۱۵۳.المناقب لـلخوارزمي عن الإمام الباقر عليه السلام عـن جابر بن عبد اللّه :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَومَ بَدرٍ : هذا رِضوانُ ؛ مَلَكٌ مِن مَلائِكَةِ اللّهِ يُنادي : لا سَيفَ إلّا ذُو الفَقارِ ، ولا فَتى إلّا عَلِيٌّ . ۱
۱۵۴.الإمام الباقر عليه السلام :نادى مُنادٍ فِي السَّماءِ يَومَ بَدرٍ يُقالُ لَهُ رِضوانُ : لا سَيفَ إلّا ذُو الفَقارِ ، ولا فَتى إلّا عَلِيٌّ . ۲
4 / 2
غَزوَةُ اُحُدٍ
إنّ هزيمة المشركين في بدر ، وقتل صناديدهم ورؤسائهم يومذاك أوقدا غضب قريش وحفيظتها ؛ فكانت كالأفعى المطعونة لا يقرّ لها قرار . من جهة اُخرى كانت قريش قد رأت استبسال المسلمين في بدر وعشقهم للشهادة ؛ فلابدّ لها ـ إذا ـ من التخطيط للثأر .
لذا أقبلت على شتّى القبائل لتصطحب مقاتليها وشجعانها لحرب محمّد صلى الله عليه و آله ، وتولّت مصاريف القتال ، وإعداد عدّته وسائر ما يتطلبّه ، وتوجّهت صوب المدينة بجيش جرّار بلغ ثلاثة آلاف مقاتل ، وفيه مئتا فرس ۳ ، وثلاثة آلاف بعير . ۴
وعرف النبيّ صلى الله عليه و آله ذلك ، فشاور أصحابه ، ثمّ عزم على القتال ، وبعد صلاة الجمعة غادر المدينة ومعه قرابة ألف مقاتل صَوب «اُحد» التي كان العدوّ قد عسكر فيها . ۵
بدأ القتال صبيحة السابع من شوّال سنة 3 ه ۶ ، وكاد النصر يكون حليف المسلمين في البداية لولا ترك الرصَد مواضعهم من الجبل طمعا في الغنائم ، فباغتهم العدوّ ، وإذا هم بوضعهم العسكريّ المتخلخل ، أمام عدوٍّ حاقدٍ موتورٍ متفانٍ في سبيل هدفه ـ ممّا ذكر التاريخ تفاصيله ـ فتلقّوا ضرباب شديدة موجعة ، وانكسروا ۷ ، وآثر كثير منهم الفرار على البقاء ، وتركوا رسول اللّه صلى الله عليه و آله وحده في الميدان ، ولم يثبت معه إلّا الإمام عليّ عليه السلام ونفر قليل ، فكان عليه السلام يُحيط برسول اللّه صلى الله عليه و آله ويدفع عنه الهجمات كالليث الهصور .
لقد كانت اُحد من أشدّ معارك النبيّ صلى الله عليه و آله وقعا ، وأكثرها دروسا وعِبَرا ، وأبلغها تنبيها وتذكيرا ، وكان الإمام عليه السلام فيها البطل الذي لا صنو له في دوره البارز المتفرّد ؛ إذ :
1 . كان رافع لوائها الأصلي ۸ ؛ وهو لواء المهاجرين . ۹
2 . وبسيفه هلك صاحب لواء الشرك المغرور طلحة بن أبي طلحة . ۱۰
3 . وبضرباته المتوالية قتل بعد طلحة ثمانية غيره حملوا اللواء بعده ، فأفناهم الواحد تلو الآخر ، ولم يُرفع للشرك بعدهم لواء . ۱۱
4 . من المؤسف أنّ كثيرا من المسلمين لاذوا بالفرار بعد تضعضع الجيش ، وهجوم العدوّ المباغت ، وكان عليّ عليه السلام هو الذي يحمي رسول اللّه صلى الله عليه و آله من مخاطر هجمات العدوّ في تلك اللحظات الصعبة الحاسمة . ۱۲
5 . نقل ابن إسحاق أنّ اثنين وعشرين من المشركين قُتلوا في هذه المعركة ۱۳ ، منهم اثنا عشر قتلهم الإمام عليه السلام . ۱۴
6 . أثنى جبرئيل عليه السلام على شهامة الإمام عليه السلام وقتاله في هذه الحرب ، ودوّى النداء الملكوتي : «لا سَيفَ إلّا ذُو الفَقارِ ولا فَتى إلّا عَلِيٌّ» في الآفاق . ۱۵
7 . أنافتْ جراح الإمام عليه السلام ـ رمز البطولة والشجاعة ـ على تسعين جرحا ۱۶ . وانكسرت يده المنقذة للمظلوم القامعة للظالم في هذه الحرب . ۱۷
8 . لمّا ترك جيش الكفر ميدان الحرب ، بعث رسول اللّه صلى الله عليه و آله من محلّ استخفائه عليّا عليه السلام ـ مع ما به من جراحات مزّقت بدنه ، ومن ضعف بسبب كثرة النزف ـ ليستطلع خبر العدوّ ويتأكّد من تركه الميدان . ۱۸
1.المناقب للخوارزمي : ص ۱۶۷ ح ۲۰۰ عن سليمان بن بلال عن الإمام الصادق عليه السلام ، كفاية الطالب : ص ۲۸۰ عن سليمان بن بلال عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عليهم السلامعن جابر .
2.تاريخ دمشق : ج ۴۲ ص ۷۱ ، البداية والنهاية : ج ۷ ص ۳۳۶ كلاهما عن سعيد بن محمّد الحنظلي ، المناقب لابن المغازلي : ص ۱۹۹ ح ۲۳۵ ، كفاية الطالب : ص ۲۷۷ كلاهما عن سعد بن طريف الحنظلي ، الرياض النضرة : ج ۳ ص ۱۵۵ ؛ روضة الواعظين : ص ۱۴۳ عن الإمام الصادق عليه السلام ، الاحتجاج : ج ۱ ص ۳۲۴ ح ۵۵ نحوه .
3.تاريخ الطبري : ج ۲ ص ۵۰۴ـ۵۰۷ ، المغازي : ج ۱ ص ۲۰۳ و ۲۰۴ ، الكامل في التاريخ : ج ۱ ص ۵۴۹ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۲ ص ۱۶۶ .
4.المغازي : ج ۱ ص ۲۰۳ و ۲۰۴ و۲۰۶ ، السيرة الحلبيّة : ج ۲ ص ۲۱۸ .
5.تاريخ الطبري : ج ۲ ص ۵۰۳ .
6.المغازي : ج ۱ ص ۱۹۹ و ۲۰۸ ، الكامل في التاريخ : ج ۱ ص ۵۴۷ ، السيرة الحلبيّة : ج ۲ ص ۲۱۶ .
7.تاريخ الطبري : ج ۲ ص ۵۱۳ ، الكامل في التاريخ : ج ۱ ص ۵۵۱ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۲ ص ۱۷۳ ، المغازي : ج ۱ ص ۲۲۹ ، السيرة الحلبيّة : ج ۲ ص ۲۲۶ .
8.تاريخ دمشق : ج ۴۲ ص ۷۲ ؛ إعلام الورى : ج ۱ ص ۳۷۴ ، بشارة المصطفى : ص ۱۸۶ .
9.الإرشاد : ج ۱ ص ۸۰ ؛ المغازي : ج ۱ ص ۲۱۵ ، تاريخ الطبري : ج ۲ ص ۵۱۶ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ج ۳ ص ۷۷ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۲ ص ۱۷۰ و ۱۷۷ ، الكامل في التاريخ : ج ۱ ص ۵۵۲ .
10.المغازي : ج ۱ ص ۲۲۶ ، تاريخ الطبري : ج ۲ ص ۵۰۹ وفيه «طلحة بن عثمان» ، السيرة النبويّة لابن هشام : ج ۳ ص ۱۵۸ ؛ الإرشاد : ج ۱ ص ۹۱ .
11.الإرشاد : ج ۱ ص ۸۸ ، بشارة المصطفى : ص ۱۸۶ ؛ تاريخ الطبري : ج ۲ ص ۵۱۴ .
12.تاريخ الطبري : ج ۲ ص ۵۱۸ ، المغازي : ج ۱ ص ۲۴۰ ؛ الإرشاد : ج ۱ ص ۸۲ .
13.السيرة النبويّة لابن هشام : ج ۳ ص ۱۳۵ .
14.الإرشاد : ج ۱ ص ۹۱ .
15.تاريخ الطبري : ج ۲ ص ۵۱۴ ، الكامل في التاريخ : ج ۱ ص ۵۵۲ ؛ الكافي : ج ۸ ص ۱۱۰ ح ۹۰ ، الإرشاد : ج ۱ ص ۸۷ .
16.تفسير القمّي : ج ۱ ص ۱۱۶ ، مجمع البيان : ج ۲ ص ۸۲۶ ؛ الخرائج والجرائح : ج ۱ ص ۱۴۸ ح ۲۳۵ ، السيرة الحلبيّة : ج ۲ ص ۲۳۶ .
17.المناقب لابن شهر آشوب : ج ۳ ص ۲۹۹ .
18.تاريخ الطبري : ج ۲ ص ۵۲۷ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ج ۳ ص ۱۰۰ ، الكامل في التاريخ : ج ۱ ص ۵۵۶ .