۶۳۹۳.الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ جابِرَ بنَ عَبدِ اللّهِ الأَنصارِيَّ كانَ آخِرَ مَن بَقِيَ مِن أصحابِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وكانَ رَجُلاً مُنقَطِعا إلَينا أهلَ البَيتِ . ۱
راجع : ج 8 ص 486 (جابر بن عبد اللّه الأنصاري) .
19
جارِيَةُ بنُ قُدامَةَ السَّعدِيُّ
جارية بن قدامة التميمي السعدي . كان من صحابة النّبيّ صلى الله عليه و آله ۲ ، ومن أنصار عليِّ عليه السلام الأبرار الشجعان ۳ . وكان فتيّ القلب ، عميق الرؤية ، ذا شخصيّة رفيعة جعلته ودوداً محبوباً . وكان ثابت القدم في حبّ عليٍّ عليه السلام ، شديداً على أعدائه ۴ .
ولمّا تقلّد الإمام الخلافة ، أخذ له البيعة في البصرة ۵ . وكان من جملة الهائمين بحبّه ، الذين عُرفوا باسم «شرطة الخميس» . وقد شهد مشاهده كلّها بجدٍّ وتفانٍ ۶ .
وتولّى قيادة قبيلة «سعد» و «رباب» في صفّين .
وكان خطيباً مفوَّهاً ، ويشهد على لباقته وبلاغة لسانه محاوراته في صفّين ، وكلماته الجريئة ، وعباراته القويّة الدامغة في قصر معاوية دفاعاً عن إمامه عليه السلام .
وجّهه عليّ بن أبي طالب إلى أهل نجران عند ارتدادهم عن الإسلام ۷ .
بدأت غارات معاوية الظالمة على أطراف العراق بعد معركة النّهروان ، وأشخص عبد اللّه بن عامر الحضرمي إلى البصرة ليأخذ له البيعة من أهلها ، ففعل ذلك واستولى على المدينة ، فوجّه الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في البداية أعين بن ضبيعة لإخماد فتنة ابن الحضرمي لكنّه استشهد ليلاً في فراشه ، فأرسل جاريةَ ، فاستعادها بتدبير دقيق وشجاعة محمودة ، فأثنى عليه الإمام عليه السلام ۸ .
وبعثه عليه السلام في الأيّام الأخيرة من حياته لإطفاء فتنة بسر بن أرطاة الَّذي كان مثالاً لا نظير له في الخبث واللؤم ، وبينا كان جارية في مهمّته هذه استُشهد الإمام عليه السلام . وأخذ جارية البيعة للإمام الحسن عليه السلام من أهل مكّة والمدينة بخُطىً ثابتة ، ووعي عميق للحقّ ۹ .
وكان جارية ذا سريرة وضيئة ، وروح كبيرة . ولم يخشَ أحداً في إعلان الحقّ قطّ . وهكذا كان ، فقد دافع عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بعد صلح الإمام الحسن عليه السلام بحضور معاوية ، وأكّد ثباته على موقفه ۱۰ . وتوفّي هذا الرجل الجليل بعد حكومة يزيد . ۱۱
1.الكافي : ج ۱ ص ۴۶۹ ح ۲ ، رجال الكشّي : ج ۱ ص ۲۱۷ الرقم ۸۸ كلاهما عن أبان بن تغلب ، رجال ابن داوود : ص ۶۰ الرقم ۲۸۸ .
2.الطبقات الكبرى : ج ۷ ص ۵۶ ، مختصر تاريخ دمشق : ج ۵ ص ۳۶۴ ، تقريب التهذيب : ص ۱۳۷ الرقم ۸۸۵ ، تهذيب التهذيب : ج ۱ ص ۴۱۵ الرقم ۱۰۴۵ ؛ رجال الطوسي : ص ۳۳ الرقم ۱۵۷ .
3.تهذيب الكمال : ج ۴ ص ۴۸۱ الرقم ۸۸۶ ، مختصر تاريخ دمشق : ج ۵ ص ۳۶۴ ، تهذيب التهذيب : ج ۱ ص ۴۱۵ الرقم ۱۰۴۵ ؛ الغارات : ج ۲ ص ۴۰۱ .
4.الغارات : ج ۲ ص ۴۰۱ .
5.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۱۱۲ .
6.الاستيعاب : ج ۱ ص ۲۹۹ الرقم ۳۰۶ ، اُسد الغابة : ج ۱ ص ۵۰۲ الرقم ۶۶۴ ، الإصابة : ج ۱ ص ۵۵۶ الرقم ۱۰۵۲ ، الوافي بالوفيات : ج ۱۱ ص ۳۷ .
7.رجال الكشّي : ج ۱ ص ۳۲۲ الرقم ۱۶۸ .
8.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۱۹۲ ، تهذيب الكمال : ج ۴ ص ۴۸۱ الرقم ۸۸۶ ، مختصر تاريخ دمشق : ج ۵ ص ۳۶۴ ح ۲۰۱ ، تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۱۱۲ ؛ الغارات : ج ۲ ص ۴۰۸ .
9.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۲۱۵ ، تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۱۴۰ ؛ الغارات : ج ۲ ص ۶۲۳ و ص ۶۴۰ ، تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۱۹۹ .
10.تهذيب الكمال : ج ۴ ص ۴۸۲ الرقم ۸۸۶ ، مختصر تاريخ دمشق : ج ۵ ص ۳۶۵ .
11.الثقات : ج ۳ ص ۶۰ ؛ أعيان الشيعة : ج ۴ ص ۵۸ .