۱۶۶۲.عنه عليه السلام :إنَّ مِن أبغَضِ الخَلقِ إلَى اللّهِ عَزَّوجَلَّ لَرَجُلينِ : ... ورَجُلٌ قَمَشَ ۱ جهلاً في جُهّالِ النّاسِ ، عانٍ بِأَغباشِ الفِتنَةِ ۲ ، قَد سَمّاهُ أشباهُ النّاسِ عالِما ولَم يَغنَ فيهِ يَوما سالِما ، بَكَّرَ فَاستَكثَرَ ، ما قَلَّ مِنهُ خَيرٌ مِمّا كَثُرَ ، حَتّى إذَا ارتَوى مِن آجِنٍ ۳ وَاكتَنَزَ مِن غَيرِ طائِلٍ جَلَسَ بَينَ النّاسِ قاضِياً ضامِنا لِتَخليصِ مَا التَبَسَ عَلى غَيرِهِ ، وإن خالَفَ قاضِيا سَبَقَهُ ، لَم يَأمَن أن يَنقُضَ حُكمَهُ مَن يَأتي بَعدَهُ ، كَفِعلِهِ بِمَن كانَ قَبلَهُ ، وإن نَزَلَت بِهِ إحدَى المُبهَماتِ المُعضِلاتِ هَيَّأَ لَها حَشواً مِن رَأيِهِ ، ثُمّ قَطَعَ بِهِ ، فَهُوَ مِن لَبسِ الشُّبُهاتُ في مِثلِ غَزلِ العَنكَبوتِ لا يَدري أصابَ أم أخطَأَ ، لا يَحسَبُ العِلمَ في شَيءٍ مِمّا أنكَرَ ، ولا يَرى أنَّ وراءَ ما بَلَغَ فيهِ مَذهَبا ، إن قاسَ شَيئا بِشَيءٍ لَم يُكَذِّب نَظَرَهُ ، وإن أظلَمَ عَلَيهِ أمرٌ اِكتَتَمَ بِهِ ، لِما يَعلَمُ مِن جَهلِ نَفسِهِ ، لِكَيلا يُقالَ لَهُ : لا يَعلَمُ ، ثُمَّ جَسَرَ فَقَضى ، فَهُوَ مِفتاحُ عَشَواتٍ ، رَكّابُ شُبُهاتٍ ، خَبّاطُ جَهالاتٍ ، لا يَعتَذِرُ مِمّا لا يَعلَمُ فَيَسلَمَ ، ولا يَعَضُّ فِي العِلمِ بِضِرسٍ قاطِعٍ فَيَغنَمَ ، يَذرِي الرِّواياتِ ذَرو الرّيحِ الهَشيمِ ، تَبكي مِنهُ المَواريثُ ، وتَصرُخُ مِنهُ الدِّماءُ ، يُستَحَلُّ بِقَضائِهِ الفَرجُ الحَرامُ ، ويُحَرَّمُ بِقَضائِهِ الفَرجُ الحَلالُ ، لا مَليءٌ ۴ بِإِصدارِ ما عَلَيهِ وَرَد ، ولا هُوَ أهلٌ لِما مِنهُ فَرَطَ مِنِ ادِّعائِهِ عِلمَ الحَقِّ . ۵
راجع : الإرشاد : ج 1 ص 194 ـ 222 .
قضاء أمير المؤمنين عليه السلام للتستري .
1.القَمْش: جمع الشيء (لسان العرب: ج ۶ ص ۳۳۸ «قمش»).
2.العاني : الأسير ، وأغباش الفتنة : ظُلمها (النهاية : ج ۳ ص ۳۱۴ «عنا» و ص ۳۳۹ «غبش») .
3.الماء المتغيّر الطعم واللون (النهاية: ج ۱ ص ۲۶ «أجن»).
4.المليء : الثقةُ الغنيُّ (النهاية : ج ۴ ص ۳۵۲ «ملأ») .
5.الكافي : ج ۱ ص ۵۵ ح ۶ عن ابن محجوب رفعه ، نهج البلاغة : الخطبة ۱۷ ، الإرشاد : ج ۱ ص ۲۳۱ ، الاحتجاج : ج ۱ ص ۶۲۱ ح ۱۴۳ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۲ ص ۲۸۴ ح ۲ وراجع المعيار والموازنة : ص ۲۸۹ .