۶۳۶۶.عيون الأخبار عن السكن :كَتَبَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللّهُ عَنهُما إلَى الأَحنَفِ يَدعوهُ إلى نَفسِهِ فَلَم يَرُدَّ الجَوابَ ، وقالَ : قَد جَرَّبنا آلَ أبِي الحَسَنِ ، فَلَم نَجِد عِندَهُم إيالَةَ ۱ لِلمُلكِ ، ولا جَمعا لِلمالِ ، ولا مَكيدَةً فِي الحَربِ . ۲
12
الأَشعَثُ بنُ قَيسٍ
الأشعث بن قيس بن معديكَرِب الكِندي ، يُكنّى أبا محمّد ، واسمه معديكَرِب ۳ . من كبار اليمن ، وأحد الصحابة ۴ . عَوِرت عينه في حرب اليرموك ۵ . وهو وجه مشبوه مُريب متلوّن ، رديء الطبع ، سيّئ العمل في التاريخ الإسلامي .
ارتدّ بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله عن الدِّين واُسِر ، فعفا عنه أبو بكر ، وزوّجه اُخته ۶ . وكان أبو بكر يُعرب عن ندمه ، ويتأسّف لعفوه ۷ .
زوّج بنته لابن عثمان في أيّام خلافته ۸ . ونصبه عثمان والياً على آذربايجان ۹ . وكان يهبه مئة ألف درهم من خراجها سنويّاً ۱۰ .
عزل الإمام عليّ عليه السلام الأشعث عن آذربايجان ، ودعاه إلى المدينة ۱۱ ، فهمّ بالفرار في البداية ، ثمّ قدم المدينة بتوصية أصحابه ، ووافى الإمامَ عليه السلام ۱۲ .
تولّى رئاسة قبيلته «كِندة» في حرب صفّين ۱۳ ، وكان على ميمنة الجيش ۱۴ .وتزعّم الأشعث التيّار الَّذي فرض التحكيمَ ۱۵ وفرض أبا موسى الأشعري على الإمام عليه السلام . وعارض اختيارَ ابن عبّاس ومالك الأشتر حكَمَين عن الإمام عليه السلام بصراحة ۱۶ ، ونادى بيمانيّة أحد الحكمين ۱۷ . وله يدٌ في نشوء الخوارج ، كما كان له دور كبير في إيقاد حرب النّهروان مع أنّه كان في جيش الإمام عليه السلام ۱۸ . وهو ممّن كان يعارض الإمام عليه السلام وأعماله داخل الجيش بكلّ ما يستطيع ۱۹ ، حتى عُدَّت مواقفه أصل كلّ فساد واضطراب ۲۰ . وكان شرساً إلى درجة أنّه هدّد الإمامَ عليه السلام مرّةً بالقتل ۲۱ . وسمّاه الإمام عليه السلام منافقاً ، ولعنه ۲۲ .
وكان ابن ملجم يتردّد على داره ۲۳ ، وهو الَّذي أشار على المذكور بالإسراع يوم عزمه على قتل الإمام عليه السلام ۲۴ . ونحن وإن لم نمتلك دليلاً تاريخيّا قطعيّا على صلته السرّيّة بمعاوية ، لكن لا بدّ من الالتفات إلى أنّ الأيادي الخفيّة تعمل بحذر تامّ وكتمان شديد ، ولذا لم تنكشف إلّا نادرا . لكن ملفّ جنايات هذا البيت المشؤوم يمكن عدّه وثيقة معتبرة على علقته بل وعلقة اُسرته بأعداء أهل البيت ، وممّا يعزّز ذلك تعبير الإمام عنه بالمنافق .
قامت بنته جعدة بسمّ الإمام الحسن عليه السلام ۲۵ . وتولّى ابنه محمّد إلقاء القبض على مسلم بن عقيل بالكوفة ، بعد أن آمنه زوراً ، ثمّ غدر به ۲۶ وكان ابنه الآخر قيس ۲۷ من اُمراء جيش عمر بن سعد في كربلاء ، ولم يقلّ عن أبيه ضعَةً ونذالةً ؛ إذ سلب قطيفة الإمام الحسين عليه السلام فاشتهر بـ «قيس القطيفة» ۲۸ .
هلك الأشعث سنة 40 ه ۲۹ ، فخُتم ملفّ حياته الدَّنِس الملوَّث بالعار .
1.الإيَالة : السياسة . يقال : فلان حَسن الإيالة وسَيّئ الإيالة (النهاية : ج ۱ ص ۸۵ «أيل») .
2.عيون الأخبار لابن قتيبة : ج ۱ ص ۲۱۱ .
3.سير أعلام النّبلاء : ج ۲ ص ۳۸ الرقم ۸ ، اُسد الغابة : ج ۱ ص ۲۴۹ الرقم ۱۸۵ .
4.سير أعلام النّبلاء : ج ۲ ص ۳۸ الرقم ۸ ، تاريخ الطبري : ج ۳ ص ۱۳۸ ، تاريخ دمشق : ج ۹ ص ۱۱۶ و ص ۱۱۹ .
5.تهذيب الكمال : ج ۳ ص ۲۸۸ الرقم ۵۳۲ ، اُسد الغابة : ج ۱ ص ۲۵۰ الرقم ۱۸۵ ، تاريخ دمشق : ج ۹ ص ۱۱۹ .
6.الطبقات الكبرى : ج ۶ ص ۲۲ ، تهذيب الكمال : ج ۳ ص ۲۹۰ الرقم ۵۳۲ ، تاريخ الطبري : ج ۳ ص ۳۳۹ ، سير أعلام النّبلاء : ج ۲ ص ۳۹ الرقم ۸ ؛ الأمالي للطوسي : ص ۲۶۲ ح ۴۸۰ ، تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۱۳۲ .
7.تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۱۳۷ ؛ تاريخ الطبري : ج ۳ ص ۴۳۰ .
8.وقعة صفّين : ص ۲۰ ؛ الأخبار الطوال : ص ۱۵۶ .
9.وقعة صفّين : ص ۲۰ ؛ تهذيب الكمال : ج ۳ ص ۲۸۹ الرقم ۵۳۲ ، سير أعلام النّبلاء : ج ۲ ص ۴۱ الرقم ۸ ، تاريخ دمشق : ج ۹ ص ۱۴۰ ، مروج الذهب : ج ۲ ص ۳۸۱ .
10.الغارات : ج ۱ ص ۳۶۵ ؛ تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۱۳۰ .
11.وقعة صفّين : ص ۲۰ ، تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۲۰۰ ؛ مروج الذهب : ج ۲ ص ۳۸۱ .
12.وقعة صفّين : ص ۲۱ ؛ الإمامة والسياسة : ج ۱ ص ۱۱۲ .
13.وقعة صفّين : ص ۲۲۷ ؛ تاريخ دمشق : ج ۹ ص ۱۲۰ ، الأخبار الطوال : ص ۱۸۸ .
14.وقعة صفّين : ص ۲۰۵ ؛ تاريخ خليفة بن خيّاط : ص ۱۴۵ ، سير أعلام النّبلاء : ج ۲ ص ۴۰ الرقم ۸ ، تاريخ دمشق : ج ۹ ص ۱۳۶ .
15.وقعة صفّين : ص ۴۸۲ ، تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۱۸۹ ؛ تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۵۱ ، سير أعلام النّبلاء : ج ۲ ص ۴۰ الرقم ۸ ، مروج الذهب : ج ۲ ص ۴۰۰ .
16.وقعة صفّين : ص ۴۹۹ ؛ تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۵۱ ، مروج الذهب : ج ۲ ص ۴۰۲ .
17.وقعة صفّين : ص ۵۰۰ ؛ الفتوح : ج ۴ ص ۱۹۸ .
18.شرح نهج البلاغة : ج ۲ ص ۲۷۹ ، تاريخ دمشق : ج ۹ ص ۱۲۰ وفيه «حضر قتال الخوارج بالنهروان» .
19.نهج البلاغة : الخطبة ۱۹ ، الغارات : ج ۲ ص ۴۹۸ ؛ الكامل للمبرّد : ج ۲ ص ۵۷۹ ، تاريخ دمشق : ج ۹ ص ۱۳۵ ، شرح نهج البلاغة : ج ۴ ص ۷۵ .
20.شرح نهج البلاغة : ج ۲ ص ۲۷۹ .
21.سير أعلام النّبلاء : ج ۲ ص ۴۰ الرقم ۸ ، تاريخ دمشق : ج ۹ ص ۱۳۹ ، مقاتل الطالبيّين : ص ۴۸ .
22.نهج البلاغة : الخطبة ۱۹ ؛ الأغاني : ج ۲۱ ص ۲۰ ، شرح نهج البلاغة : ج ۴ ص ۷۵ .
23.الإرشاد : ج ۱ ص ۱۹ وفيه «وكانوا قبل ذلك ألقوا إلى الأشعث بن قيس ما في نفوسهم من العزيمة على قتل أمير المؤمنين عليه السلام وواطأهم عليه» .
24.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۲۵۴ ؛ الإرشاد : ج ۱ ص ۱۹ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ۳ ص ۳۱۲ .
25.الكافي : ج ۸ ص ۱۶۷ ح ۱۸۷ ؛ أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۲۹۵ ، اُسد الغابة : ج ۱ ص ۲۵۱ الرقم ۱۸۵ .
26.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۷۴ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۵۸ .
27.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۲۲ .
28.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۵۳ .
29.سير أعلام النّبلاء : ج ۲ ص ۴۲ الرقم ۸ ، تاريخ دمشق : ج ۹ ص ۱۴۴ ، اُسد الغابة : ج ۱ ص ۲۵۱ الرقم ۱۸۵ .