راجع : ج 9 ص 138 (عامر بن عبد اللّه بن الزبير) .
8 / 1 ـ 13
مُحَمَّدُ بنُ الحَنَفِيَّةِ
۶۳۰۷.شرح نهج البلاغة عن سعيد بن جبير :خَطَبَ عَبدُ اللّهِ بنُ الزُّبَيرِ فَنالَ مِن عَلِيٍّ عليه السلام ، فَبَلَغَ ذلِكَ مُحَمَّدَ ابنَ الحَنَفَيِّةِ ، فَجاءَ إلَيهِ وهُوَ يَخطُبُ ، فَوُضِعَ لَهُ كُرسِيٌّ ، فَقَطَعَ عَلَيهِ خُطبَتَهُ ، وقالَ : يا مَعشَرَ العَرَبِ ، شاهَتِ الوُجوهُ ، أ يُنَتَقصُ عَلِيٌّ وأنتُم حُضورٌ ؟ ! إنَّ عَلِيّا كانَ يَدَ اللّهِ عَلى أعداءِ اللّهِ ، وصاعِقَةً مِن أمرِهِ ، أرسَلَهُ عَلَى الكافِرينَ وَالجاحِدينَ لِحَقِّهِ ، فَقَتَلَهُم بِكُفرِهِم فَشَنؤوهُ وأبغَضوهُ ، وأضمَروا لَهُ الشَّنَفَ وَالحَسَدَ ، وَابنُ عَمِّهِ صلى الله عليه و آله حَيٌّ بَعدُ لَم يَمُت ، فَلَمّا نَقَلَهُ اللّهُ إلى جوِارِهِ وأحَبَّ لَهُ ما عِندَهُ ، أظهَرَت لَهُ رِجالٌ أحقادَها ، وشَفَت أضغانَها ، فَمِنهُم مَنِ ابتَزَّ حَقَّهُ ، ومِنهُم مَنِ ائتَمَرَ بِهِ لِيَقتُلَهُ ، ومِنهُم مَن شَتَمَهُ وقَذَفَهُ بِالأَباطيلِ ، فَإِن يَكُن لِذُرِّيَّتِهِ وناصِري دَعوَتِهِ دَولَةٌ تَنشُر عِظامَهُم ، وتَحفِر عَلى أجسادِهِم ، وَالأَبدانُ مِنهُم يَومَئِذٍ بالِيَةٌ ، بَعدَ أن تَقتُلَ الأَحياءَ مِنهُم وتُذِلَّ رِقابَهُم ، فَيَكونَ اللّهُ عَزَّ اسمُهُ قَد عَذَّبَهُم بِأَيدينا وأخزاهُم ، ونَصَرَنا عَلَيهِم ، وشَفا صُدورَنا مِنهُم .
إنَّهُ وَاللّهِ ما يَشتِمُ عَلِيّا إلّا كافِرٌ ، يُسِرُّ شَتمَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ويَخافُ أن يَبوحَ بِهِ ، فَيُكَنّي بِشَتِم عَلِيٍّ عليه السلام عَنهُ .
أما إنَّهُ قَد تَخَطَّتِ المَنِيَّةُ مِنكُم مَنِ امتَدَّ عُمُرُهُ ، وسَمِعَ قَولَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فيهِ :
لا يُحِبُّكَ إلّا مُؤمِنٌ ولا يُبغِضُكَ إلّا مُنافِقٌ «وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَـلَمُواْ أَىَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ»۱ .
فَعادَ ابنُ الزُّبَيرِ إلى خُطبَتِهِ ، وقالَ : عَذَرتُ بَنِي الفَواطِمِ يَتَكَلَّمونَ ، فَما بالُ ابنِ اُمِّ حَنيفَةَ ؟ !
فَقالَ مُحَمَّدٌ : يَابنَ اُمِّ رومانَ ، وما لي لا أَتَكَلَّمُ ؟ ! وهَل فاتَني مِنَ الفَواطِمِ إِلّا واحِدَةٌ ؟ ! ولَم يَفُتني فَخرُها ؛ لأَ نَّها اُمُّ أخَوَيَّ ، أنَا ابنُ فاطِمَةَ بِنتِ عِمرانَ بنِ عائِذِ بنِ مَخزومٍ جَدَّةِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وأنَا ابنُ فاطِمَةَ بِنتِ أسَدِ بنِ هاشِمٍ كافِلَةِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وَالقائِمَةِ مَقامَ اُمِّهِ ، أمَا وَاللّهِ لَولا خَديجَةُ بِنتُ خُويلِدٍ ماتَرَكتُ في بَني أسدِ بنِ عَبدِ العُزّى عَظما إلّا هَشَمتُهُ ! ثُمَّ قامَ فَانصَرَفَ . ۲