۴۱۶۳.مقتل أمير المؤمنين عن قبيصة بن جابر : ما رَأَيتُ أزهَدَ فِي الدُّنيا مِن عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام . ۱
۴۱۶۴.الكامل في التاريخ عن الحسن بن صالح : تَذاكَرُوا الزُّهّادَ عِندَ عُمَرِ بنِ عَبدِ العَزيزِ ، فَقالَ عُمَرُ : أزهَدُ النّاسِ فِي الدُّنيا عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام . ۲
۴۱۶۵.شرح نهج البلاغة : وهُوَ الَّذي كانَ يَكنُسُ بُيوتَ الأَموالِ ، ويُصَلّي فيها . وهُوَ الَّذي قالَ : يا صَفراءُ ويا بَيضاءُ غُرّي غَيري . وهُوَ الَّذي لَم يُخَلِّف ميراثا ، وكانَتِ الدُّنيا كُلُّها بِيَدِهِ إلّا ما كانَ مِنَ الشّامِ . ۳
۴۱۶۶.شرح نهج البلاغة : أمَّا الزُّهدُ فِي الدُّنيا فَهُوَ سَيِّدُ الزُّهّادِ ، وبَدَلُ الأَبدالِ ، وإلَيهِ تُشَدُّ الرِّحالُ ، وعِندَهُ تُنفَضُ الأَحلاسُ ، ما شَبِعَ مِن طَعامٍ قَطُّ ، وكانَ أخشَنَ النّاسِ مَأكَلاً ومَلبَسا .
قالَ عَبدُ اللّهِ بنُ أبي رافِعٍ : دَخَلتُ إلَيهِ يَومَ عيدٍ ، فَقَدَّمَ جِرابا مَختوما ، فَوَجَدنا فيهِ خُبزَ شَعيرٍ يابِسا مَرضوضا ، فَقُدِّمَ ، فَأَكَلَ . فَقُلتُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، فَكَيفَ تَختِمُهُ ؟ قالَ : خِفتُ هذَينِ الوَلَدَينِ أن يَلُتّاهُ ۴ بِسَمنٍ أو زَيتٍ .
وكانَ ثَوبُهُ مَرقوعا بِجِلدٍ تارَةً ، وليفٍ اُخرى ، ونَعلاهُ مِن ليفٍ . وكانَ يَلبَسُ الكِرباسَ الغَليظَ ، فَإِذا وَجَدَ كُمَّهُ طَويلاً قَطَعَهُ بِشَفرَةٍ ، ولَم يَخِطهُ ، فَكانَ لا يَزالُ مُتَساقِطا عَلى ذِراعَيهِ حَتّى يَبقى سَدىً لا لُحمَةَ لَهُ .
وكانَ يَأتَدِمُ ـ إذَا ائتَدَمَ ـ بِخَلٍّ أو بِمِلحٍ ، فَإِن تَرَقّى عَن ذلِكَ فَبَعضُ نَباتِ الأَرضِ ، فَإِنِ ارتَفَعَ عَن ذلِكَ فَبِقَليلٍ مِن ألبانِ الإِبِلِ . ولا يَأكُلُ اللَّحمَ إلّا قَليلاً ، ويَقولُ : «لا تَجعَلوا بُطونَكُم مَقابِرَ الحَيَوانِ» . وكانَ مَعَ ذلِكَ أشَدَّ النّاسِ قُوَّةً ، وأعظَمَهُم أيدا ۵ ، لا يَنقُضُ الجوعُ قُوَّتَهُ ، ولا يُخَوِّنُ ۶ الإِقلالُ مُنَّتَهُ .
وهُوَ الَّذي طَلَّقَ الدُّنيا ، وكانَتِ الأَموالُ تُجبى إلَيهِ مِن جَميعِ بِلادِ الإِسلامِ إلّا مِنَ الشّامِ ، فَكانَ يُفَرِّقُها ويُمَزِّقُها ، ثُمَّ يَقولُ :
هذا جَنايَ وخِيارُهُ فيه إذ كُلُّ جانٍ يَدُهُ إلى فيه۷۸
1.مقتل أمير المؤمنين : ص ۱۰۸ ح ۹۸ ، المناقب للخوارزمي : ص ۱۲۲ ح ۱۳۷ .
2.الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۴۴۳ ، تاريخ دمشق : ج ۴۲ ص ۴۸۹ ، مقتل أمير المؤمنين : ص ۱۰۸ ح ۹۹ عن الحسن بن حيّ نحوه ، المناقب للخوارزمي : ص ۱۱۷ ح ۱۲۸ عن الحارث بن حصيرة وفيه «ما علمنا أنّ أحدا كان في هذه الاُمّة بعد النبيّ صلى الله عليه و آله أزهد من عليّ بن أبي طالب عليه السلام » .
3.شرح نهج البلاغة : ج ۱ ص ۲۲ وراجع شرح الأخبار : ج ۲ ص ۳۶۱ ح ۷۱۷ .
4.لَتَّ السَّويقَ والأقِطَ ونحوهما يَلُتُّهُ : جَدَحَه ، وقيل : بَسَّهُ بالماء ونحوه (تاج العروس : ج ۳ ص ۱۲۴ «لتت») .
5.الأيْدُ والآدُ : القوّة (لسان العرب : ج ۳ ص ۷۶ «أيد») .
6.التَّخَوُّن : التنقُّص (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۱۴۵ «خون») .
7.هذا مثل ، أوّل من قاله عمرو بن أُخت جذيمة الأبرش ؛ كان يجني الكمأة مع أصحاب له ، فكانوا إذا وجدوا خيار الكمأة أكلوا ، وإذا وجدها عمرو جعلها في كُمّه حتّى يأتي بها خاله ، وقال هذه الكلمات فسارت مثلاً ، وأراد عليّ عليه السلام بقولها أنّه لم يتلطّخ بشيء من فيء المسلمين ، بل وضعه مواضعه (النهاية : ج ۱ ص ۳۰۹ «جنى») .
8.شرح نهج البلاغة : ج ۱ ص ۲۶ .