لَهُ [أبِي الأَعوَرِ] : إنَّ الأَشتَرَ يَدعوكَ إلى مُبارَزَتِهِ ، فَسَكَتَ عَنّي طَويلاً ثُمَّ قالَ : إنَّ خِفَّةَ الأَشتَرِ وسوءَ رَأيِهِ هُوَ الَّذي دَعاهُ إلى إجلاءِ عُمّالِ عُثمانَ مِنَ العِراقِ ، وَافتِرائِهِ عَلَيهِ ؛ يُقَبِّحُ مَحاسِنَهُ ، ويَجهَلُ حَقَّهُ ، ويُظهِرُ عَداوَتَهُ .
ومِن خِفَّةِ الأَشتَرِ وسوءِ رَأيِهِ أنَّهُ سارَ إلى عُثمانَ في دارِهِ وقَرارِهِ ، فَقَتَلَهُ فيمَن قَتَلَهُ ، فَأَصبَحَ مُبتَغىً بِدَمِهِ ؛ لا حاجَةَ لي في مُبارَزَتِهِ .
قالَ : قُلتُ لَهُ : قَد تَكَلَّمتَ فَاستَمِع مِنّي حَتّى اُخبِرَكَ ، قالَ : فَقالَ : لا حاجَةَ لي في جَوابِكَ ، ولَا الاِستِماعِ مِنكَ ، اِذهَب عَنّي ، وصاحَ بي أصحابُهُ ، فَانصَرَفتُ عَنهُ ۱ .
۶۶۸۸.شرح نهج البلاغةـ في وَصفِ الأَشتَرِ ـ: كانَ شَديدَ البَأسِ ، جَوادا رَئيسا حَليما فَصيحا شاعِرا ، وكانَ يَجمَعُ بَينَ اللينِ وَالعُنفِ ، فَيَسطو في مَوضِعِ السَّطوَةِ ، ويَرفُقُ في مَوضعِ الرِّفقِ ۲ .
۶۶۸۹.سير أعلام النّبلاء :مَلِكُ العَرَبِ ، مالِكُ بنُ الحارِثِ النَّخَعِيُّ ، أحَدُ الأَشرافِ وَالأَبطالِ المَذكورينَ . حَدَّثَ عَن عُمَرَ ، وخالِدِ بنِ الوَليدِ ، وفُقِئَت عَينُهُ يَومَ اليَرموكِ . وكانَ شَهما مُطاعا زَعِرا ۳ ، ألَّبُ عَلى عُثمانَ وقاتَلَهُ ، وكانَ ذا فَصاحَةٍ وبَلاغَةٍ .
شَهِدَ صفّينَ مَعَ عَلِيٍّ عليه السلام ، وتَمَيَّزَ يَومَئِذٍ ، وكادَ أن يَهزِمَ مُعاوِيَةَ ، فَحَمَلَ عَلَيهِ أصحابُ عَلِيٍّ لَمّا رَأَوا مَصاحِفَ جُندِ الشّامِ عَلَى الأَسِنَّةِ يَدعونَ إلى كِتابِ اللّهِ ، وما أمكَنَهُ مُخالَفَةَ عَلِيٍّ ، فَكَفَّ ۴ .
۶۶۹۰.شرح نهج البلاغة :قَد رَوَى المُحَدِّثونَ حَديثا يَدُلُّ عَلى فَضيلَةٍ عَظيمَةٍ لِلأَشتَرِ رحمه الله ، وهِيَ