۶۰۴.الإمام الصادق عليه السلامـ في قَولِهِ تَعالى :«إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ»ـ: إنَّما يَعني : أولى بِكُم ؛ أي أحَقُّ بِكُم ، وبِاُمورِكُم ، وأنفُسِكُم، وأموالِكُم، اللّهُ ورسولُهُ وَالَّذينَ آمَنوا ؛ يَعني عَلِيّا وأولادَهُ الأَئِمَّةَ عليهم السلامإلى يَومِ القِيامَةِ . ۱
۶۰۵.الكشّافـ في تَفسيرِ قَولِهِ تَعالى :«وَهُمْ رَ كِعُونَ»ـ: الواوُ فيهِ لِلحالِ ؛ أي يَعمَلونَ ذلِكَ في حالِ الرُّكوعِ ؛ وهُوَ الخُشوعُ وَالإِخباتُ وَالتَّواضُعُ للّهِِ إذا صَلّوا ، وإذا زَكّوا . وقيلَ : هُوَ حالٌ مِن «يُؤْتُونَ الزَّكَوةَ» ؛ بِمَعنى : يُؤتونَها في حالِ رُكوعِهِم فِي الصَّلاةِ .
وإنَّها نَزَلَت في عَلِيٍّ كَرَّمَ اللّهُ وَجهَهُ ، حينَ سَأَلَهُ سائِلٌ وهُوَ راكِعٌ في صَلاتِهِ ، فَطَرَحَ لَهُ خاتَمَهُ كَأَنَّهُ كانَ مَرِجا ۲ في خِنصِرِهِ ، فَلَم يَتَكَلَّف لِخَلعِهِ كَثيرَ عَمَلٍ تُفسَدُ بِمِثلِهِ صَلاتُهُ .
فَإِن قُلتَ : كَيفَ صَحَّ أن يَكونَ لِعَلِيٍّ عليه السلام وَاللَّفظُ لَفظُ جَماعَةٍ ؟ !
قُلتُ : جيءَ بِهِ عَلى لَفظِ الجَمعِ ـ وإن كانَ السَّبَبُ فيهِ رَجُلاً واحِدا ؛ لِيُرَغِّبَ النّاسِ في مِثلِ فِعلِهِ ، فَيَنالوا مِثلَ ثَوابِهِ ، ولِيُنَبِّهَ عَلى أنَّ سَجِيَّةَ المُؤمِنينَ يَجِبُ أن تَكونَ عَلى هذِهِ الغايَةِ مِنَ الحِرصِ عَلَى البِرِّ وَالإِحسانِ ، وتَفَقُّدِ الفُقَراءِ ، حَتّى إن لَزِمَهُم أمرٌ لا يَقبَلُ التَّأخيرَ وهُم فِي الصَّلاةِ لَم يُؤَخِّروهُ إلَى الفَراغِ مِنها ۳ . ۴
1.الكافي : ج ۱ ص ۲۸۸ ح ۳ عن أحمد بن عيسى .
2.المَرَج : القَلَق ؛ مَرِجَ الخاتَمُ في إصْبعي مَرَجا : أي قَلِقَ (تاج العروس : ج ۳ ص ۴۸۴ «مرج») .
3.لمزيد الاطّلاع على تفسير الآية ودلالتها راجع : كتاب «الميزان في تفسير القرآن» : ج ۶ ص ۵ـ۲۵ .
4.الكشّاف : ج ۱ ص ۳۴۷ .