۱۵۹.المعجم الكبير عن أبي رافع :لَمّا قَتَلَ عَلِيٌّ عليه السلام يَومَ اُحُدٍ أصحابَ الأَلوِيَةِ قالَ جِبريلُ عليه السلام : يا رَسولَ اللّهِ ! إنَّ هذِهِ لَهِيَ المُواساةُ . فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : إنَّهُ مِنّي وأنَا مِنهُ . قالَ جِبريلُ : وأنَا مِنكُما يا رَسولَ اللّهِ . ۱
۱۶۰.تاريخ الطبري عن أبي رافع :لَمّا قَتَلَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ أصحابَ الأَلوِيَةِ أبصَرَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله جَماعَةً مِن مُشرِكي قُرَيشٍ ، فَقالَ لِعَلِيٍّ : اِحمِل عَلَيهِم ، فَحَمَلَ عَلَيهِم ، فَفَرَّقَ جَمعَهُم ، وقَتَلَ عَمرَو بنَ عَبدِ اللّهِ الجُمَحِيَّ .
قالَ : ثُمَّ أبصَرَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله جَماعَةً مِن مُشرِكي قُرَيشٍ ، فَقالَ لِعَلِيٍّ : اِحمِل عَلَيهِم ، فَحَمَلَ عَلَيهِم فَفَرَّقَ جَماعَتَهُم ، وقَتَلَ شَيبَةَ بنَ مالِكٍ أحدَ بَني عامِرِ بنِ لُؤَيٍّ ، فَقالَ جِبريلُ : يا رَسولَ اللّهِ ! إنَّ هذِهِ لَلمُواساةُ ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إنَّهُ مِنّي وأنَا مِنهُ ، فَقالَ جِبريلُ : وأنَا مِنكُما ، قالَ : فَسَمِعوا صَوتا :
لا سَيفَ إلّا ذُو الفَقا
رِ ولا فَتى إلّا عَلِيٌّ۲
۱۶۱.الإرشاد عن عبد اللّه بن مسعودـ في ذِكرِ غَزوَةِ اُحُدٍ ـ:كانَ لِواءُ المُشرِكينَ مَعَ طَلحَةَ بنِ أبي طَلحَةَ وكانَ يُدعى كَبشَ الكَتيبَةِ ، قالَ : ودَفَعَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لِواءَ المُهاجِرينَ إلى عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام ، وجاءَ حَتّى قامَ تَحتَ لِواءِ الأَنصارِ ، قالَ : فَجاءَ أبو سُفيانَ إلى أصحابِ اللِّواءِ فَقالَ : يا أصحابَ الأَلوِيَةِ ! إنَّكُم قَد تَعلَمونَ أنَّما يُؤتَى القَومُ مِن قِبَلِ ألوِيَتِهِم ، وإنَّما اُتيتُم يَومَ بَدرٍ مِن قِبَلِ ألوِيَتِكُم ؛ فَإِن كُنتُم تَرَونَ أنَّكُم قَد ضَعُفتُم عَنها فَادفَعوها إلَينا نَكفِكُموها .
قالَ : فَغَضِبَ طَلحَةُ بنُ أبي طَلحَةَ وقالَ : أ لَنا تَقولُ هذا ؟ ! وَاللّهِ لَاُورِدَنَّكُم بِهَا اليَومَ حِياضَ المَوتِ قالَ : وكانَ طَلحَةُ يُسمّى كَبشَ الكَتيبَةِ ، قالَ : فَتَقَدَّمَ وتَقَدَّمَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام فَقالَ عَلِيٌّ : مَن أنتَ قالَ : أنَا طَلحَةُ بنُ أبي طَلحَةَ ، أنَا كَبشُ الكَتيبَةِ ، قالَ : فَمَن أنتَ ؟ قالَ : أنَا عَلِيُّ بنُ أبي طالِبِ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ ، ثُمَّ تَقارَبا فَاختَلَفَت بَينَهُما ضَربَتانِ ، فَضَرَبَهُ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام ضَربَةً عَلى مُقَدَّمِ رَأسِهِ ، فَبَدَرَت عَيناهُ وصاحَ صَيحَةً لَم يُسمَع مِثلُها قَطُّ ، وسَقَطَ اللِّواءُ مِن يَدِهِ ، فَأَخَذَهُ أخٌ لَهُ يُقالُ [لَهُ] ۳ : مُصعَبٌ ، فَرَماهُ عاصِمُ بنُ ثابِتٍ فَقَتَلَهُ ، ثُمَّ أخَذَ اللِّواءَ أخٌ لَهُ يُقالُ لَهُ : عُثمانُ ، فَرَماهُ عاصِمٌ ـ أيضا ـ فَقَتَلَهُ ، فَأَخَذَهُ عَبدٌ لَهُم يُقالُ لَهُ : صُوابٌ ـ وكانَ مِن أشَدِّ النّاسِ ـ فَضَرَبَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام يَدَهُ فَقَطَعَها ، فَأَخَذَ اللِّواءَ بِيَدِهِ اليُسرى ، فَضَرَبَهُ عَلى يَدِهِ فَقَطَعَها ، فَأَخَذَ اللِّواءَ عَلى صَدرِهِ وجَمَعَ يَدَيهِ وهُما مَقطوعَتانِ عَلَيهِ ، فَضَرَبَهُ عَلِيٌّ عليه السلام عَلى اُمِّ رَأسِهِ فَسَقَطَ صَريعا .
وَانهَزَمَ القَومُ وأكَبَّ المُسلِمونَ عَلَى الغَنائِمِ . ولَمّا رَأى أصحابُ الشِّعبِ ۴ النّاسَ يَغنَمونَ قالوا : يَذهَبُ هؤُلاءِ بِالغَنائِمِ ونَبقى نَحنُ ، فَقالوا لِعَبدِ اللّهِ بنِ عَمرِو ابنِ حَزمٍ ـ الَّذي كانَ رَئيسا عَلَيهِم ـ : نُريدُ أن نَغنَمَ كَما غَنِمَ النّاسُ ، فَقالَ : إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله أمَرَني أن لا أبرَحَ مِن مَوضِعي هذا ، فَقالوا لَهُ : إنَّهُ أمَرَكَ بِهذا وهُوَ لا يَدري أنَّ الأَمرَ يَبلُغُ إلى ما تَرى ! ومالوا إلَى الغَنائِمِ وتَرَكوهُ ، ولَم يَبرَح هُو مِن مَوضِعِهِ ، فَحَمَلَ عَلَيهِ خالِدُ بنُالوَليدِ فَقَتَلَهُ ، وجاءَ مِن ظَهرِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله يُريدُهُ فَنَظَرَ إلَى النَّبِيِّ في حَفٍّ من أصحابِهِ فَقالَ لِمَن مَعَهُ : دونَكُم هذَا الَّذي تَطلُبونَ فَشَأنَكُم بِهِ ، فَحَمَلوا عَلَيهِ حَملَةَ رَجُلٍ واحِدٍ ضَربا بِالسُّيوفِ وطَعنا بِالرِّماحِ ورَميا بِالنَّبلِ ورَضخا بِالحِجارَةِ ، وجَعَلَ أصحابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله يُقاتِلونَ عَنهُ حَتّى قُتِلَ مِنهُم سَبعونَ رَجُلاً .
وثَبَتَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام وأبو دُجانَةَ الأَنصارِيُّ وسَهلُ بنُ حُنَيفٍ لِلقَومِ يَدفَعونَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وكَثُرَ عَلَيهِمُ المُشرِكونَ ، فَفَتَحَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَينَيهِ ونَظَرَ إلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ... فَقالَ : يا عَلِيُّ ! ما فَعَلَ النّاسُ ؟ فَقالَ : نَقَضُوا العَهدَ ووَلَّوُا الدُّبُرَ ، فَقالَ لَهُ : فَاكفِني هؤِلاءِ الَّذينَ قَد قَصَدوا قَصدي ، فَحَمَلَ عَلَيهِم أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام فَكَشَفَهُم ، ثُمَّ عادَ إلَيهِ ـ وقَد حَمَلوا عَلَيهِ مِن ناحِيَةٍ اُخرى ـ فَكَرَّ عَلَيهِم فَكَشَفَهُم ، وأبو دُجانَةَ وسَهلُ بنُ حُنَيفٍ قائِمانِ عَلى رَأسِهِ بِيَدِ كُلِّ واحِدٍ مِنهُما سَيفُهُ لِيَذُبَّ عَنهُ . ۵
1.المعجم الكبير : ج ۱ ص ۳۱۸ ح ۹۴۱ ، فضائل الصحابة لابن حنبل : ج ۲ ص ۶۵۷ ح ۱۱۱۹ ؛ الاحتجاج : ج ۲ ص ۳۴۰ ح ۲۷۱ عن أبي محمّد رفعه إلى الإمام الكاظم عليه السلام وليس فيه «لمّا قتل علي رضى الله عنه يوم اُحد أصحاب الألوية» ، العمدة : ص ۲۰۰ ح ۳۰۳ ، المناقب للكوفي : ج ۱ ص ۴۸۰ ح ۳۸۷ عن جابر عن الإمام الباقر عليه السلام .
2.تاريخ الطبري : ج ۲ ص ۵۱۴ ، الكامل في التاريخ : ج ۱ ص ۵۵۱ و ۵۵۲ ؛ بشارة المصطفى : ص ۱۸۶ نحوه ، المناقب للكوفي : ج ۱ ص ۴۹۱ ح ۳۹۸ و ص۴۹۵ ح ۴۰۳ .
3.الزيادة منّا لتتميم العبارة .
4.الشِّعْب : ما انفرج بين جبلين (لسان العرب : ج ۱ ص ۴۹۹ «شعب») .
5.الإرشاد : ج ۱ ص ۸۰ ، كشف الغمّة : ج ۱ ص ۱۹۲ وراجع تفسير القمّي : ج ۱ ص ۱۱۲ .