ فَجَلَسَ عَلَيهِ ، وأمَرَ بِكِتابِ أميرِ المُؤمِنينَ فَقُرِئَ عَلى أهلِ مِصرَ بِإِمارَتِهِ ، ويَأمُرُهُم بِمُبايَعَتِهِ ومُساعَدَتِهِ وإعانَتِهِ عَلَى الحَقِّ ، ثُمَّ قامَ قَيسٌ خَطيبا وقالَ :
الحَمدُ للّهِ الَّذي جاءَ بِالحَقِّ وأماتَ الباطِلَ وكَبَتَ الظّالِمينَ ، أيُّهَا النّاسُ ، إنّا قَد بايَعنا خَيرَ مَن نَعلَمُ بَعدَ نَبِيِّنا صلى الله عليه و آله ، فَقوموا أيُّهَا النّاسُ فَبايِعوهُ عَلى كِتابِ اللّهِ وسُنَّةِ رَسولِهِ ، فَإِن نَحنُ لَم نَعمَل لَكُم بِذلِكَ فَلا بَيعَةَ لَنا عَلَيكُم .

1.تاريخ الطبري : ج۴ ص۵۴۷ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۵۴ وليس فيه من «وأنا أصير» إلى «المستعان على ذلك» ؛ الغارات : ج۱ ص۲۰۸ .

2.كنَفَه : حَفِظه وأعانه (لسان العرب : ج۹ ص۳۰۸) .

3.تاريخ الطبري : ج۴ ص۵۴۹ عن سهل بن سعد ، البداية والنهاية : ج۷ ص۲۵۲ ؛ الغارات : ج۱ ص۲۰۹ عن سهل بن سعد .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 68704
صفحه از 532
پرینت  ارسال به