راجع: نفحات الأزهار : ج 6 ، 7 ، 8 ، 9 .
الغدير : ج 1 ص 12 ـ 14 و ص 267 ـ 289 .
10 / 16
زِيارَةُ أميرِ المُؤمِنينَ في عيدِ الغَدير
۸۹۴.تهذيب الأحكام عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر :كُنّا عِندَ الرِّضا عليه السلام وَالمَجلِسُ غاصٌّ بِأَهلِهِ ، فَتَذاكَروا يَومَ الغَديرِ ، فَأَنكَرَهُ بَعضُ النّاسِ ، فَقالَ الرِّضا عليه السلام : حَدَّثَني أبي عَن أبيهِ عليه السلام قالَ :
إنَّ يَومَ الغَديرِ فِي السَّماءِ أشهَرُ مِنهُ فِي الأَرضِ ، إنَّ للّهِِ فِي الفِردَوسِ الأَعلى قَصرا لَبِنَةً مِن فِضَّةٍ ولَبِنَةً مِن ذَهَبٍ ، فيهِ مِئَةُ ألفِ قُبَّةٍ مِن ياقوتَةٍ حَمراءَ ، ومِئَةُ ألفِ خَيمَةٍ مِن ياقوتٍ أخضَرَ ، تُرابُهُ المِسكُ وَالعَنبَرُ ، فيهِ أربَعَةُ أنهارٍ : نَهرٌ مِن خَمرٍ ، ونَهرٌ مِن ماءٍ ، ونَهرٌ مِن لَبَنٍ ، ونَهرٌ مِن عَسَلٍ ، وحَواليهِ أشجارُ جَميعِ الفَواكِهِ ، عَلَيهِ طُيورٌ أبدانُها مِن لُؤلُؤٍ وأجنِحَتُها مِن ياقوتٍ تُصَوِّتُ بِأَلوانِ الأَصواتِ ، إذا كانَ يَومُ الغَديرِ وَرَدَ إلى ذلِكَ القَصرِ أهلُ السَّماواتِ يُسَبِّحونَ اللّهَ ويُقَدِّسونَهُ ويُهَلِّلونَهُ ، فَتَطايَرُ تِلكَ الطُّيورُ فَتَقَعُ في ذلِكَ الماءِ وتَتَمَرَّغُ عَلى ذلِكَ المِسكِ وَالعَنبَرِ ، فَإِذَا اجتَمَعَتِ المَلائِكَةُ طارَت ، فَتَنفُضُ ذلِكَ عَلَيهِم ، وإنَّهُم في ذلِكَ اليَومِ لَيَتَهادَونَ نِثارَ فاطِمَةَ عليها السلام ، فَإِذا كانَ آخِرُ ذلِكَ اليَومِ نودوا : اِنصَرِفوا إلى مَراتِبِكُم فَقَد أمِنتُم مِنَ الخَطَأِ وَالزَّلَلِ إلى قابِلٍ في مِثلِ هذَا اليَومِ تَكرِمَةً لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله وعَلِيٍّ عليه السلام .
ثُمَّ قالَ : يَا بنَ أبي نَصرٍ ، أينَما كُنتَ فَاحضُر يَومَ الغَديرِ عِندَ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ؛ فَإِنَّ اللّهَ يَغفِرُ لِكُلِّ مُؤمِنٍ ومُؤمِنَةٍ ، ومُسلِمٍ ومُسلِمَةٍ ذُنوبَ سِتّينَ سَنَةً ، ويُعتِقُ مِنَ النّارِ ضِعفَ ما أعتَقَ في شَهرِ رَمَضانَ ولَيلَةِ القَدرِ ولَيلَةِ الفِطرِ ، وَالدِّرهَمُ فيهِ بِأَلفِ دِرهَمٍ لِاءِخوانِكَ العارِفينَ ، فَأَفضِل عَلى إخوانِكَ في هذَا اليَومِ وسُرَّ فيهِ كُلَّ مُؤمِنٍ ومُؤمِنَةٍ .
ثُمَّ قالَ : يا أهلَ الكوفَةِ ! لَقَد اُعطيتُم خَيرا كَثيرا ، وإنَّكُم لَمِمَّنِ امتَحَنَ اللّهُ قَلبَهُ لِلإِيمانِ ، مُستَقَلّونَ مَقهورونَ مُمتَحَنونَ يُصَبُّ عَلَيكُمُ البَلاءُ صَبّاً ، ثُمَّ يَكشِفُهُ كاشِفُ الكَربِ العَظيمِ ، وَاللّهِ لَو عَرَفَ النّاسُ فَضلَ هذَا اليَومِ بِحَقيقَتِهِ لَصافَحَتهُمُ المَلائِكَةُ في كُلِّ يَومٍ عَشرَ مَرّاتٍ ، ولَولا أنّي أكرَهُ التَّطويلَ لَذَكَرتُ مِن فَضلِ هذَا اليَومِ وما أعطَى اللّهُ فيهِ مَن عَرَفَهُ ما لا يُحصى بِعَدَدٍ . ۱