1
أبو الأَسوَدِ الدُّؤَلِيُّ
هو ظالم بن عمرو ۱ ، المعروف بأبي الأسود الدُّؤلي ۲ . أحد الوجوه البارزة والصحابة المشهورين للإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ۳ . أسلم على عهد رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، لكنّه لم يَحْظَ برؤيته ۴ . وهو من المتحقّقين بمحبّة عليّ ومحبّة ولده ۵ . ويمكن أن نستشفّ هذا الحبّ من أشعاره الحِسان ۶ .
الذين ترجموا له ذكروه بعناوين متنوّعة منها : «علويّ» ۷ ، «شاعر متشيِّع» ۸ ، «من وجوه الشيعة» ۹ .
شَهِد أبو الأسود حروب الإمام عليه السلام ضدّ مساعير الفتنة في الجمل ۱۰ ، و صفّين ۱۱ . وعيّنه الإمام عليه السلام قاضياً على البصرة عندما ولّى عليها ابن عبّاس ۱۲ .
وكان ابن عبّاس يقدّره ، وحينما كان يخرج من البصرة ، يُفوّض إليه أعمالها ۱۳ ، وكان ذلك يحظى بتأييد الإمام عليه السلام أيضاً ۱۴ . ووسّع أبو الأسود علم النّحو بأمر الإمام عليه السلام الَّذي كان قد وضع اُسسه وقواعده ۱۵ ، وأقامه ورسّخ دعائمه ۱۶ ، وهو أوّل من أعجم القرآن الكريم وأشكله ۱۷ .
وله في الأدب العربي منزلة رفيعة ؛ فقد عُدّ من أفصح النّاس ۱۸ . وتبلور نموذج من هذه الفصاحة في شعره الجميل الَّذي رثى به الإمام عليه السلام ۱۹ ، وهو آية على محبّته للإمام ، وبغضه لأعدائه .
ولم يدّخر وسعاً في وضع الحقّ موضعه ، والدفاع عن عليّ عليه السلام ، ومناظراته مع معاوية ۲۰ دليل على صراحته وشجاعته وثباته واستقامته في معرفة «خلافة الحقّ» و «حقّ الخلافة» ومكانة عليّ عليه السلام العليّة السامقة .
وخطب بعد استشهاد الإمام عليه السلام خطبة حماسيّة من وحي الألم والحرقة ، وأخذ البيعة من النّاس للإمام الحسن عليه السلام بالخلافة ۲۱ .
فارق أبو الأسود الحياة سنة 69 ه . ۲۲
1.قد اختُلف في اسمه كما اختُلف في اسم أبيه وجدّه ، والمشهور ما ورد في المتن ، والَّذي يسهّل الأمر أنّه مشهور بكنيته ولقبه ، ولم يختلف في كنيته أحد .
2.الطبقات الكبرى : ج ۷ ص ۹۹ ، المعارف لابن قتيبة : ص ۴۳۴ ، تاريخ دمشق : ج ۲۵ ص ۱۷۶ وفيه «ديلي» بدل «دؤلي» .
3.تاريخ دمشق : ج ۲۵ ص ۱۹۵ ، اُسد الغابة : ج ۳ ص ۱۰۲ الرقم ۲۶۵۲ .
4.تاريخ دمشق : ج ۲۵ ص ۱۸۴ ، سير أعلام النّبلاء : ج ۴ ص ۸۲ الرقم ۲۸ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۳۱۲ .
5.تاريخ دمشق : ج ۲۵ ص ۱۸۸ .
6.تاريخ دمشق : ج ۲۵ ص ۱۸۸ و ص ۲۰۰ ، الأغاني : ج ۱۲ ص ۳۷۲ ، الكامل للمبرّد : ج ۳ ص ۱۱۲۵ .
7.تاريخ دمشق : ج ۲۵ ص ۱۸۴ .
8.الطبقات الكبرى : ج ۷ ص ۹۹ .
9.سير أعلام النّبلاء: ج۴ ص۸۲ الرقم۲۸، الأغاني: ج۱۲ ص۳۴۶.
10.سير أعلام النّبلاء : ج ۴ ص ۸۲ الرقم ۲۸ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۵ ص۲۷۸ الرقم ۱۲۴، تاريخ دمشق: ج۲۵ ص۱۸۴.
11.المعارف لابن قتيبة : ص ۴۳۴ ، وفيات الأعيان : ج ۲ ص ۵۳۵ الرقم ۳۱۳ .
12.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۹۳ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۲۷۶ الرقم ۱۲۴ .
13.الطبقات الكبرى : ج ۷ ص ۹۹ ، المعارف لابن قتيبة : ص ۴۳۴ ؛ وقعة صفّين : ص ۱۱۷ ، تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۲۰۵ .
14.سير أعلام النّبلاء : ج ۴ ص ۸۲ الرقم ۲۸ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۲۷۸ الرقم ۱۲۴ ، الأغاني : ج ۱۲ ص ۳۴۷ ، تاريخ دمشق : ج ۲۵ ص ۱۸۹ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۳۱۲ .
15.يدور كلام كثير حول إرساء دعائم علم النّحو : فالاُول لم يتردّدوا في دور الإمام عليه السلام وأبي الأسود فيه . أمّا المتأخّرون من الدارسين والباحثين العرب فقد تأثّر بعضهم بآراء بعض المستشرقين الذين تردّدوا فيه . راجع : دائرة المعارف بزرگ اسلامى (بالفارسيّة) : ج ۵ ص ۱۸۰ ـ ۱۹۱ ، وتوفّر بعض الكتّاب على انتقاد آراء اُخرى في سياق تثبيتهم دور الإمام عليه السلام وأبي الأسود فيه . راجع : مجلّة تراثنا / العدد ۱۳ ص ۳۱ مقالة «أبو الأسود الدؤلي ودوره في وضع النّحو العربي» .
16.الأغاني : ج ۱۲ ص ۳۴۷ ، الإصابة : ج ۳ ص ۴۵۵ الرقم ۴۳۴۸ ، تاريخ دمشق : ج ۲۵ ص ۱۹۲ و ۱۹۳ ، وفيات الأعيان : ج ۲ ص ۵۳۷ .
17.تاريخ دمشق : ج ۲۵ ص ۱۹۰ .
18.راجع : ج ۷ ص ۳۹۶ (في رثاء الإمام) .
19.تاريخ دمشق : ج ۲۵ ص ۱۷۷ .
20.الأغاني : ج ۱۲ ص ۳۸۰ .
21.سير أعلام النّبلاء : ج ۴ ص ۸۶ الرقم ۲۸ ، تاريخ دمشق : ج ۲۵ ص ۲۱۰ ، الأغاني : ج ۱۲ ص ۳۸۶ .