۳۷۰۳.عنها عليهاالسلامـ خِطابا لِقَومٍ وَقَفوا خَلفَ بابِ بَيتِها لِأَخذِ البَيعَةِ مِنَ الإِمامِ عَلِيٍّ عليه السلام ـ: لا عَهدَ لي بِقَومٍ أسوَأَ مَحضَرا مِنكُم ؛ تَرَكتُم رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله جِنازَةً بَينَ أيدينا ، وقَطَعتُم أمرَكُم فيما بَينَكُم ، ولَم تُؤَمِّرونا ، ولَم تَرَوا لَنا حَقّا ، كَأَنَّكُم لَم تَعلَموا ما قالَ يَومَ غَديرِ خُمٍّ ! وَاللّهِ لَقَد عَقَدَ لَهُ يَومَئِذٍ الوَلاءَ ؛ لِيَقطَعَ مِنكُم بِذلِكَ مِنهَا الرَّجاءَ ، ولكِنَّكُم قَطَعتُمُ الأَسبابَ بَينَكُم وبَينَ نَبِيِّكُم ، وَاللّهُ حَسيبٌ بَينَنا وبَينَكُم فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ . ۱
۳۷۰۴.الأمالي للطوسي عن ابن عبّاس :دَخَلَت نِسوَةٌ مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ عَلى فاطِمَةَ بِنتِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَعُدنَها في عِلَّتِها ، فَقُلنَ لَها : السَّلامُ عَلَيكِ يا بِنتَ رَسولِ اللّهِ ، كَيفَ أصبَحتِ ؟ فَقالَت : أصبَحتُ وَاللّهِ عائِفَةً ۲ لِدُنياكُنَّ ، قالِيَةً ۳ لِرِجالِكُنَّ ، لَفَظتُهُم ۴ بَعدَ إذ عَجَمتُهُم ۵ ، وسَئِمتُهُم بَعدَ إذ سَبَرتُهُم ۶ ، فَقُبحا لِاُفونِ الرَّأيِ ۷ وخَطَلِ القَولِ ۸ وخَوَرِ القَناةِ ۹ ، و «لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِى الْعَذَابِ هُمْ خَــلِدُونَ»۱۰ ، ولا جَرَمَ وَاللّهِ لَقَد قَلَّدتُهم رِبقَتَها ۱۱ ، وشَنَنتُ ۱۲ عَلَيهِم عارَها ، فَجَدعا ورَغما لِلقَومِ الظّالِمينَ .
وَيحَهُم ! أنّى زَحزَحوها عَن أبِي الحَسَنِ ! ما نَقَموا وَاللّهِ مِنهُ إلّا نَكيرَ سَيفِهِ ، ونَكالَ وَقعِهِ ، وتَنَمُّرَهُ ۱۳ في ذاتِ اللّهِ ، وتَاللّهِ لَو تَكافّوا عَلَيهِ عَن زِمامٍ نَبَذَهُ إلَيهِ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَاعتَلَقَهُ ، ثُمَّ لَسارَ بِهِم سَيرا سُجُحا ۱۴ ، فَإِنَّهُ قَواعِدُ الرِّسالَةِ، ورَواسِي النُّبُوَّةِ ، ومَهبِطُ الرّوحِ الأَمينِ ، وَالبَطينُ بِأَمرِ الدّينِ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ : «أَلَا ذَ لِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ» ۱۵ .
وَاللّهِ لا يَكتَلِمُ ۱۶ خِشاشُهُ ۱۷ ، ولا يُتَعتَعُ راكِبُهُ ۱۸ ، ولَأَورَدَهُم مَنهَلاً رَوِيّا فَضفاضا ۱۹ ، تَطفَحُ ضَفَّتَهُ ، ولَأَصدَرَهُم بِطانا قَد خَثَرَ ۲۰ بِهِمُ الرَّيُّ ، غَيرَ مُتَحَلٍّ بِطائِلٍ ۲۱ إلّا بِغَمرِ النّاهِلِ ۲۲ ورَدعِ سَورَةِ ۲۳ السّاغِبِ ۲۴ ، ولَفُتِحَت عَلَيهِم بَرَكاتٌ مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ ، وسَيَأخُذُهُمُ اللّهُ بِما كانوا يَكسِبونَ .
فَهَلُمَّ فَاسمَع ، فَما عِشتَ أراكَ الدَّهرُ العَجَبَ ، وإن تَعجَب بَعدَ الحادِثِ ، فَما بالُهُم بِأَيِّ سَنَدٍ استَنَدوا أم بِأَيَّةِ عُروَةٍ تَمَسَّكوا ؟ «لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَ لَبِئْسَ الْعَشِيرُ»۲۵ و «بِئْسَ لِلظَّــلِمِينَ بَدَلًا»۲۶ .
استَبدَلُوا الذُّنابى بِالقَوادِمِ ، وَالحَرونَ ۲۷ بِالقاحِمِ ۲۸ ، وَالعَجُزَ بِالكاهِلِ ۲۹ ، فَتَعسا لِقَومٍ «يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا»۳۰«أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَ لَـكِن لَا يَشْعُرُونَ »۳۱«أَفَمَن يَهْدِى إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَا يَهِدِّى إِلَا أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ»۳۲ .
لَقِحَت فَنَظِرَةٌ رَيثَما تُنتَجُ ، ثُمَّ احتَلَبوا طِلاعَ القَعبِ ۳۳ دَما عَبيطا ۳۴ وذُعافا ۳۵ مُمِضّا ۳۶ ، هُنالِكَ يَخسَرُ المُبطِلونَ ويَعرِفُ التّالونَ غِبَّ ۳۷ ما أسَّسَ الأَوَّلونَ ، ثُمَّ طيبوا بَعدَ ذلِكَ عَن أنفُسِكُم لِفِتنَتِها ، ثُمَّ اطمَئِنّوا لِلفِتنَةِ جَأشا ۳۸ ، وأبشِروا بِسَيفٍ صارِمٍ ، وهَرجٍ دائِمٍ شامِلٍ ، وَاستِبدادٍ مِنَ الظّالِمينَ ، يَدَعُ فَيئَكُم زَهيدا ، وجَمعَكُم حَصيدا ، فَيا حَسرَةً لَهُم وقَد عَمِيَت عَلَيهِمُ الأَنباءُ «أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَ أَنتُمْ لَهَاكَـرِهُونَ»۳۹ . ۴۰
1.الاحتجاج : ج ۱ ص ۲۰۲ ح ۳۷ عن عبد اللّه بن عبد الرحمن ، بحار الأنوار : ج ۲۸ ص ۲۰۵ ح ۳ .
2.العائف : الكاره للشيء ، المتقذّر له (لسان العرب : ج ۹ ص ۲۶۰ «عيف») .
3.قليته: أبغضته وكرهته غاية الكراهة فتركته (لسان العرب : ج ۱۵ ص ۱۹۸ «قلا») .
4.لفظت الشيء من فمي : رميته (لسان العرب : ج ۷ ص ۴۶۱ «لفظ») .
5.يعجمه : أي يلوكه ويعضّه (النهاية : ج ۳ ص ۱۸۷ «عجم») .
6.أسبُره : أختَبِرُه وأعتبره (النهاية : ج ۲ ص ۳۳۳ «سبر») .
7.الأفن : النقص (النهاية : ج ۱ ص ۵۷ «أفن») .
8.الخَطَل : المنطق الفاسد (النهاية : ج ۲ ص ۵۰ «خطل») .
9.الخَوَر ـ بالتحريك ـ : الضعف والوهن (تاج العروس : ج ۶ ص ۳۷۵ «خور») والقناة : الرمح (لسان العرب : ج ۱۵ ص ۲۰۳ «قنا») . وهو كناية عن وهنهم وضعفهم عن نصرة الحقّ ؛ فإنّ الذي يدفع عن الحقّ يحتاج إلى سلاح متين ، فإذا كان سلاحه موهونا وهن وضعف هو أيضا .
10.المائدة : ۸۰ .
11.الربقة في الأصل : عروة في حبل تجعل في عنق البهيمة أو يدها تمسكها (النهاية : ج ۲ ص ۱۹۰ «ربق») . أي جعلت إثمها لازمة لرقابهم كالقلائد .
12.شنّ الماء : صبّه وفرّقه (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۲۴۲ «شنن») .
13.نمّر وجهه : أي غيّره وعبّسه (لسان العرب : ج ۵ ص ۲۳۵ «نمر») .
14.السُّجُح : السهلة (النهاية : ج ۲ ص ۳۴۲ «سجح») .
15.الزمر : ۱۵ .
16.يَكلِمهم : يجرحهم ، والكِلام : الجراح (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۵۲۵ «كلم») .
17.الخشاش : عُوَيد يجعل في أنف البعير يُشدّ به الزمام ليكون أسرع لانقياده (النهاية : ج ۲ ص ۳۳ «خشش») .
18.لا يتعتع راكبه : لا يصيبه أذى يقلقه ويزعجه (النهاية : ج ۱ ص ۱۹۰ «تعتع») .
19.الفَضْفاض : الكثير الواسع (لسان العرب : ج ۷ ص ۲۰۹ «فضض») .
20.خثر : أي ثقل . يقال : خَثَرت نفسُه : أي غثت وثقلت واختلطت (لسان العرب : ج ۴ ص ۲۳۰ «خثر») .
21.لم يَحْلَ منه بطائل : لا يتكلّم به إلّا في الجحد (الصحاح : ج ۵ ص ۱۷۵۵ «طول») .
22.الغمر: الماء الكثير، والناهل: الذي قد شرب وروي (لسان العرب : ج۵ص۲۹ «غمر» و ج۱۱ص۶۸۱ «نهل»).
23.سَورة الخمر وغيرها: شدّتها (مجمع البحرين : ج۲ ص۹۰۶ «سور») .
24.الساغب : الجائع (النهاية : ج ۲ ص ۳۷۱ «سغب») .
25.الحجّ : ۱۳ .
26.الكهف : ۵۰ .
27.حرونٌ من خيلٍ حُرُنٍ : لا ينقاد ، إذا اشتدّ به الجري وقف (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۱۱۰ «حرن») .
28.القاحم : الكبير الذي أقحمته السنّ ، تراه قد هرم (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۴۶۲ «قحم») .
29.الكاهل : مقدّم أعلى الظهر (النهاية : ج ۴ ص ۲۱۴ «كهل») .
30.الكهف : ۱۰۴.
31.البقرة : ۱۲ .
32.يونس : ۳۵ .
33.طلاع الشيء : ملؤه . والقعب : القدح الضخم (لسان العرب : ج ۸ ص ۲۳۵ «طلع» و ج ۱ ص ۶۸۳ «قعب») .
34.العبيط : الطريّ (لسان العرب : ج ۷ ص ۳۴۸ «عبط») .
35.سمٌّ ذُعاف : قاتل (لسان العرب : ج ۹ ص ۱۰۹ «ذعف») .
36.المَضّ : الحُرقة ، ومضّني الهمّ والحزن : أحرقني وشقّ عليّ (لسان العرب : ج ۷ ص ۲۳۳ «مضض») .
37.غبّ الأمر : عاقبته وآخره (لسان العرب : ج ۱ ص ۶۳۴ «غبب») .
38.الجأْش : النفس ، وقيل : القلب (لسان العرب : ج ۶ ص ۲۶۹ «جأش») .
39.هود : ۲۸ .
40.الأمالي للطوسي : ص ۳۷۴ ح ۸۰۴ وراجع معاني الأخبار : ص ۳۵۴ ح ۱ والاحتجاج : ج ۱ ص ۲۸۶ ح ۵۰ ونثر الدرّ : ج ۴ ص ۱۳ و شرح نهج البلاغة : ج ۱۶ ص ۲۳۳ وبلاغات النساء : ص ۳۲ .