۳۷۹۸.شرح الأخبار عن حذيفة بن اليمانـ في وَصفِ الإِمامِ عَلِيٍّ عليه السلام ـ: ذلِكَ خَيرُ هذِهِ الاُمَّةِ بَعدَ نَبِيِّها صلى الله عليه و آله ، لا يَشُكُّ فيهِ إلّا مُنافِقٌ . ۱
۳۷۹۹.مروج الذهب :كانَ حُذَيفَةُ عَليلاً بِالكوفَةِ في سَنَةِ سِتٍّ وثَلاثينَ ، فَبَلَغَهُ قَتلُ عُثمانَ وبَيعَةُ النّاسِ لِعَلِيٍّ عليه السلام ، فَقالَ : أخرِجوني وَادعوا : الصَّلاةَ جامِعَةً ، فَوُضِعَ عَلَى المِنبَرِ ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، وصَلّى عَلَى النَّبِيِّ وعَلى آلِهِ ، ثُمَّ قالَ : أيُّهَا النّاسُ ! إنَّ النّاسَ قَد بايَعوا عَلِيّا عليه السلام ، فَعَلَيكُم بِتَقوَى اللّهِ ، وَانصُروا عَلِيّا عليه السلام ووازِروهُ ؛ فَوَاللّهِ إنَّهُ لَعَلَى الحَقِّ آخِرا وأوَّلاً ، وإنَّهُ لَخَيرُ مَن مَضى بَعدَ نَبِيِّكُم صلى الله عليه و آله ومَن بَقِيَ إلى يَومِ القِيامَةِ . ثُمَّ أطبَقَ يَمينَهُ عَلى يَسارِهِ ، ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ اشهَد أنّي قَد بايَعتُ عَلِيّا عليه السلام ! وقالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي أبقاني إلى هذَا اليَومِ .
وقالَ لِابنَيهِ صَفوانَ وسَعدٍ : اِحمِلاني ، وكونا مَعَهُ ؛ فَسَتَكونُ لَهُ حُروبٌ كَثيرَةٌ فَيَهلِكُ فيها خَلقٌ مِنَ النّاسِ ، فَاجتَهِدا أن تَستَشهِدا مَعَهُ ؛ فَإِنَّهُ وَاللّهِ عَلَى الحَقِّ ، ومَن خالَفَهُ عَلَى الباطِلِ .
وماتَ حُذَيفَةُ بَعدَ هذَا اليَومِ بِسَبعَةِ أيّامٍ . ۲
۳۸۰۰.أنساب الأشراف عن أبي شريح :إنَّ الحَسَنَ عليه السلام وعَمّارا قَدِمَا الكوفَةَ يَستَنفِرانِ النّاسَ إلى عَلِيٍّ عليه السلام ، فَقالَ حُذَيفَةُ : إنَّ الحَسَنَ وعَمّارا قَدِما يَستَنفِرانِكُم ، فَمَن أحَبَّ أن يَلقى أميرَ المُؤمِنينَ حَقّا حَقّا فَليَأتِ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام . ۳
۳۸۰۱.إرشاد القلوب :لَمّا وَصَلَ عَهدُ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام إلى حُذَيفَةَ [والِي المَدائِنِ] جَمَعَ النّاسَ وصَلّى بِهِم ثُمَّ أمَرَ بِالكِتابِ فَقَرَأَهُ عَلَيهِم ... ثُمَّ إنَّ حُذَيفَةَ صَعِدَ المِنبَرَ ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، وصَلّى عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، ثُمَّ قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي أحيَا الحَقَّ وأماتَ الباطِلَ ، وجاءَ بِالعَدلِ ودَحَضَ الجَورَ وكَبَتَ ۴ الظّالِمينَ .
أيُّهَا النّاسُ ! إنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ ورَسولُهُ وأميرُ المُؤمِنينَ حَقّا حَقّا ، وخَيرُ مَن نَعلَمُهُ بَعدَ نَبِيِّنا رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وأولَى النّاسِ بِالنّاسِ ، وأحَقُّهُم بِالأَمرِ ، وأقرَبُهُم إلَى الصِّدقِ ، وأرشَدُهُم إلَى العَدلِ ، وأهداهُم سَبيلاً ، وأدناهُم إلَى اللّهِ وَسيلَةً ، وأقرَبُهُم بِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله رَحِما ، أنيبوا إلى طاعَةِ أوَّلِ النّاسِ سِلما ، وأكثَرِهِم عِلما ، وأصدَقِهِم طَريقَةً ، وأسبَقِهِم إيمانا ، وأحسَنِهِم يَقينا ، وأكثَرِهِم مَعروفا ، وأقدَمِهِم جِهادا ، وأعَزِّهِم مَقاما ، أخي رَسولِ اللّهِ وَابنِ عَمِّهِ ، وأبِي الحَسَنِ وَالحُسَينِ ، وزَوجِ الزَّهراءِ البَتولِ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ ، فَقوموا أيُّهَا النّاسُ ! فَبايِعوا عَلى كِتابِ اللّهِ وسُنَّةِ نَبِيِّهِ ، فَإِنَّ للّهِِ في ذلِكَ رَضىً ، ولَكُم مَقنَعٌ وصَلاحٌ ، وَالسَّلامُ .
فَقامَ النّاسُ بِأَجمَعِهِم ، فَبايَعوا أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام بِأَحسَنِ بَيعَةٍ وأجمَعِها .
فَلَمّا استَتَمَّتِ البَيعَةُ ، قامَ إلَيهِ فَتىً ـ مِن أبناءِ العَجَمِ ووُلاةِ الأَنصارِ ، لِمُحَمَّدِ بنِ عُمارَةَ بنِ التَّيِّهانِ أخي أبِي الهَيثَمِ بنِ التَّيِّهانِ ـ يُقالُ لَهُ : مُسلِمٌ ، مُتَقَلِّدا سَيفا ، فَناداهُ مِن أقصَى النّاسِ : أيُّهَا الأَميرُ ! إنّا سَمِعناكَ تَقولُ في أوَّلِ كَلاِمَك : انَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ ورَسولُهُ وَأميرُ المُؤمِنينَ حَقّا حَقّا ؛ تَعريضا مِمَّن كانَ قَبلَهُ مِنَ الخُلَفاءِ أ نَّهُم لَم يَكونوا اُمَراءَ المُؤمِنينَ حَقّا ، فَعَرِّفنا أيُّهَا الأَميرُ ، رَحِمَكَ اللّهُ ! ولا تَكتُمنا ؛ فَإِنَّكَ مِمَّن شَهِدَ وغِبنا ، ونَحنُ مُقَلِّدونَ ذلِكَ في أعناقِكُم ، وَاللّهُ شاهِدٌ عَلَيكُم فيما تَأتونَ بِهِ مِنَ النَّصيحَةِ لِاُمَّتِكُم ، وصِدقِ الخَبَرِ عَن نَبِيِّكُم صلى الله عليه و آله .
قالَ حَذيفَةُ : أيُّهَا الرَّجُلُ ، أمّا إذا سَأَلتَ وفَحَصتَ هكَذا ، فَاسمَع وَافهَم ما اُخبِرُكَ بِهِ : أمّا مَن تَقَدَّمَ مِنَ الخُلَفاءِ قَبلَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام مِمَّن تَسَمّى بِأَميرِ المُؤمِنينَ ، فَإِنَّهُم تَسَمَّوا بِذلِكَ وسَمّاهُمُ النّاسُ بِهِ ، وأمّا عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ فَإِنَّ جَبرائيلَ عليه السلام سَمّاهُ بِهذَا الاِسمِ عَنِ اللّهِ تَعالى ، وشَهِدَ لَهُ الرَّسولُ صلى الله عليه و آله عَن سَلامِ جَبرائيلَ لَهُ بِإِمرَةِ المُؤمِنينَ ، وكانَ أصحابُ رَسولِ اللّهِ يَدعونَهُ في حيَاةِ رَسولِ اللّهِ بِأَميرِ المُؤمِنينَ . ۵