503
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7

فَخَرَجتُ مِن عِندِهِ وأتَيتُ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام ، فَذَكَرتُ لَهُ ما قالَ وقُلتُ ، قالَ : فَدَعا لَنا بِخَيرٍ ۱ .

۶۷۲۰.تاريخ اليعقوبيـ في ذِكرِ أحداثِ ما بَعدَ استِخلافِ عُثمانَ ـ: مالَ قَومٌ مَعَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ، وتَحامَلوا فِي القَولِ عَلى عُثمانَ .
فَرَوى بَعضُهُم قالَ : دَخَلتُ مَسجِدَ رَسولِ اللّهِ ، فَرَأَيتُ رَجُلاً جاثِياً عَلى رُكبَتَيهِ يَتَلَهَّفُ تَلَهُّفَ مَن كَأَنَّ الدُّنيا كانَت لَهُ فَسُلِبَها ، وهُوَ يَقولُ : واعَجَباً لِقُرَيشٍ ! ودَفعِهِم هذَا الأَمرَ عَن أهلِ بَيتِ نَبِيِّهِم ، وفيهِم أوَّلُ المُؤمِنينَ ، وَابنُ عَمِّ رَسولِ اللّهِ أعلَمُ النّاسِ وأفقَهُهُم في دينِ اللّهِ ، وأعظَمُهُم غَناءً فِي الإِسلامِ ، وأبصَرُهُم بِالطَّريقِ ، وأهداهُم لِلصِّراطِ المُستَقيمِ .
وَاللّهِ لَقَد زَوَوها عَنِ الهادي المُهتَدي الطّاهِرِ النَّقِيِّ ، وما أرادوا إصلاحاً لِلاُمَّةِ ولا صَواباً فِي المَذهَبِ ، ولكِنَّهُم آثَرُوا الدُّنيا عَلَى الآخِرَةِ ، فَبُعداً وسُحقاً لِلقَومِ الظّالِمينَ .
فَدَنَوتُ مِنهُ فَقلتُ : مَن أنتَ يَرحَمُكَ اللّهُ ؟ ومَن هذَا الرَّجُلُ ؟
فَقالَ : أنَا المِقدادُ بنُ عَمروٍ ، وهذَا الرَّجُلُ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ .
قالَ : فَقُلتُ : ألا تَقومُ بِهذَا الأَمرِ فَاُعينُكَ عَلَيهِ ؟
فَقالَ : يَابنَ أخي ! إنَّ هذَا الأَمرَ لا يَجري فيهِ الرَّجُلُ ولَا الرَّجُلانِ .
ثُمَّ خَرَجتُ فَلَقيتُ أبا ذَرٍّ ، فَذَكَرتُ لَهُ ذلِكَ ، فَقالَ : صَدَقَ أخِيَ المِقدادُ . ثُمَّ أتَيتُ عَبدَ اللّهِ بنَ مَسعودٍ ، فَذَكَرتُ ذلِكَ لَهُ ، فَقالَ : لَقَد اُخبِرنا فَلَم نَألُ ۲ .

1.الأمالي للطوسي : ص۱۹۱ ح۳۲۳ .

2.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۶۳ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7
502

أحدا أعلم ولا أقضى منه بالعدل . . أما واللّه لو أجد عليه أعوانا . . . .
توفّي المقداد سنة 33 ه وهو في السبعين من عمره ۱ .
وكان له نصيب من مال الدنيا منذ البداية فأوصى للحسن والحسين عليهماالسلامبستّة وثلاثين ألف درهم منه ۲ .
وهذه الوصيّة دليل على حبّه لأهل البيت عليهم السلام وتكريمه واحترامه لهم عليهم السلام .

۶۷۱۹.الأمالي للطوسي عن عبد الرحمن بن جندب عن أبيه :لَمّا بويِعَ عُثمانُ سَمِعتُ المِقدادَ بنَ الأَسوَدِ الكِندِيَّ يَقولُ لِعَبدِ الرَّحمنِ بنِ عَوفٍ : وَاللّهِ يا عَبدَ الرَّحمنِ ، ما رَأَيتُ مِثلَ ما اُتِيَ إلى أهلِ هذَا البَيتِ بَعدَ نَبِيِّهِم .
فَقالَ لَهُ عَبدُ الرَّحمنِ : وما أنتَ وذاكَ يا مِقدادُ ؟
قالَ : إنّي وَاللّهِ اُحِبُّهُم لِحُبِّ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، ويَعتريني وَاللّهِ وَجدٌ لا أبُثُّهُ بَثَّةً ، لَتَشَرَّفَ قُرَيشٌ عَلَى النّاسِ بِشَرَفِهِم ، وَاجتِماعِهِم عَلى نَزعِ سُلطانِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله مِن أيديهِم .
فَقالَ لَهُ عَبدُ الرَّحمنِ : وَيحَكَ ! وَاللّهِ لَقَدِ اجتَهَدتُ نَفسي لَكُم .
فَقالَ لَهُ المِقدادُ : وَاللّهِ لَقَد تَركَتَ رَجُلاً مِنَ الَّذينَ يَأمُرونَ بِالحَقِّ وبِهِ يَعدِلونَ ، أمَا وَاللّهِ لَو أنَّ لي عَلى قُرَيشٍ أعواناً لَقاتَلتُهُم قِتالي إيّاهُم يَومَ بَدرٍ واُحُدٍ .
فَقالَ لَهُ عَبدُ الرَّحمنِ : ثَكَلَتكَ اُمُّكَ يا مِقدادُ ! لا يَسمَعَنَّ هذَا الكَلامَ مِنكَ النّاسُ ، أمَا وَاللّهِ إنّي لَخائِفٌ أن تَكونَ صاحِبَ فُرقَةٍ وفِتنَةٍ .
قالَ جُندَبٌ : فَأَتَيتُهُ بَعدَمَا انصَرَفَ مِن مَقامِهِ ، فَقُلتُ لَهُ : يا مِقدادُ، أنَا مِن أعوانِكَ .
فَقالَ : رَحِمَكَ اللّهُ ، إنَّ الَّذي نُريدُ لا يُغني فيهِ الرَّجُلانِ وَالثَّلاثَةُ .

1.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۳۹۲ ح۵۴۸۴ ، الطبقات الكبرى : ج۳ ص۱۶۳ ، تهذيب الكمال : ج۲۸ ص۴۵۶ و ۴۵۷ الرقم ۶۱۶۲ ، الاستيعاب : ج۴ ص۴۳ الرقم ۲۵۹۰ ، اُسد الغابة : ج۵ ص۲۴۴ الرقم ۵۰۷۶ .

2.تهذيب الكمال : ج۲۸ ص۴۵۶ الرقم ۶۱۶۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 68688
صفحه از 532
پرینت  ارسال به