فعظم ذلك على مصقلة حيث لم يكن يتصوّر أنّ الإمام يعامله بهذه الشدّة بعد أن رأى عطاء عثمان وهباته من بيت المال ، بل كان يأمل عفو الإمام . فلمّا لم يصل الى أمله فرّ والتحق بمعاوية ۱ . ولهذا قال الإمام عليه السلام في حقّه : «فَعلَ فِعلَ السّادَةِ ، وفَرَّ فِرارَ العَبيدِ» ۲ .
لقد شغل مصقلة بعض المناصب في حكومة معاوية ۳ . وشهد على حجر بن عديّ حين أراد معاوية قتله. ۴ .
۶۷۱۰.مروج الذهب :مَضَى الحارِثُ بنُ راشِدٍ النّاجي في ثَلاثِمِئَةٍ مِنَ النّاسِ فَارتَدّوا إلى دينِ النَّصرانِيَّةِ . . . فَسَرَّحَ إلَيهِم عَلِيٌّ مَعقِلَ بنَ قَيسٍ الرِّياحِيَّ ، فَقَتَلَ الحارِثَ ومَن مَعَهُ مِنَ المُرتَدّينَ بِسَيفِ البَحرِ ، وسَبى عِيالَهُم وذَراريَهُم ، وذلِكَ بِساحِلِ البَحرَينِ ، فَنَزَلَ مَعقِلُ بنُ قَيسٍ بَعضَ كُوَرِ الأَهوازِ بِسَبيِ القَومِ ، وكانَ هُنالِكَ مَصقَلَةُ بنُ هُبَيرَةَ الشَّيبانِيُّ عامِلاً لِعَلِيٍّ ، فَصاحَ بِهِ النِّسوَةُ : اُمنُن عَلَينا ، فَاشتَراهُم بِثَلاثِمِئَةِ ألفِ دِرهَمٍ وأعتَقَهُم ، وأدّى مِنَ المالِ مِئَتَي ألفٍ وهَرَبَ إلى مُعاوِيَةَ .
فَقالَ عَلِيٌّ : قَبَّحَ اللّهُ مَصقَلَةَ ! فَعَلَ فِعلَ السَّيِّدِ ، وفَرَّ فِرارَ العَبدِ ، لَو أقامَ أخَذنا ما قَدَرنا عَلى أخذِهِ ؛ فَإِن أعسَرَ أنظَرناهُ ، وإن عَجِزَ لَم نَأخُذهُ بِشَيءٍ . وأنفَذَ العِتقَ .
1.أنساب الأشراف : ج۳ ص۱۸۱ ، تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۲۹ و ۱۳۰ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۲۱ و ۴۲۲ ، تاريخ دمشق : ج۵۸ ص۲۷۲ ح۷۴۵۰ ؛ الغارات : ج۱ ص۳۶۴ ـ ۳۶۶ ، رجال الطوسي : ص۸۳ الرقم ۸۳۲ وفيه «هرب إلى معاوية» .
2.نهج البلاغة : الخطبة ۴۴ ، الغارات : ج۱ ص۳۶۶ ؛ مروج الذهب : ج۲ ص۴۱۹ ، تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۳۰ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ۴۲۲ ، تاريخ دمشق : ج۵۸ ص۲۷۲ ح۷۴۵۰ وفيها «فعل فعل السيّد ، وفرّ فرار العبد» .
3.أنساب الأشراف : ج۳ ص۱۸۳ وج۵ ص۲۷۸ ، تاريخ خليفة بن خيّاط : ص۱۶۹ ، تاريخ دمشق : ج۵۸ ص۲۷۳ ح۷۴۵۰ .
4.تاريخ الطبري : ج۵ ص۲۶۹ ، أنساب الأشراف : ج۵ ص۲۶۴ .