۴۱۸۰.الرسالة القشيريّة :بَكى أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام يَوما فَقيلَ لَهُ : ما يُبكيكَ ؟ فَقالَ عليه السلام : لَم يَأتِني ضَيفٌ مُنذُ سَبعَةِ أيّامٍ ، وأخافُ أن يَكونَ اللّهُ تَعالى قَد أهانَني . ۱
۴۱۸۱.المناقب لابن شهر آشوب :رُوِيَ أنَّ عَلِيّا عليه السلام كانَ يُحارِبُ رَجُلاً مِنَ المُشرِكينَ ، فَقالَ المُشرِكُ : يَابنَ أبي طالِبٍ ، هَبني سَيفَكَ ، فَرَماهُ إلَيهِ ، فَقالَ المُشرِكُ : عَجَبا يَابنَ أبي طالِبٍ ! في مِثلِ هذَا الوَقتِ تَدفَعُ إلَيَّ سَيفَكَ !
فَقالَ عليه السلام : يا هذا ، إنَّكَ مَدَدتَ يَدَ المَسأَلَةِ إلَيَّ ، ولَيسَ مِنَ الكَرَمِ أن يُرَدَّ السّائِلُ ، فَرَمَى الكافِرُ نَفسَهُ إلَى الأَرضِ وقالَ : هذِهِ سيرَةُ أهلِ الدِّينِ ، فَباسَ قَدَمَهُ وأسلَمَ . ۲
۴۱۸۲.تفسير فرات عن موسى بن عيسى الأنصاري :كُنتُ جالِسا مَعَ أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام بَعدَ أن صَلَّينا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله العَصرَ بِهَفَواتَ ، فَجاءَ رَجُلٌ إلَيهِ فَقالَ لَهُ : يا أبَا الحَسَنِ ! قَد قَصَدتُكَ في حاجَةٍ ، اُريدُ أن تَمضِيَ مَعي فيها إلى صاحِبِها .
فَقالَ لَهُ : قُل . قالَ : إنّي ساكِنٌ في دارٍ لِرَجُلٍ فيها نَخلَةٌ ، وإنَّهُ يَهيجُ الرّيحَ فَتَسقُطُ مِن ثَمَرِها بَلَحٌ ۳ وبُسرٌ ورُطَبٌ وتَمرٌ ، ويَصعَدُ الطَّيرُ فَيُلقي مِنهُ ، وأنَا آكُلُ مِنهُ ويَأكُلُ مِنهُ الصِّبيانُ مِن غَيرِ أن نَنخُسَها بِقَصَبَةٍ ، أو نَرمِيَها بِحَجَرٍ ، فَاسأَلهُ أن يَجعَلَني في حِلٍّ .
قالَ : اِنهَض بِنا ، فَنَهَضتُ مَعَهُ ، فَجِئنا إلَى الرَّجُلِ ، فَسَلَّمَ عَلَيهِ أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام ، فَرَحَّبَ وفَرِحَ بِهِ وسُرَّ وقالَ : فيما جِئتَ يا أبَا الحَسَنِ ؟
قالَ : جِئتُكَ في حاجَةٍ .
قالَ : تُقضى إن شاءَ اللّهُ ، قالَ : ما هِيَ ؟ قالَ : هذَا الرَّجُلُ ساكِنٌ في دارٍ لَكَ في مَوضِعِ كَذا ، وذَكَرَ أنَّ فيها نَخلَةً ، وأنَّهُ يَهيجُ الرّيحُ فَيَسقُطُ مِنها بَلَحٌ وبُسرٌ ورُطَبٌ وتَمرٌ ، ويَصعَدُ الطَّيرُ فَيُلقي مِثلَ ذلِكَ مِن غَيرِ حَجَرٍ يَرميها بِهِ ، أو قَصَبَةٍ يَنخُسُها ، اُريدُ أن تَجعَلَهُ في حِلٍّ . فَتَأَبّى عَن ذلِكَ ، وسَأَ لَهُ ثانِيا وأقبَلَ يُلِحُّ عَلَيهِ فِي المَسأَلَةِ ويَتَأَبّى ، إلى أن قالَ : [و] ۴ اللّهِ ، أنَا أضمَنُ لَكَ عَن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله أن يُبدِلَكَ بِهذِهِ النَّخلَةِ حَديقَةً فِي الجَنَّةِ . فَأَبى عَلَيهِ ، ورَهِقَنَا المَساءُ .
فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه السلام : تَبيعُنيها بِحَديقَتي فُلانَةَ ؟
فَقالَ لَهُ : نَعَم .
قالَ فَأَشهِد لي عَلَيكَ اللّهَ وموسَى بنَ عيسَى الأَنصارِيَّ أنَّكَ قَد بِعتَها بِهذِهِ الدّارِ ؟ قالَ : نَعَم ، اُشهِدُ اللّهَ وموسَى بنَ عيسى أنّي قَد بِعتُكَ هذِهِ الحَديقَةَ بِشَجَرِها ونَخلِها وثَمَرِها بِهذِهِ الدّارِ ، أ لَيسَ قَد بِعتَني هذِهِ الدّارَ بِما فيها بِهذِهِ الحَديقَةِ ؟ ولَم يَتَوَهَّم أنَّهُ يَفعَلُ . فَقالَ : نَعَم اُشهِدُ اللّهَ وموسَى بنَ عيسى عَلى أنّي قَد بِعتُكَ هذِهِ الدّارَ بِما فيها بِهذِهِ الحَديقَةِ .
فَالتَفَتَ عَلِيٌّ عليه السلام إلَى الرَّجُلِ فَقالَ لَهُ : قُم فَخُذِ الدّارَ بارَكَ اللّهُ لَكَ فيها وأنتَ في حِلٍّ مِنها .
ووَجَبَتِ المَغرِبُ ، وسَمِعوا أذانَ بِلالٍ ، فَقاموا مُبادِرينَ حَتّى صَلّوا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله المَغرِبَ وعِشاءَ الآخِرَةِ ، ثُمَّ انصَرَفوا إلى مَنازِلِهِم ، فَلَمّا أصبَحوا صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله بِهِمُ الغَداةَ ، وعَقَّبَ فَهُوَ يُعقِّبُ حَتّى هَبَطَ عَلَيهِ جَبرَئيلُ عليه السلام بِالوَحيِ مِن عِندِ اللّهِ ، فَأَدارَ وَجهَهُ إلى أصحابِهِ فَقالَ : مَن فَعَلَ مِنكُم في لَيلَتِهِ هذِهِ فِعلَةً ، فَقَد أنزَلَ اللّهُ بَيانَها فَمِنكُم أحَدٌ يُخبِرُني أو اُخبِرُهُ .
فَقالَ لَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام : بَل أخبِرنا يا رَسولَ اللّهِ ؟
قالَ صلى الله عليه و آله : نَعَم ، هَبَطَ جَبرَئيلُ عليه السلام فَأَقرَأَني عَنِ اللّهِ السَّلامَ ، وقالَ لي : إنَّ عَلِيّا فَعَلَ البارِحَةَ فِعلَةً، فَقُلتُ لِحَبيبي جَبرَئيلَ عليه السلام : ما هِيَ ؟ فَقالَ : اِقرَأ يا رَسولَ اللّهِ ، فَقُلتُ : وما أقرَأُ ؟ فَقالَ : اِقرَأ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ * وَ الَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَ النَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَ مَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَ الْأُنثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى» إلى قَولِهِ «وَ لَسَوْفَ يَرْضَى»۵ أنتَ يا عَلِيُّ أ لَستَ صَدَّقتَ بِالجَنَّةِ ، وصَدَّقتَ بِالدّارِ عَلى ساكِنِها بَدَلَ الحَديقَةِ ؟
فَقالَ عليه السلام : نَعَم ، يا رَسولَ اللّهِ .
قالَ صلى الله عليه و آله : فَهذِهِ سورَةٌ نَزَلَت فيكَ ، وهذا لَكَ .
فَوَثَبَ صلى الله عليه و آله إلى أميرِ المُؤمِنينَ ، فَقَبَّلَ بَينَ عَينَيهِ وضَمَّهَ إلَيهِ ، وقالَ لَهُ : أنتَ أخي وأنَا أخوكَ . ۶
1.الرسالة القشيريّة : ص ۲۵۳ .
2.المناقب لابن شهر آشوب : ج ۲ ص ۸۷ ، بحار الأنوار : ج ۴۱ ص ۶۹ ح ۲ .
3.البَلَحُ : أوّل ما يُرطِبُ من البُسْر (النهاية : ج ۱ ص ۱۵۱ «بلح») .
4.ما بين القوسين أثبتناه من بحار الأنوار .
5.الليل : ۱ ـ ۲۱ .
6.تفسير فرات : ص ۵۶۶ ح ۷۲۶ و ص ۵۶۵ ح ۷۲۵ عن الإمام زين العابدين عليه السلام نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۱ ص ۳۷ ح ۱۶ و ۱۵ .