1 / 15 ـ 4
الإِكراه
  ۱۰۰۵.المناقب لابن شهر آشوب :رُوِيَ أنَّهُ لَمّا طالَبوهُ بِالبَيعَةِ قالَ لَهُ الأَوَّلُ : بايِع . قالَ : فإِن لَم أفعَل ؟ قالَ : وَاللّهِ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ نَضرِبُ عُنُقَكَ . 
 فالتَفَت عَلِيٌّ إلَى القَبرِ ، فَقالَ : يَابنَ اُمِّ! إنَّ القَومَ استَضعَفوني وكادوا يَقتُلونَني ۱ . ۲
  ۱۰۰۶.الإمام الصادق عليه السلام :وَاللّهِ ما بايَعَ عَلِيٌّ عليه السلام حَتّى رَأَى الدُّخانَ قَد دَخَلَ عَلَيهِ بَيتَهُ . ۳
راجع : ص 516 (الهجوم على بيت فاطمة بنت رسول اللّه ) .
1 / 16
الذَّرائِعُ في قَرارِ السَّقيفَةِ
1 / 16 ـ 1
كَراهَةُ اجتِماعِ النُّبُوَّةِ والخِلافَةِ في بَيتٍ
  ۱۰۰۷.تاريخ الطبري عن ابن عبّاس :قالَ [عُمَرُ بنُ الخَطّابِ] : يَابنَ عَبّاسٍ ، أ تَدري ما مَنَعَ قَومَكُم مِنهُم [بَني هاشِمٍ ]بَعدَ مُحَمَّدٍ ؟ فَكَرِهتُ أن اُجيبَهُ ، فَقُلتُ : إن لَم أكُن أدري فَأَميرُ المُؤمِنينَ يُدريني . 
 فَقالَ عُمَرُ : كَرِهوا أن يَجمَعوا لَكُمُ النُّبُوَّةَ والخِلافَةَ ، فَتَبَجَّحوا عَلى قَومِكُم بَجَحا بَجَحا ، فَاختارَت قُرَيشٌ لِأَنفُسِها ، فَأَصابَت ووُفِّقَت . 
 فَقُلتُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إن تَأذَن لي فِي الكَلامِ وتُمِط عَنِّي الغَضَبَ ، تَكَلَّمتُ . فَقالَ : تَكَلَّم يَابنَ عَبّاسٍ . 
 فَقُلتُ : أمّا قَولُكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ : «اِختارَت قُرَيشٌ لِأَنفُسِها ، فَأَصابَت ووُفِّقَت» ، فَلَو أنَّ قُرَيشا اِختارَت لاِنفُسِها حَيثُ اختارَ اللّهُ عَزَّوجَلَّ لَها لَكانَ الصَّوابُ بِيَدِها غَيرَ مَردُودٍ ولا مَحسودٍ . وأمّا قَولُكَ : إنَّهُم كَرِهوا أن تَكونَ لَنَا النُّبُوَّةَ والخِلافَةُ ، فَإِنَّ اللّهَ عَزَّوجَلَّ وَصَفَ قَوما بِالكَراهِيَّةِ فَقالَ : «ذَ لِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُواْ مَآ أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَــلَهُمْ»۴ . 
 فَقالَ عُمَرُ : هيهاتَ وَاللّهِ يَابنَ عَبّاسٍ ، قَد كانَت تَبلُغُني عَنكَ أشياءُ كُنتُ أكرَهُ أن أفُرُّكَ عَنها ۵ ، فَتُزيلَ مَنزِلَتَكَ مِنِّي . 
 فَقُلتُ : وما هِيَ يا أميرَ المُؤمِنينَ ؛ فإِن كانَت حَقّا فَما يَنبَغي أن تُزيلَ مَنزِلَتي مِنكَ ، وإن كانَت باطِلاً فَمِثلي أماطَ الباطِلَ عَن نَفسِهِ ! 
 فَقالَ عُمَرُ : بَلَغَني أنَّكَ تَقولُ : إنَّما صَرَفوها عَنّا حَسَدا وظُلما ! 
 فَقُلتُ : أمّا قَولُكَ ـ يا أميرَ المُؤمِنينَ ـ : ظُلما ، فَقَد تَبَيَّنَ لِلجاهِلِ والحَليمِ . وأمّا قَولُكَ : حَسَدا ، فَإِنَّ إبليسَ حَسَدَ آدَمَ ، فَنَحنُ وُلدُهُ المَحسودونَ . 
 فَقالَ عُمَرُ : هَيهاتَ ، أبَت واللّهِ قُلوبُكُم يا بَني هاشِمٍ إلّا حَسَدا ما يَحولُ ، وضَغَنا وغِشّا ما يَزولُ . 
 فَقُلتُ : مَهلاً يا أميرَ المُؤمِنينَ ، لا تَصِف قُلوبَ قَومٍ أذهَبَ اللّهُ عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرَهُم تَطهيرا بِالحَسَدِ وَالغِشِّ ؛ فَإِنَّ قَلبَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله مِن قُلوبِ بَني هاشِمٍ . فَقالَ عُمَرُ : إلَيكَ عَنّي يَابنَ عَبّاسٍ . 
 فَقُلتُ : أفعَلُ ، فَلَمّا ذَهَبتُ لِأَقومَ استَحيا مِنّي ، فَقالَ : يَابنَ عَبّاسٍ ، مَكانَكَ ، فَوَاللّهِ إنّي لَراعٍ لِحَقِّكَ ، مُحِبٌّ لِما سَرَّكَ . 
 فَقُلتُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنَّ لي عَلَيكَ حَقّا وعَلى كُلِّ مُسلِمٍ ، فَمَن حَفِظَهُ فَحَظَّهُ أصابَ ، ومَن أضاعَهُ فَحَظَّهُ أَخطَأَ . ثُمَّ قامَ فَمَضى . ۶
 
                        1.إشارة إلى الآية : ۱۵۰ من سورة الأعراف .
2.المناقب لابن شهر آشوب : ج ۲ ص ۱۱۵ ، كتاب سليم بن قيس : ج ۲ ص ۵۹۳ ح ۴ عن سلمان ، المسترشد : ص ۳۷۸ ح ۱۲۵ عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام زين العابدين عليه السلام ؛ الإمامة والسياسة : ج ۱ ص ۳۰ كلّها نحوه وراجع الاحتجاج : ج ۱ ص ۲۱۳ و۲۱۵ .
3.الشافي : ج ۳ ص ۲۴۱ عن حمران بن أعين ، بحار الأنوار : ج ۲۸ ص ۳۹۰ .
4.محمّد : ۹ .
5.كذا ، وفي الكامل في التاريخ : «اُقرّك عليها» .
6.تاريخ الطبري : ج ۴ ص ۲۲۳ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۲۱۸ .