۱۲۳۴.تاريخ المدينة عن جعفر بن سليمان الضّبعي :حَدَّثَنا جُوَيرِيَّةُ قالَ : أرسَلَ عُثمانُ إلى مُعاوِيَةَ يَستَمِدُّهُ ، فَبَعَثَ مُعاوِيَةُ يَزيدَ بنَ أسَدٍ ـ جَدَّ خالِدٍ القَسريِّ ـ وقالَ لَهُ : إذا أتَيتَ ذا خُشُبٍ فَأَقِم بها ، ولا تَتَجاوَزها ، ولا تَقُل : الشّاهِدُ يَرى ما لا يَرَى الغائِبُ . قالَ : أنَا الشّاهِدُ ، وأنتَ الغائِبُ .
فَأَقامَ بِذي خُشُبٍ ، حَتّى قُتِلَ عُثمانُ ، فَقُلتُ لِجُوَيرِيَّةَ : لِمَ صَنَعَ هذَا ؟ قالَ : صَنَعَهُ عَمدا ؛ لِيُقتَلَ عُثمانُ ، فَيَدعُوَ إلى نَفسِهِ . ۱
۱۲۳۵.تاريخ المدينة عن غسّان بن عبد الحميد :قَدِمَ المِسوَرُ بنُ مُخرَمَةَ عَلى مُعاوِيَةَ ، فَدَخَلَ عَلَيهِ وعِندَهُ أهلُ الشّامِ ، فَقالَ مُعاوِيَةُ : يا أهلَ الشّامِ هذا مِن قَتَلَةِ عُثمانَ ، فَقالَ المِسوَرُ : إنّي وَاللّهِ ما قَتَلتُ عُثمانَ ، ولكِن قَتَلَهُ سيرَةُ أبي بَكرٍ وعُمَرَ ، وكَتَبَ يَستَمِدُّكَ بِالجُندِ فَحَبَستَهُم عَنهُ حَتّى قُتِلَ ، وهُم بِالزَّرقاءَ ۲ . ۳
۱۲۳۶.الإمامة والسياسةـ في كِتابِ أبي أيّوبَ إلى مُعاوِيَةَ ـ: فَما نَحنُ وقَتَلَةُ عُثمانَ ! إنَّ الَّذي تَرَبَّصَ بِعُثمانَ وثَبَّطَ أهلَ الشّامِ عَن نُصرَتِهِ لَأَنتَ ، وإنَّ الَّذينَ قَتَلوهُ غَيرُ الأَنصارِ . ۴
۱۲۳۷.سير أعلام النبلاء عن جويرية بن أسماء :إنَّ عَمرَو بنَ العاصِ قالَ لِابنِ عَبّاسٍ : يا بَني هاشِمٍ ! لَقَد تَقَلَّدتُم بِقَتلِ عُثمانَ فَرمَ ۵ الإماءِ العَوارِك ۶ ، أطَعتُم فُسّاقَ العِراقِ في عَيبِهِ ، وأجزَرتُموهُ مَرّاق أهلِ مِصرَ ، وآوَيتُم قَتَلَتَهُ .
فَقالَ ابنُ عَبّاسٍ : إنَّما تُكَلِّمُ لِمُعاوِيَةَ ، إنَّما تُكَلِّمُ عَن رَأيِكَ ، وإنَّ أحَقَّ النّاسِ أ لّا يَتَكَلَّمَ في أمرِ عُثمانَ لَأَنتُما ! أمّا أنتَ يا مُعاوِيَةُ ، فَزَيَّنتَ لَهُ ما كانَ يَصنَعُ ، حَتّى إذا حُصِرَ طَلَبَ نَصرَكَ ، فَأَبطَأتَ عَنهُ ، وأحبَبتَ قَتلَهُ ، وتَرَبَّصتَ بِهِ . وأمّا أنتَ يا عَمرُو ، فَأَضرَمتَ عَلَيهِ المَدينَةَ ، وهَرَبتَ إلى فِلَسطينَ تَسأَلُ عَن أنبائِهِ ، فَلَمّا أتاكَ قَتلَهُ ، أضافَتكَ عَداوَةُ عَلِيٍّ أن لَحِقتَ بِمُعاوِيَةَ ، فَبِعتَ دينَكَ بِمِصرَ .
فَقالَ مُعاوِيَةُ : حَسبُكَ ، عَرَّضَني لَكَ عَمرٌو ، وعَرَّضَ نَفسَهُ . ۷
1.تاريخ المدينة : ج ۴ ص ۱۲۸۸ ، شرح نهج البلاغة : ج ۱۶ ص ۱۵۴ ؛ بحار الأنوار : ج ۳۳ ص ۹۸ .
2.الزَّرقاء : موضع بالشام بناحية معان (معجم البلدان : ج ۳ ص ۱۳۷) .
3.تاريخ المدينة : ج ۴ ص ۱۲۸۹ .
4.الإمامة والسياسة : ج ۱ ص ۱۳۰ ، شرح نهج البلاغة : ج ۸ ص ۴۴ ؛ وقعة صفين : ص ۳۶۸ .
5.الفَرْم والفِرام : ما تتضيّق به المرأة من دواء ، ومَرَةٌ فرماء ومستفرِمة : وهي الَّتي تجعل الدواء في فرجها ليضيق (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۴۵۱ «فرم») .
6.العرَكيَّة : المرأة الفاجرة (لسان العرب : ج ۱۰ ص ۴۶۶ «عرك») .
7.سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۷۳ الرقم ۱۵ ، أنساب الأشراف : ج ۵ ص ۱۰۳ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۴ ص ۹۴ .