۶۵۵۳.وقعة صفّين :إنَّ النَّخَعَ قاتَلَت قِتالاً شَديدا ، فَاُصيبَ مِنهُم يَومَئِذٍ ... اُبَيُّ بنُ قَيسٍ أخو عَلقَمَةَ بنِ قَيسٍ الفَقيهِ ، وقُطِعتَ رِجلُ عَلقَمَةَ بنِ قَيسٍ فَكانَ يَقولُ : ما اُحِبُّ أنَّ رِجلي أصَحُّ ما كانَت ؛ لِما أرجو بِها مِن حُسنِ الثَّوابِ مِن رَبّي . ۱ !
71
عَلِيُّ بنُ أبي رافِعٍ
عليّ بن أبي رافع . ولد في عهد النّبيّ وسمّاه عليّا ۲ ، تابعيّ ، من خيار الشيعة ، كانت له صحبة مع أمير المؤمنين ، وكان كاتبا له ، وحفظ كثيرا ، وجمع كتابا في فنون من الفقه : الوضوء ، والصلاة ، وسائر الأبواب ۳ ، وكان على بيت مال عليّ عليه السلام ۴ ، وكان كاتبه . ۵
72
عَمّارُ بنُ ياسرٍ
عمّار بن ياسر بن عامر المَذْحِجيُّ ، أبو اليقظان ، واُمّه سميّة ، وهي أوّل من استشهد في سبيل اللّه . من السابقين إلى الإيمان والهجرة ، ومن الثابتين الراسخين في العقيدة ؛ فقد تحمّل تعذيب المشركين مع أبوَيه منذ الأيّام الاُولى لبزوغ شمس الإسلام ، ولم يداخله ريب في طريق الحقّ لحظة واحدة ۶ .
شهد له رسول اللّه صلى الله عليه و آله بأنّه يزول مع الحقّ ، وأنّه الطيّب المطيَّب وأنّه مُلئ إيمانا . وأكّد أنّ النّار لا تمسّه أبدا . وهو ممّن حرس ـ بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله ـ «خلافة الحقّ» و«حقّ الخلافة» ، ولم يَنكُب عن الصراط المستقيم قطّ ۷ ، وصلّى مع أمير المؤمنين عليه السلام على جنازة السيّدة المطهّرة فاطمة الزهراء عليهاالسلام ۸ ، وظلّ ملازما للإمام صلوات اللّه عليه .
ولي الكوفة مدّةً في عهد عمر ۹ . وكان قائدا للجيوش في فتح بعض الأقاليم ۱۰ . ولمّا حكم عثمان كان من المعارضين له بجدٍّ ۱۱ . وانتقد سيرته مرارا ، حتى همّ بنفيه إلى الربذة لولا تدخّل الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، إذ حال دون تحقيق هدفه ۱۲ .
ضُرب بأمر عثمان لصراحته ، وفعل به ذلك أيضا عثمان نفسه ، وظلّ يعاني من آثار ذلك الضرب إلى آخر عمره ۱۳ .
وكان لاشتراكه الفعّال في حرب الجمل ، وتصدّيه لقيادة الخيّالة في جيش الإمام عليه السلام مظهر عظيم ۱۴ . كما تولّى في صفّين قيادة رجّالة الكوفة والقرّاء ۱۵ . تحدّث مع عمرو بن العاص وأمثاله من مناوئي الإمام عليه السلام في غير موطن ، وكشف الحقّ بمنطقه البليغ واستدلالاته الرصينة ۱۶ .
وفي صفّين استُشهد هذا الصحابيّ الجليل والنّموذج المتألّق ۱۷ ، فتحقّقت بذلك النّبوءة العظيمة لرسول اللّه صلى الله عليه و آله ؛ إذ كان قد خاطبه قائلاً : « تَقتُلُكَ الفِئَةُ الباغِيَةُ » . وكان له من العمر إبّان استشهاده ثلاث وتسعون سنة ۱۸ .
نُقل الخبر الغيبيّ الَّذي أدلى به النّبيّ صلى الله عليه و آله حول قتل الفئة الباغية عمّارَ بن ياسر بألفاظ متشابهة ، وطرق متعدّدة . وكان النّاس ينظرون إلى عمّار بوصفه المقياس في تمييز الحقّ والباطل . واُثر هذا الحديث بصيغة : « تَقتُلُكَ الفِئَةُ الباغِيَةُ » ، وبصيغة : « تَقتُلُ عَمّاراً الفِئَةُ الباغِيَةُ » ، وبصيغة : « تَقتُلُهُ الفِئَةُ الباغِيَةُ » على لسان سبعة وعشرين من الصحابة ، وهم : أبو سعيد الخدري ، وعمرو بن العاص ، وعبد اللّه بن عمرو بن العاص ، ومعاوية ، وأبو هريرة ، وأبو رافع ، وخزيمة بن ثابت ، وأبو اليسر ، وعمّار ، واُمّ سلمة ، وقتادة بن النّعمان ، وأبو قتادة ، وعثمان بن عفّان ، وجابر بن سَمُرة ، وكعب بن مالك ، وأنس بن مالك ، وجابر بن عبد اللّه ، وابن مسعود ، وحذيفة ، وابن عبّاس ، وأبو أيّوب ، وعبد اللّه بن أبي هذيل ، وعبد اللّه بن عمر ، وأبو سعد ، وأبو اُمامة ، وزياد بن الفرد ، وعائشة ۱۹ . وصرّح البعض بتواتره كابن عبد البرّ ۲۰ ، والذهبي ۲۱ ، والسيوطي ۲۲ . وأثار هذا الحديث مشكلة لمعاوية بعد استشهاد عمّار ، فحاول توجيهه بقوله : ما نحن قتلناه وإنّما قتله مَنْ جاء به ۲۳ ! فقال الإمام عليه السلام في جوابه : « فَرَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذَن قاتِلُ حَمزَةَ ! » ۲۴
ولا يمكن لهذه الصفحات القليلة أن تفي بحقّ تلك الشخصيّة العظيمة قط .
وأترككم مع هذه النّصوص من الروايات والتاريخ ، الَّتي بيّنت لنا غيضا من فيض فيما يرتبط بهذه القمّة الرفيعة شرفا ، واستقامة ، وحرّيّة .
1.وقعة صفّين : ص ۲۸۷ ؛ تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۲ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۳۷۹ .
2.الإصابة : ج ۵ ص ۵۳ الرقم ۶۲۷۸ .
3.رجال النّجاشي : ج ۱ ص ۶۵ .
4.تهذيب الأحكام : ج ۱۰ ص ۱۵۱ ح ۶۰۶ ؛ تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۱۵۶ وفيه «ابن أبي رافع» .
5.تهذيب الأحكام : ج ۱۰ ص ۱۵۱ ح ۶۰۶ ، رجال النّجاشي : ج ۱ ص ۶۲ و ص ۶۵ .
6.الطبقات الكبرى : ج ۳ ص ۲۴۶ و ص ۲۴۹ ، أنساب الأشراف : ج ۱ ص ۱۸۰ ـ ۱۸۲ ، تهذيب الكمال : ج ۲۱ ص ۲۱۶ الرقم ۴۱۷۴ ، اُسد الغابة : ج ۴ ص ۱۲۲ الرقم ۳۸۰۴ ، سير أعلام النّبلاء : ج ۱ ص ۴۰۶ الرقم ۸۴ ؛ الجمل : ص ۱۰۲ الرقم ۱ .
7.الخصال : ص ۴۶۴ ح ۴ و ص ۶۰۷ ح ۹ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۲ ص ۱۲۶ ح ۱ ، الاحتجاج : ج ۱ ص ۱۹۵ ح ۶ ، رجال البرقي : ص ۶۵ .
8.الخصال : ص ۳۶۱ ح ۵۰ ، رجال الكشّي : ج ۱ ص ۳۴ الرقم ۱۳ ، الاختصاص : ص ۵ ، تفسير فرات : ص ۵۷۰ ح ۷۳۳ .
9.المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص ۴۳۸ ح ۵۶۶۳ ، الطبقات الكبرى : ج ۳ ص ۲۵۵ ، أنساب الأشراف : ج ۱ ص ۱۸۵ ، تاريخ الطبري : ج ۴ ص ۱۳۹ و ص ۱۴۴ ، سير أعلام النّبلاء ج ۱ ص ۴۲۳ الرقم ۸۴ .
10.تاريخ الطبري : ج ۴ ص ۴۱ و ص ۹۰ و ص ۱۳۸ .
11.الطبقات الكبرى : ج ۳ ص ۲۶۰ ، أنساب الأشراف : ج ۱ ص ۱۹۷ و ج ۶ ص ۱۶۲ ، تاريخ دمشق : ج ۴۳ ص ۴۷۳ ، المعارف لابن قتيبة : ص ۲۵۷ .
12.أنساب الأشراف : ج ۶ ص ۱۶۹ ، الفتوح : ج ۲ ص ۳۷۸ ؛ تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۱۷۳ .
13.أنساب الأشراف : ج ۶ ص ۱۶۱ ـ ۱۶۳ ، الفتوح : ج ۲ ص ۳۷۳ .
14.ج ۴ ص ۴۹۰ (قادة جيش الإمام) و ص ۴۹۲ (قادة جيش النّاكثين) .
15.وقعة صفّين : ص ۲۰۸ ؛ تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۱۱ و ص ۱۵ .
16.وقعة صفّين : ص ۳۱۹ و ۳۲۰ و ص ۳۳۶ ـ ۳۳۹ ؛ تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۹ .
17.راجع : ج ۶ ص ۵۶ (استشهاد عمّار) .
18.المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص ۴۳۶ ح ۵۶۵۷ ، التاريخ الكبير : ج ۷ ص ۲۵ الرقم ۱۰۷ ، الطبقات الكبرى : ج ۳ ص ۲۶۴ ، المعارف لابن قتيبة : ص ۲۵۸ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۳ ص ۵۸۲ ، سير أعلام النّبلاء : ج ۱ ص ۴۲۶ الرقم ۸۴ ، مروج الذهب : ج ۲ ص ۳۹۱ ، الطبقات الكبرى : ج ۳ ص ۲۵۹ ، أنساب الأشراف : ج ۱ ص ۱۹۴ وفيهما «۹۱ ، ۹۴ سنة هجريّة» ، اُسد الغابة : ج ۴ ص ۱۲۷ الرقم ۳۸۰۴ وفيه «۹۱ ، ۹۳ ، ۹۴ سنة هجريّة» .
19.صحيح البخاري : ج ۳ ص ۱۰۳۵ ح ۲۶۵۷ ، صحيح مسلم : ج ۴ ص ۲۲۳۵ ح ۷۰ و ص ۲۲۳۶ ح ۷۲ و ۷۳ ، سنن الترمذي : ج ۵ ص ۶۶۹ ح ۳۸۰۰ ، مسند ابن حنبل : ج ۲ ص ۶۵۴ ح ۶۹۴۳ و ج ۶ ص ۲۲۹ ح ۱۷۷۸۱ و ج ۸ ص ۲۰۲ ح ۲۱۹۳۲ و ج ۱۰ ص ۱۹۰ ح ۲۶۶۲۵ ، المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص ۴۳۵ ح ۵۶۵۷ و ص ۴۳۶ ح ۵۶۵۹ و ص ۴۴۲ ح ۵۶۷۶ ، المصنّف لعبد الرزّاق : ج ۱۱ ص ۲۴۰ ح ۲۰۴۲۶ و ۲۰۴۲۷ ، المعجم الكبير : ج ۵ ص ۲۲۱ ح ۵۱۴۶ و ج ۲۳ ص ۳۶۳ ح ۸۵۲ ـ۸۵۷ ، خصائص أمير المؤمنين للنسائي : ص ۲۸۹ ـ ۳۰۰ ، الطبقات الكبرى : ج ۳ ص ۲۵۱ ـ ۲۵۳ و ص ۲۵۹ ، مسند أبي يعلى : ج ۶ ص ۳۵۵ ح ۷۱۴۰ و ص ۴۲۵ ح ۷۳۰۴ و ص ۴۲۷ ح ۷۳۰۸ ، مسند البزّار : ج ۴ ص ۲۵۶ ح ۱۴۲۸ ، السيرة النّبويّة لابن هشام : ج ۲ ص ۱۱۴ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۳ ص ۵۷۱ و ص ۵۷۷ و ۵۷۹ ، حلية الأولياء : ج ۴ ص ۱۷۲ و ۳۶۱ و ج ۷ ص ۱۹۷ و ۱۹۸ ، الاستيعاب : ج ۳ ص ۲۳۰ و ۲۳۱ الرقم ۱۸۸۳ وفيه «تواترت الآثار عن النّبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال : تقتل عمّاراً الفئة الباغية . وهذا من أصحّ الأحاديث» ، اُسد الغابة : ج ۴ ص ۱۲۵ الرقم ۳۸۰۴ ، الإصابة : ج ۴ ص ۴۷۴ الرقم ۵۷۲۰ وفيه «تواترت الأحاديث عن النّبيّ صلى الله عليه و آله أنّ عمّارا تقتله الفئة الباغية ، وأجمعوا على أنّه قُتِل مع عليّ بصفّين» ، البداية والنهاية : ج ۷ ص ۲۶۷ـ۲۷۰ .
20.الاستيعاب : ج ۳ ص ۲۳۱ الرقم ۱۸۸۳ .
21.الإصابة : ج ۴ ص ۴۷۴ الرقم ۵۷۲۰ ، سير أعلام النّبلاء : ج ۱ ص ۴۲۱ الرقم ۸۴ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۳ ص ۵۸۰ .
22.الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة : ص ۷۶ الرقم ۱۰۴ .
23.الأمالي للصدوق : ص ۴۸۹ ح ۶۶۵ .
24.شرح نهج البلاغة : ج ۲۰ ص ۳۳۴ ح ۸۳۵ ؛ بحار الأنوار : ج ۳۳ ص ۱۶ .