۱۱۹۰.العقد الفريد عن ابن سيرين :لَم يَكُن أحَدٌ مِن أصحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله أشَدَّ عَلى عُثمانَ مِن طَلحَةَ . ۱
۱۱۹۱.شرح نهج البلاغة عن عبيد بن حارثة :سَمِعتُ عُثمانَ وهُوَ يَخطُبُ ، فَأَكَبَّ النّاسُ حَولَهُ ، فَقالَ : اِجلِسوا يا أعداءَ اللّهِ ! فَصاحَ بِهِ طَلحَةُ : إنَّهُم لَيسوا بِأَعداءِ اللّهِ ، لكِنَّهُم عِبادُهُ ، وقَد قَرَؤوا كِتابَهُ . ۲
۱۱۹۲.شرح نهج البلاغة عن محمّد بن سليمان :كانَ [طلحَةُ] لا يَشُكُّ أنَّ الأمرَ لَهُ مِن بَعدِهِ لِوُجوهٍ ، مِنها : سابِقَتُهُ . ومِنها : أنَّهُ ابنُ عَمٍّ لِأَبي بَكرٍ ، وكانَ لِأَبي بَكرٍ في نُفوسِ أهلِ ذلِكَ العَصرِ مَنزِلَةٌ عَظيمَةٌ أعظَمُ مِنهَا الآنَ .
ومِنها : أنَّهُ كانَ سَمِحا جَوادا ، وقَد كانَ نازَعَ عُمَرَ في حَياةِ أبي بَكرٍ ، وأحَبَّ أن يُفَوِّضَ أبو بَكرٍ الأَمرَ إلَيهِ مِن بَعدِهِ ، فَما زالَ يَفتِلُ فِي الذِّروَةِ وَالغارِبِ ۳ في أمرِ عُثمانَ ، ويُنكِّرُ لَهُ القُلوبَ ، ويُكَدِّرُ عَلَيهِ النُّفوسَ ، ويُغري أهلَ المَدينَةِ وَالأَعرابَ وأهلَ الأَمصارِ بِهِ .وساعَدَهُ الزُّبَيرُ ، وكانَ أيضا يَرجُو الأَمرَ لِنَفسِهِ ، ولَم يَكُن رَجاؤُهُما الأَمرَ بِدونِ رَجاءِ عَلِيٍّ ، بَل رَجاؤُهُما كانَ أقوى ؛ لِأَنَّ عَلِيّا دَحَضَهُ ۴ الأَوَّلانِ وأسقَطاهُ ، وكَسَرا ناموسَهُ بَينَ النّاسِ ، فَصارَ نَسيا مَنسِيّا ، وماتَ الأَكثَرُ مِمَّن يَعرِفُ خَصائِصَهُ الَّتي كانَت في أيّامِ النُّبُوَّةِ وفَضلَهُ .ونَشَأَ قَومٌ لا يَعرِفونَهُ ولا يَرَونَهُ إلّا رَجُلاً مِن عُرضِ المُسلِمينَ ، ولَم يَبقَ لَهُ مِمّا يَمُتُّ بِهِ إلّا أنَّهُ ابنُ عَمِّ الرَّسولِ ، وزَوجُ ابنَتِهِ ، وأبو سِبطَيهِ ، ونُسِيَ ما وَراءَ ذلِكَ كُلُّهُ ، وَاتَّفَقَ لَهُ مِن بُغضِ قُرَيشٍ وَانحِرافِها ما لَم يَتَّفِق لِأَحَدٍ .وكانَت قُرَيشٌ بِمِقدارِ ذلِكَ البُغضِ تُحِبُّ طَلحَةَ وَالزُّبَيرَ ؛ لِأَنَّ الأَسبابَ الموجِبَةَ لِبُغضِهِم ۵ لَم تَكُن مَوجودَةً فيِهما ، وكانا يَتأَلَّفانِ قُرَيشا في أواخِرِ أيّامِ عُثمانَ ، ويَعِدانِهِم بِالعَطاءِ وَالإِفضالِ ، وهُما عِندَ أنفُسِهِما وعِندَ النّاسِ خَليفَتانِ بِالقُوَّةِ لا بِالفِعلِ ؛ لِأَنَّ عُمَرَ نَصَّ عَلَيهِما ، وَارتَضاهُما لِلخِلافَةِ . ۶
1.العقد الفريد : ج ۳ ص ۳۰۳ ، أنساب الأشراف : ج ۶ ص ۲۰۱ ، شرح نهج البلاغة : ج ۳ ص ۹ وزاد في صدره : «الظاهر المعروف أنّه ...» .
2.شرح نهج البلاغة : ج ۹ ص ۱۷ .
3.ما زال فلان يَفْتل من فلان في الذِروة والغارب : أي يدور من وراء خديعته ؛ وهو مثل في المخادعة (لسان العرب : ج ۱۱ ص ۵۱۴ «فتل») .
4.الدحض : الزلَق (النهاية : ج ۲ ص ۱۰۴ «دحض») .
5.كذا في المصدر ، والظاهر أنّ الصحيح : «لبُغضه» ؛ أي لبُغض عليّ عليه السلام .
6.شرح نهج البلاغة : ج ۹ ص ۲۸ .