۴۰۵۶.عنه عليه السلام : لَقَد أسلَمتُ قَبلَ النّاسِ بِسَبعِ سِنينَ . ۱
۴۰۵۷.سير أعلام النبلاء عن عبد اللّه [بن مسعود] : إنَّ أوَّلَ شَيءٍ عَلِمتُهُ مِن أمرِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله : قَدِمتُ مَكَّةَ مَعَ عُمومَةٍ لي أو اُناسٍ مِن قَومي ، نَبتاعُ مِنها مَتاعا ، وكان في بُغيَتِنا شِراءُ عِطرٍ ، فَأَرشَدونا عَلَى العَبّاسِ ، فَانتَهَينا إلَيهِ ، وهُوَ جالِسٌ إلى زَمزَمَ ، فَجَلَسنا إلَيهِ ، فَبَينا نَحنُ عِندَهُ ، إذ أقبَلَ رَجُلٌ مِن بابِ الصَّفا ، أبيَضُ ، تَعلوهُ حُمرَةٌ ، لَهُ وَفرَةٌ جَعدَةٌ ۲ ، إلى أنصافِ اُذُنَيهِ ، أشَ ۳ ، أقنى ۴ ، أذلَفُ ۵ ، أدعَجُ ۶ العَينَينِ ، بَرّاقُ الثَّنايا ، دَقيقُ المَسرُبَةِ ۷ ، شَثنُ الكَفَّينِ وَالقَدَمَينِ ۸ ، كَثُّ اللِّحيَةِ ، عَلَيهِ ثَوبانِ أبيَضانِ ، كَأَنَّهُ القَمَرُ لَيلَةَ البَدرِ ، يَمشي عَلى يَمينِهِ غُلامٌ حَسَنُ الوَجهِ ، مُراهِقٌ أو مُحتَلِمٌ ، تَقفوهُمُ امرَأَةٌ قَد سَتَرَت مَحاسِنَها ، حَتّى قَصَدَ نَحوَ الحَجَرِ ، فَاستَلَمَ ، ثُمَّ استَلَمَ الغُلامُ، وَاستَلَمَتِ المَرأَةُ ، ثُمَّ طافَ بِالبَيتِ سَبعا ، وهُما يَطوفانِ مَعَهُ ، ثُمَّ استَقبَلَ الرُّكنَ ، فَرَفَعَ يَدَهُ وكَبَّرَ ، وقامَ ثُمَّ رَكَعَ ، ثُمَّ سَجَدَ ثُمَّ قامَ . فَرَأَينا شَيئاً أنكَرناهُ ، لَم نَكُن نَعرِفُهُ بِمَكَّةَ ، فَأَقبَلنا
عَلَى العَبّاسِ ، فَقُلنا : يا أبَا الفَضلِ ! إنَّ هذَا الدّينَ حَدَثَ فيكُم ، أو أمرٌ لَم نَكُن نَعرِفُهُ ؟ قالَ : أجَل وَاللّهِ ما تَعرِفونَ هذا ، هذَا ابنُ أخي مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ ، وَالغُلامُ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ، وَالمَرأَةُ خَديجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ امرَأَتُهُ ، أما وَاللّهِ ما عَلى وَجهِ الأَرضِ أحَدٌ نَعلَمُهُ يَعبُدُ اللّهَ بِهذا الدّينِ إلّا هؤُلاءِ الثَّلاثَةُ . ۹
1.فضائل الصحابة لابن حنبل : ج ۲ ص ۵۸۶ ح ۹۹۳ عن عبّاد بن عبد اللّه ؛ الفصول المختارة : ص ۲۶۱ عن عباية الأسدي .
2.جَعْدَ الشَّعر : ضدّ السَّبْط (النهاية : ج ۱ ص ۲۷۵ «جعد») .
3.م الشَّمَم : ارتفاع قَصبة الأنف واستواء أعلاها وإشراف الأرنبة قليلاً (النهاية : ج ۲ ص ۵۰۲ «شمم») .
4.القنا في الأنف : طوله ورِقّة أرنَبَته مع حَدَبٍ في وسطه (النهاية : ج ۴ ص ۱۱۶ «قنا») .
5.الذَّلَف : قصر الأنف وانبطاحه ، وقيل : ارتفاع طرفه مع صِغر أرنَبَته (النهاية : ج ۲ ص ۱۶۵ «ذلف») .
6.الدَّعَجُ والدُّعجةُ : السواد في العين وغيرها ، يريد أنّ سواد عينيه كان شديد السواد . وقيل : الدَّعَجُ : شِدَّةُ سَواد العين في شدّة بياضها (النهاية : ج ۲ ص ۱۱۹ «دعج») .
7.المسرُبة : ما دقّ من شعر الصدر سائلاً إلى الجوف (النهاية : ج ۲ ص ۳۵۶ «سرب») .
8.شثن الكفّين والقدمين : أي أنّهما يميلان إلى الغِلَظِ والقِصَر . وقيل : هو الذي في أنامله غِلَظٌ بلا قِصَر (النهاية : ج ۲ ص ۴۴۴ «شثن») .
9.سير أعلام النبلاء : ج ۱ ص ۴۶۳ الرقم ۸۷ ، البداية والنهاية : ج ۶ ص ۱۸ نحوه ، شرح نهج البلاغة : ج ۱۳ ص ۲۲۵ ، المناقب للخوارزمي : ص ۵۶ ح ۲۱ ؛ كشف الغمّة : ج ۱ ص ۸۳ .