507
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7

النّبوءة الإعجازيّة بصلابةٍ تامّةٍ ۱ .
إنّ رسوخه على طريق الحقّ ، وثباته في الدفاع عن الولاية ، ومنطقه البليغ في تجلية الحقائق . كلّ ذلك قد استبان مرارا في كلمات الأئمّة عليهم السلام وذكرته أقلام العلماء ممّا سنقف عليه لاحقا .
قتله عبيد اللّه بن زياد قبل استشهاد الإمام الحسين عليه السلام بأيّام ۲ .

۶۷۲۴.الإرشاد :إنَّ ميثمَاً التَّمّارَ كانَ عَبدا لِامرَأَةٍ مِن بَني أسَدٍ ، فَاشتَراهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام مِنها وأعتَقَهُ ، وقالَ لَهُ : مَا اسمُكَ ؟ قالَ : سالِمٌ . قالَ : أخبَرَني رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أنَّ اسمَكَ الَّذي سَمّاكَ بِهِ أبَواكَ فِي العَجَمِ ميثَمٌ . قالَ : صَدَقَ اللّهُ ورَسولُهُ وصَدَقتَ يا أميرَ المُؤمِنينَ ، وَاللّهِ إنَّهُ لَاسمي . قالَ : فَارجِع إلَى اسمِكَ الَّذي سَمّاكَ بِهِ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ودَع سالِما . فَرَجَعَ إلى ميثَمٍ وَاكتَنى بِأَبي سالِمٍ .
فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه السلام ذاتَ يَومٍ : إنَّكَ تُؤخَذُ بَعدي فَتُصلَبُ وتُطعَنُ بِحَربَةٍ ، فَإِذا كانَ اليَومُ الثّالِثُ ابتَدَرَ مَنخِراكَ وفَمُكَ دَما فَيخضِبُ لِحيَتَكَ ، فَانتَظِر ذلِكَ الخِضابَ ، وتُصلَبُ عَلى بابِ دارِ عَمرِو بنِ حُرَيثٍ عاشِرَ عَشَرَةٍ أنتَ أقصَرُهُم خَشَبَةً وأقرَبُهُم مِنَ المِطهَرَةِ ، وَامضِ حَتّى اُرِيَكَ النَّخلَةَ الَّتي تُصلَبُ عَلى جِذعِها . فَأَراهُ إيّاها .
فَكانَ مِيثمٌ يَأتيها فَيُصَلّي عِندَها ويَقولُ : بورِكتِ مِن نَخلَةٍ ، لَكِ خُلِقتُ ولي غُذّيتِ . ولَم يَزَل يَتَعاهَدُها حَتّى قُطِعَت وحَتّى عَرَفَ المَوضِعَ الَّذي يُصلَبُ عَلَيها بِالكوفَةِ . قالَ : وكانَ يَلقى عَمرَو بنَ حُرَيثٍ فَيقولُ لَهُ : إنّي مُجاوِرُكَ فَأَحسِن جِواري . فَيَقولُ لَهُ عَمرٌو : أ تُريدُ أن تَشتَرِيَ دارَ ابنَ مَسعودٍ أو دارَ ابنَ حَكيمٍ ؟ وهُوَ

1.الإرشاد : ج۱ ص۳۲۳ ، إعلام الورى : ج۱ ص۳۴۲ ؛ الإصابة : ج۶ ص۲۴۹ الرقم ۸۴۳۹ ، شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۲۹۱ .

2.الإرشاد : ج۱ ص۳۲۳ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7
506

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، مِنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ إلى مالِكِ بنِ مِسمَعٍ وَالأَحنَفِ بنِ قَيسٍ ، وَالمُنذِرِ بنِ الجارودِ ومَسعودِ بنِ عَمرٍو وقَيسِ بنِ الهَيثَمِ ، سَلامٌ عَلَيكُم ، أمّا بَعدُ ، فَإِنّي أدعوكُم إلى إحياءِ مَعالِمِ الحَقِّ وإماتَةِ البِدَعِ ، فَإِن تُجيبوا تَهتَدوا سُبُلَ الرَّشادِ ، وَالسَّلامُ .
فَلَمّا أتاهُم هذَا الكِتابُ كَتَموهُ جَميعا إلَا المِنذِرَ بنَ الجارودِ ، فَإِنَّهُ أفشاهُ ، لِتَزويجِهِ ابنَتَهُ هِندا مِن عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ ، فَأَقبَلَ حَتّى دَخَلَ عَلَيهِ ، فَأَخبَرَهُ بِالكِتابِ ، وحَكى لَهُ ما فيهِ ، فَأَمَرَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيادٍ بِطَلَبِ الرَّسولِ ، فَطَلَبوهُ ، فَأَتَوهُ بِهِ ، فَضُرِبَت عُنُقُهُ ۱ .

راجع : ج2 ص410 (المنذر بن الجارود) .

94

ميثَمٌ التَّمّارُ

هو ميثم بن يحيى التمّار الأسدي أبو سالم ، جليل من أصحاب أمير المؤمنين ۲ ، والحسن ۳ ، والحسين ۴ عليهم السلام . كان عبدا لامرأة فاشتراه عليّ عليه السلام وأعتقه ، نال منزلةً رفيعةً من العلم بفضل باب العلم النّبوي حتى وُصف بأنّه اُوتي علم المنايا والبلايا .
كان الإمام عليه السلام قدأخبره بكيفيّة استشهاده وما يلاقيه في سبيل اللّه . وقد نطق ميثم بهذه الحقيقة العظيمة الواعِظة أمام قاتله الجلّاد الجائر ، وأكّد حتميّة تحقّق تلك

1.الأخبار الطوال : ص۲۳۱ ، تاريخ الطبري : ج۵ ص۳۵۷ عن أبي عثمان النّهدي نحوه وراجع الكامل في التاريخ : ج۲ ص۵۳۵ والفتوح : ج۵ ص۳۷ .

2.رجال الطوسي : ص۸۱ الرقم ۸۰۲ ، الاختصاص : ص۷ .

3.رجال الطوسي : ص۹۶ الرقم ۹۵۱ .

4.رجال الطوسي : ص۱۰۵ الرقم ۱۰۳۴ ، الاختصاص : ص۸ ، رجال الكشّي : ج۱ ص۲۹۴ الرقم ۱۳۶ ؛ الإصابة : ج ۶ ص۲۵۰ الرقم ۸۴۹۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج 7
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبایی، محمد کاظم؛ طباطبایی نژاد، محمود
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    دوم
تعداد بازدید : 68663
صفحه از 532
پرینت  ارسال به