475
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7

لَهُ [أبِي الأَعوَرِ] : إنَّ الأَشتَرَ يَدعوكَ إلى مُبارَزَتِهِ ، فَسَكَتَ عَنّي طَويلاً ثُمَّ قالَ : إنَّ خِفَّةَ الأَشتَرِ وسوءَ رَأيِهِ هُوَ الَّذي دَعاهُ إلى إجلاءِ عُمّالِ عُثمانَ مِنَ العِراقِ ، وَافتِرائِهِ عَلَيهِ ؛ يُقَبِّحُ مَحاسِنَهُ ، ويَجهَلُ حَقَّهُ ، ويُظهِرُ عَداوَتَهُ .
ومِن خِفَّةِ الأَشتَرِ وسوءِ رَأيِهِ أنَّهُ سارَ إلى عُثمانَ في دارِهِ وقَرارِهِ ، فَقَتَلَهُ فيمَن قَتَلَهُ ، فَأَصبَحَ مُبتَغىً بِدَمِهِ ؛ لا حاجَةَ لي في مُبارَزَتِهِ .
قالَ : قُلتُ لَهُ : قَد تَكَلَّمتَ فَاستَمِع مِنّي حَتّى اُخبِرَكَ ، قالَ : فَقالَ : لا حاجَةَ لي في جَوابِكَ ، ولَا الاِستِماعِ مِنكَ ، اِذهَب عَنّي ، وصاحَ بي أصحابُهُ ، فَانصَرَفتُ عَنهُ ۱ .

۶۶۸۸.شرح نهج البلاغةـ في وَصفِ الأَشتَرِ ـ: كانَ شَديدَ البَأسِ ، جَوادا رَئيسا حَليما فَصيحا شاعِرا ، وكانَ يَجمَعُ بَينَ اللينِ وَالعُنفِ ، فَيَسطو في مَوضِعِ السَّطوَةِ ، ويَرفُقُ في مَوضعِ الرِّفقِ ۲ .

۶۶۸۹.سير أعلام النّبلاء :مَلِكُ العَرَبِ ، مالِكُ بنُ الحارِثِ النَّخَعِيُّ ، أحَدُ الأَشرافِ وَالأَبطالِ المَذكورينَ . حَدَّثَ عَن عُمَرَ ، وخالِدِ بنِ الوَليدِ ، وفُقِئَت عَينُهُ يَومَ اليَرموكِ . وكانَ شَهما مُطاعا زَعِرا ۳ ، ألَّبُ عَلى عُثمانَ وقاتَلَهُ ، وكانَ ذا فَصاحَةٍ وبَلاغَةٍ .
شَهِدَ صفّينَ مَعَ عَلِيٍّ عليه السلام ، وتَمَيَّزَ يَومَئِذٍ ، وكادَ أن يَهزِمَ مُعاوِيَةَ ، فَحَمَلَ عَلَيهِ أصحابُ عَلِيٍّ لَمّا رَأَوا مَصاحِفَ جُندِ الشّامِ عَلَى الأَسِنَّةِ يَدعونَ إلى كِتابِ اللّهِ ، وما أمكَنَهُ مُخالَفَةَ عَلِيٍّ ، فَكَفَّ ۴ .

۶۶۹۰.شرح نهج البلاغة :قَد رَوَى المُحَدِّثونَ حَديثا يَدُلُّ عَلى فَضيلَةٍ عَظيمَةٍ لِلأَشتَرِ رحمه الله ، وهِيَ

1.وقعة صفّين : ص۱۵۵ .

2.شرح نهج البلاغة : ج۱۵ ص۱۰۱ .

3.من الزَّعارَّة ـ بتشديد الراء ، وتخفّف ـ : الشَّراسَة (تاج العروس : ج۶ ص۴۶۳) .

4.سير أعلام النّبلاء : ج۴ ص۳۴ الرقم ۶ وراجع تاريخ الطبري : ج۵ ص۴۸ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7
474

فَقالَ : لا أشرَبُ حَتّى يَشرَبَ النّاسُ ۱ .

۶۶۸۶.تاريخ دمشق عن أبي حذيفة إسحاق بن بشرـ في ذِكرِ وَقعَةِ اليَرموكِ ـ: ومَضى خالِدٌ يَطلُبُ عُظمَ ۲ النّاسِ، حَتّى أدرَكَهُم بِثَنِيَّةِ العُقابِ ۳ ، وهِيَ تُهبِطُ الهابِطَ المُغَرِّبَ مِنها إلى غوطَةِ دِمَشقَ يُدرِكُ عُظمَ النّاسِ، حَتّى أدرَكَهُم بِغوطَةِ دِمَشقَ ، فَلَمَّا انتَهَوا إلى تِلكَ الجَماعَةِ مِنَ الرّومِ ، وأقبَلوا يَرمونَهُم بِالحِجارَةِ مِن فَوقِهِم ، فَتَقَدَّمَ إلَيهِمُ الأَشتَرُ وهُوَ في رِجالٍ مِنَ المُسلِمينَ ، فَإِذا أمامَهُم رَجُلٌ مِنَ الرّومِ جَسيمٌ عَظيمٌ ، فَمَضى إلَيهِ حَتّى وقَفَ عَلَيهِ ، فَاستَوى هُوَ وَالرّومِيُّ عَلى صَخرَةٍ مُستَوِيَةٍ ، فَاضطَرَبا بِسَيفَيهِما ، فَأَطَرَّ الأَشتَرُ كَفَّ الرّومِيِّ ، وضَرَبَ الرّومِيُّ الأَشتَرَ بِسَيفِهِ فَلَم يَضُرَّهُ ، وَاعتَنَقَ كُلُّ واحِدٍ مِنهُما صاحِبَهُ ، فَوَقَعا عَلَى الصَّخرَةِ ، ثُمَّ انحَدَرا ، وأخَذَ الأَشتَرُ يَقولُ ـ وهُوَ في ذلِكَ مُلازِمٌ العِلجَ لا يَترُكُهُ ـ : «قُلْ إِنَّ صَلَاتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى لِلَّهِ رَبِّ الْعَــلَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَ لِكَ اُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ»۴ .
قالَ : فَلَم يَزَل يَقولُ ذلِكَ حَتَّى انتَهى إلى مُستَوَى الخَيلِ وقَرارٍ ، فَلَمَّا استَقَرَّ وَثَبَ عَلَى الرّومِيِّ فَقَتَلَهُ ، وصاحَ فِي النّاسِ : أن جوزوا .
قالَ : فَلَمّا رَأَتِ الرّومُ أنَّ صاحِبَهُم قَد قُتِلَ ، خَلَّوُا الثَّنِيَّةَ وَانهَزَموا .
قالوا : وكانَ الأَشتَرُ الأَحسَنَ فِي اليَرموكِ ، قالوا : لَقَد قَتَلَ ثَلاثَةَ عَشَرَ ۵ .

۶۶۸۷.وقعة صفّين عن سنان بن مالكـ في مُواجَهَةِ مُقَدِّمَةِ الجَيشِ قَبلَ حَربِ صِفّينَ ـ: قُلتُ

1.المناقب للخوارزمي : ص۲۱۵ ح۲۴۰ .

2.عُظْمُ الأمرِ وعَظْمُه : مُعْظَمُه (لسان العرب : ج۱۲ ص۴۱۰) .

3.ثنيّة العُقاب : وهي ثنيّة مشرفة على غُوطة دمشق ، يطؤها القاصد من دمشق إلى حِمص (معجم البلدان : ج۲ ص۸۵) .

4.الأنعام : ۱۶۲ و ۱۶۳ .

5.تاريخ دمشق : ج۵۶ ص۳۷۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 81936
صفحه از 532
پرینت  ارسال به