۲۲۲۷.الإمامة والسياسةـ في ذِكرِ عَلِيٍّ عليه السلام يَومَ الجَمَلِ ـ: فَشَقَّ عَلِيٌّ في عَسكَرِ القَومِ يَطعَنُ ويَقتُلُ ، ثُمَّ خَرَجَ وهُوَ يَقولُ : الماءَ ، الماءَ . فَأَتاهُ رَجُلٌ بِإِداوَةٍ ۱ فيها عَسَلٌ ، فَقالَ لَهُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أمَّا الماءُ فَإِنَّهُ لا يَصلُحُ لَكَ في هذَا المَقامِ ، ولكن اُذَوِّقُكَ هذَا العَسَلَ . فَقالَ : هاتِ ، فَحَسا مِنهُ حُسوَةً ، ثُمَّ قالَ : إنَّ عَسَلَكَ لَطائِفِيٌّ ! قالَ الرَّجُلُ : لَعَجَبا مِنكَ ـ وَاللّهِ يا أميرَ المُؤمِنينَ ـ لِمَعرِفَتِكَ الطّائِفِيَّ مِن غَيرِهِ في هذَا اليَومِ ، وقَد بَلَغَتِ القُلوبُ الحَناجِرَ ! ! فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ : إنَّهُ وَاللّهِ يَابنَ أخي ما مَلَأَ صَدرَ عَمِّكَ شَيءٌ قَطُّ ، ولا هابَهُ شَيءٌ . ۲
راجع : ج 6 ص 92 (طمأنينة الإمام في ساحة القتال) .
9 / 5
لُبْسُ الدِّرعَ البَتْراءِ
۲۲۲۸.الجمل عن محمّد بن الحنفيّة :دَعا [عَلِيٌّ عليه السلام ]بِدِرعِهِ البَتراءِ ولَم يَلبَسها بَعدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله إلّا يَومَئِذٍ ، فَكانَ بَينَ كَتِفَيهِ مِنها وَهنٌ . فَجاءَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام وفي يَدِهِ شِسعُ نَعلٍ ، فَقالَ لَهُ ابنُ عَبّاسٍ : ما تُريدُ بِهذَا الشِّسعِ يا أميرَ المُؤمِنينَ ؟ فَقالَ : أربِطُ بِها ما قَد تَهِي ۳ مِن هذَا الدِّرعِ مِن خَلفي . فَقالَ ابنُ عَبّاسٍ : أفي مِثلِ هذَا اليَومِ تَلبَسُ مِثلَ هذا ! فَقالَ عليه السلام : ولِمَ ؟ قالَ : أخافُ عَلَيكَ . فَقالَ : لا تَخَف أن اُؤتى مِن وَرائي ، وَاللّهِ يَابنَ عَبّاسٍ ما وَلَّيتُ في زَحفٍ قَطُّ . ۴
1.الإداوة : إناء صغير من جلد يُتّخذ للماء كالسطيحة ونحوها (النهاية : ج ۱ ص ۳۳ «أدا») .
2.الإمامة والسياسة : ج ۱ ص ۹۶ ، جواهر المطالب : ج ۲ ص ۳۴ نحوه .
3.كلُّ ما استرخى رِباطُه فقد وَهَى . وقد وَهَى الثوبُ يَهي وَهيا : إذا بَلي وتخرّق (لسان العرب : ج ۱۵ ص ۴۱۷ «وهي») .
4.الجمل : ص ۳۵۵ .