5 / 3 ـ 5
تَأليبُ عَمرِو بنِ العاصِ
۱۱۹۳.اُسد الغابة :لَمَّا استَعمَلَهُ [أي عبدَ اللّهِ بنَ سَعدِ بنِ أبي سَرحٍ] عُثمانُ عَلى مِصرَ وعَزَلَ عَنها عَمروا جَعَلَ عَمرٌو يَطعَنُ عَلى عُثمانَ ، ويُؤَلِّبُ عَلَيهِ ، ويَسعى في إفسادِ أمرِهِ . ۱
۱۱۹۴.تاريخ الطبري عن أبي عون مولى المِسْور :كانَ عمرُو بنُ العاصِ عَلى مِصرَ عامِلاً لِعُثمانَ ، فَعَزَلَهُ عَنِ الخَراجِ وَاستَعمَلَهُ عَلَى الصَّلاةِ ، وَاستَعمَلَ عَبدَ اللّهِ بنَ سَعدٍ عَلَى الخَراجِ ، ثُمَّ جَمَعَهُما لِعَبدِ اللّهِ بنِ سَعدٍ ، فَلَمّا
قَدِمَ عمرُو بنِ العاصِ المَدينَةَ جَعَلَ يَطعَنُ عَلى عُثمانَ ، فَأَرسَلَ إلَيهِ يَوما عُثمانُ خالِيا بِهِ ، فَقالَ : يَابنَ النّابِغَةِ ما أسرَعَ ما قَمِلَ جُرُبّانُ ۲ جُبَّتِكَ ! إنَّما عَهدُكَ بِالعَمَلِ عاما أوَّلَ ، أ تَطعَنُ عَلَيَّ وتَأتيني بِوَجهٍ ، وتَذهَبُ عَنّي بِآخَرَ ؟ وَاللّهِ لَولا اُكلَةٌ ما فَعَلتَ ذلِكَ . قالَ : فَقالَ عَمرٌو : إنَّ كَثيرا مِمّا يَقولُ النّاسُ ويَنقُلونَ إلى وُلاتِهِم باطِلٌ ، فَاتَّقِ اللّهَ يا أميرَ المُؤمِنينَ في رَعِيَّتِكَ . فَقالَ عُثمانُ : وَاللّهِ لَقَدِ استَعمَلتُكَ عَلى ظَلَعِكَ ۳ وكَثرَةِ القالَةِ فيكَ ... .
فَخَرَجَ عَمرٌو مِن عِندِ عُثمانَ وهُوَ مُحتَقَدٌ عَلَيهِ ، يَأتي عَلِيّا مَرَّةً فَيُؤَلِّبُهُ عَلى عُثمانَ ، ويَأتِي الزُّبَيرَ مَرَّةً فَيُؤَلِّبُهُ عَلى عُثمانَ ، ويَأتي طَلحَةَ مَرَّةً فَيُؤَلِّبُهُ عَلى عُثمانَ ، ويَعتَرِضُ الحاجَّ فَيُخبِرُهُم بِما أحدَثَ عُثمانُ ، فَلَمّا كانَ حَصرُ عُثمانَ الأَوَّلُ خَرَجَ مِنَ المَدينَةِ حَتَّى انتَهى إلى أرضٍ لَهُ بِفِلَسطينَ يُقالُ لَها : السَّبعُ ، فَنَزَلَ في قَصرٍ لَهُ يُقالُ لَهُ العَجلانُ ... حَتّى مَرَّ بِهِ راكبٌ آخَرُ فَناداهُ عَمرٌو : ما فَعَلَ الرَّجُلُ ـ يَعني عُثمانَ ـ ؟ قالَ : قُتِلَ . قالَ : أنَا أبو عَبدِ اللّهِ إذا حَكَكتُ قَرحَةً نَكَأتُها ۴ ، إن كُنتُ لَاُحَرِّضُ عَلَيهِ ، حَتّى إنّي لَاُحَرِّضُ عَلَيهِ الرّاعِيَ في غَنَمِهِ في رَأسِ الجَبَلِ . ۵
1.اُسد الغابة : ج ۳ ص ۲۶۱ الرقم ۲۹۷۶ .
2.القَمِلُ : القذر ، والجُرُبّان : جيب القميص (النهاية : ج ۴ ص ۱۱۰ «قمل» و ج ۱ ص ۲۵۳ «جرب») .
3.الظَّلَع : الميل عن الحقّ وضعف الإيمان (النهاية : ج ۳ ص ۱۵۹ «ضلع») .
4.نكأْتُ القَرحةَ : إذا قشرتها (النهاية : ج ۵ ص ۱۱۷ «نكا») .
5.تاريخ الطبري : ج ۴ ص ۳۵۶ وراجع الإصابة : ج ۶ ص ۲۴ الرقم ۷۸۱۲ والغدير : ج ۹ ص ۱۳۸ .