۴۱۵۲.الإمام عليّ عليه السلام : وَاللّهِ لَقَد رَقَّعتُ مِدرَعَتي هذِهِ حَتَّى استَحيَيتُ مِن راقِعِها ، ولَقَد قالَ لي قائِلٌ : ألا تَنبِذُها عَنكَ ؟ فَقُلتُ : اُغرُب عَنّي ، فَعِندَ الصَّباحِ يَحمَدُ القَومُ السُّرى . ۱
۴۱۵۳.تاريخ دمشق عن العلاء : خَطَبَ عَلِيٌّ عليه السلام ، قالَ : أيُّهَا النّاسُ ، وَاللّهِ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ ، ما رَزَأتُ مِن مالِكُم قَليلاً ولا كَثيرا إلّا هذِهِ ـ وأخرَجَ قارورَةً مِن كُمِّ قَميصِهِ فيها طيبٌ ، فَقالَ : أهداها إلَيَّ دِهقانٌ ـ . ۲
۴۱۵۴.الإمام الصادق عليه السلام : مَا اعتَلَجَ عَلى عَلِيٍّ عليه السلام أمرانِِللّهِ قَطُّ إلّا أخَذَ بِأَشَدِّهِما ، وما زالَ عِندَكُم يَأكُلُ مِمّا عَمِلَت يَدُهُ ، يُؤتى بِهِ مِنَ المَدينَةِ . وإن كانَ لَيَأخُذُ السَّويقَ فَيَجعَلُهُ فِي الجِرابِ ، ثُمَّ يَختِمُ عَلَيهِ ؛ مَخافَةَ أن يُزادَ فيهِ مِن غَيرِهِ . ومَن كانَ أزهَدَ فِي الدُّنيا مِن عَلِيٍّ عليه السلام ! ۳
۴۱۵۵.عنه عليه السلام : حَدَّثَني مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام قالَ : لَمّا تَجَهَّزَ الحُسَينُ عليه السلام إلَى الكوفَةِ أتاهُ ابنُ عَبّاسٍ ، فَناشَدَهُ اللّهَ وَالرَّحِمَ أن يَكونَ هُوَ المَقتولَ بِالطَّفِّ ، فَقالَ : [أنَا
أعرَفُ] ۴ بِمَصرَعي مِنكَ ، وما وُكدي مِنَ الدُّنيا إلّا فِراقُها .
أ لا اُخبِرُكَ يَابنَ عَبّاسٍ بِحَديثِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام وَالدُّنيا ؟ فَقالَ لَهُ : بَلى ، لَعَمري إنّي لَاُحِبُّ أن تُحَدِّثَني بِأَمرِها .
فَقالَ أبي : قالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام يَقولُ : حَدَّثَني أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام ، قالَ : إنّي كُنتُ بِفَدَكَ في بَعضِ حيطانِها ، وقَد صارَت لِفاطِمَةَ عليهاالسلامـ قالَ : ـ فَإِذا أنَا بِامرَأَةٍ قَد قَحَمَت عَلَيَّ وفي يَدي مِسحاةٌ وأنَا أعمَلُ بِها ، فَلَمّا نَظَرتُ إلَيها طارَ قَلبي مِمّا تَداخَلَني مِن جَمالِها ، فَشَبَّهتُها بِبُثَينَةَ بِنتِ عامِرِ الجُمَحِيِّ ـ وكانَت مِن أجمَلِ نِساءِ قُرَيشٍ ـ . فَقالَت : يَابنَ أبي طالِبٍ ، هَل لَكَ أن تَتَزَوَّجَ بي فَاُغنِيَكَ عَن هذِهِ المِسحاةِ ، وأدُلَّكَ عَلى خَزائِنِ الأَرضِ ، فَيَكونَ لَكَ المُلكُ ما بَقيتَ ولِعَقِبِكَ مِن بَعدِكَ ؟ فَقالَ لَها عَلِيٌّ عليه السلام : مَن أنتِ حَتّى أخطُبَكِ مِن أهلِكِ ؟ فَقالَت : أنَا الدُّنيا . قالَ: [قُلتُ] ۵ لَها : فَارجِعي وَاطلُبي زَوجاً غَيري ، وأقبَلتُ عَلى مِسحاتي ، وأنشَأتُ أقولُ :
لَقَد خابَ مَن غَرَّتهُ دُنيا دَنِيّةً وما هِيَ إن غَرَّت قُروناً بِنائِلِ
أتَتنا عَلى زِيِّ العَزيزِ بُثَينَةَ وزينَتُها في مِثلِ تِلكَ الشَّمائِلِ
فَقُلتُ لَها غُرّي سِوايَ فَإِنَّني عَزوفٌ عَنِ الدُّنيا ولَستُ بِجاهِلِ
وما أنَا وَالدُّنيا فَإِنَّ مُحَمَّداً اُحِلَّ صَريعاً بَينَ تِلكَ الجَنادِلِ
وهَبها أتَتني بِالكُنوزِ ودُرِّها وأموالِ قارونَ ومُلكِ القَبائِلِ
ألَيسَ جَميعاً لِلفَناءِ مَصيرُها ويَطلُبُ مِن خُزّانِها بِالطَّوائِلِ
فَغُرِّي سِوايَ إنَّني غَيرُ راغِبٍ بِما فيكِ مِن مُلكٍ وعِزٍّ ونائِلِ
فَقَد قَنِعَت نَفسي بِما قَد رُزِقتُهُ فَشَأنَكِ يا دُنيا وأهلَ الغَوائِلِ
فَإِنّي أخافُ اللّهَ يَومَ لِقائِهِ وأخشى عَذاباً دائِماً غَيرَ زائِلِ۶
فَخَرَجَ مِن الدُّنيا ولَيسَ في عُنُقِهِ تَبِعَةٌ لِأَحَدٍ ، حَتّى لَقِيَ اللّهَ مَحموداً غَيرَ مَلومٍ ولا مَذمومٍ ، ثُمَّ اقتَدَت بِهِ الأَئِمَّةُ مِن بَعدِهِ بِما قَد بَلَغَكُم ، لَم يَتَلَطَّخوا بِشَيءٍ مِن بَوائِقِها ، عَلَيهِمُ السَّلامُ أجمَعينَ ، وأحسَنَ مَثواهُم . ۷
1.نهج البلاغة : الخطبة ۱۶۰ ، مجمع البيان : ج ۹ ص ۱۳۳ ، غرر الحكم : ح ۷۳۴۵ ، إرشاد القلوب : ص ۱۹ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ۲ ص ۱۰۱ نحوه وفيها «اعزب» بدل «اغرب» .
2.تاريخ دمشق : ج ۴۲ ص ۴۸۰ ، حلية الأولياء : ج ۱ ص ۸۱ نحوه ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۲ ، كنز العمّال : ج ۱۳ ص ۱۶۸ ح ۳۶۵۱۰ ؛ خصائص الأئمّة عليهم السلام : ص ۷۹ نحوه وراجع أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۷۲ وحلية الأولياء : ج ۹ ص ۵۳ .
3.الغارات : ج ۱ ص ۸۱ ؛ شرح نهج البلاغة : ج ۲ ص ۲۰۱ كلاهما عن معاوية بن عمّار .
4.ما بين المعقوفين سقط من المصدر وأثبتناه من بحار الأنوار .
5.ما بين المعقوفين أثبتناه من بحار الأنوار .
6.وقع تصحيف في بعض الألفاظ فصحّحناها من بحار الأنوار .
7.كشف الريبة : ص ۸۹ ، بحار الأنوار : ج ۷۵ ص ۳۶۲ ح ۷۷ وراجع المناقب لابن شهر آشوب : ج ۲ ص ۱۰۲ .