۷۶۰.الإمام عليّ عليه السلام :إنَّمَا الطّاعَةُ للّهِِ ولِرَسولِهِ ولِوُلاةِ الأَمرِ . وإنَّما أمَرَ اللّهُ عزّ وجلّ بِطاعَةِ الرَّسولِ ؛ لِأَنَّهُ مَعصومٌ مُطَهَّرٌ ، لا يَأمُرُ بِمَعصِيَتِهِ . وإنَّما أمَرَ بِطاعَةِ اُولِي الأَمرِ ؛ لِأَنَّهُم مَعصومونَ مُطَهَّرونَ ، لا يَأمُرونَ بِمَعصِيَتِهِ . ۱
  ۷۶۱.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أنَا وعَلِيٌّ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ وتِسعَةٌ مِن وُلدِ الحُسَينِ مُطَهَّرونَ مَعصومونَ . ۲
  ۷۶۲.عنه صلى الله عليه و آله :الأَئِمَّةُ بَعدي اثنا عَشَرَ ، أوَّلُهُم عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ... اُمَناءُ مَعصومونَ . ۳
تعليق
إنّ ما ذكرناه في هذا البحث تحت عنوان «أحاديث العصمة» يمثّل قسما من الأدلّة على عصمة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام . ووردت في ثنايا كتابنا أدلّة اُخرى ضمن عناوين متنوّعة ؛ كأحاديث الهداية وغيرها . 
 كما استعرضنا في كتاب «أهل البيت في الكتاب والسنّة» أدلّة أهمّ منها ؛ من جملتها : آية التطهير ، التي تدلّ بوضوح على طهارة أهل البيت ونزاهتهم عليهم السلامـ ومنهم الإمام عليّ عليه السلام ـ من كلّ رجس . كما تحدّثنا عن حديث الثقلين الوارد عن النبيّ صلى الله عليه و آله في غير موطن بألفاظ متنوّعة ومضمون واحد ، ومنها أنّه قال : 
 إنّي تارِكٌ فيكُم ما إن تَمَسَّكتُم بِهِ لَن تَضِلّوا بَعدي ، أحَدُهُما أعظَمُ مِنَ الآخَرِ : كِتابُ اللّهِ حَبلٌ مَمدودٌ مِنَ السَّماءِ إلَى الأَرضِ ، وعِترَتي أهلُ بَيتي . ولَن يَتَفَرَّقا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ ، فَانظُروا كَيفَ تَخلُفوني فيهِما . ۴
 فحديث الثقلين آية على عصمة أهل البيت عليهم السلامعلميّا وعمليّا ؛ إذ إنّه يجعل التمسّك بهم عصمة من الضلال ، ولن يتحقّق هذا إلّا بأن يكونوا مهديّين مَصُونين من الخطأ والضلال ، ومحال أن يهدي إلى الهدى من هو غير مصون من الخطأ في العلم والعمل . 
 وبعبارة اُخرى ، إنّ من يجعله اللّه هاديا للاُمّة ومطهّرا من الرجس ، ويتعاهده رسول اللّه صلى الله عليه و آله في ظلّ تربيته وتعليمه منذ البداية ، وينقل إليه علومه ، ويجعله وارثا للعلوم الإلهيّة ، ويثني عليه بعناوين مختلفة منها : «إن أخَدتُم بِهِ لَن تَضِلّوا» ، و«عَلِيٌّ مَعَ القُرآنِ وَالقُرآنُ مَعَ عَلِيٍّ» ، و«عَلِيٌّ مَعَ الحَقِّ وَالحَقُّ مَعَهُ» ، و«هذا الصِّدّيقُ الأَكبَرُ ، وهذا فاروقُ الاُمَّةِ ، يُفَرِّقُ بَينَ الحَقِّ وَالباطِلِ» ، و«أنتَ تُبَيِّنُ لِاُمَّتي ما اختَلَفوا فيهِ بَعدي» ... لا يمكن قطعا أن يكون مجتهدا ربّما يصيب وربّما يُخطئ ! بل إن له روحا مطهّرة وقلبا مستنيرا بالهداية الربّانيّة ، ولن يخطو في طريق الضلال أبدا . إنّه شريك القرآن ، وحليف الحقّ ، وسيرته «فاروق» ، وتفسيره للدين حجّة قاطعة .
 
                        1.الخصال : ص ۱۳۹ ح ۱۵۸ ، علل الشرائع : ص ۱۲۳ ح ۱ كلاهما عن سليم بن قيس ، كتاب سليم بن قيس : ج ۲ ص ۸۸۴ ح ۵۴ .
2.كمال الدين : ص ۲۸۰ ح ۲۸ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۶۴ ح ۳۰ ، الصراط المستقيم : ج ۲ ص ۱۲۱ كلّها عن ابن عبّاس وراجع كفاية الأثر : ص ۱۷۱ .
3.كفاية الأثر : ص ۱۷ و ۱۸ عن ابن عبّاس وراجع ص ۱۷۱ .
4.سنن الترمذي : ج ۵ ص ۶۶۳ ح ۳۷۸۸ .