۲۱۹.الإمام عليّ عليه السلام :وَاللّهِ ما قَلَعتُ بابَ خَيبَرَ ، ودَكدَكتُ حِصنَ يَهودٍ بِقُوَّةٍ جِسمانِيَّةٍ ، بَل بِقُوَّةٍ إلهِيَّةٍ . ۱
۲۲۰.عنه عليه السلامـ في رِسالَتِهِ إلى سَهلِ بنِ حُنَيفٍ ـ: وَاللّهِ ما قَلَعتُ بابَ خَيبَرَ ورَمَيتُ بِها خَلفَ ظَهري أربَعينَ ذِراعا بِقُوَّةٍ جَسَدِيَّةٍ ولا حَرَكَةٍ غِذائِيَّةٍ ، لكِنّي اُيِّدتُ بِقُوَّةٍ مَلَكوتِيَّةٍ ، ونَفسٍ بِنورِ رَبِّها مُضيئَةٍ . ۲
۲۲۱.مشارق أنوار اليقين :في ذلِكَ اليَومِ لَمّا سَأَلَهُ عُمَرُ فَقالَ : يا أبَا الحَسَنِ ، لَقَدِ اقتَلَعتَ مَنيعا ولَكَ ثَلاثَةُ أيّامٍ خَميصا ۳ ، فَهَل قَلَعتَها بِقُوَّةٍ بَشَرِيَّةٍ ؟ فَقالَ : ما قَلَعتُها بِقُوَّةٍ بَشَرِيَّةٍ ، ولكِن قَلَعتُها بِقُوَّةٍ إلهِيَّةٍ ، ونَفسٍ بِلِقاءِ رَبِّها مُطمَئِنَّةٍ رَضِيَّةٍ . ۴
۲۲۲.تفسير الفخر الرازي :إنَّ كُلَّ مَن كانَأكثَرَ عِلما بِأَحوالِ عالَمِ الغَيبِ كانَ أقوى قَلبا وأقَلَّ ضَعفا ، ولِهذا قالَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ كَرَّمَ اللّهُ وَجهَهُ :
وَاللّهِ ، ما قَلَعتُ بابَ خَيبَرَ بِقُوَّةٍ جَسَدانِيَّةٍ ، ولكِنَّ بِقُوَّةٍ رَبّانِيَّةٍ ؛ ذلِكَ لِأَنَّ عَلِيّا كَرَّمَ اللّهُ وَجهَهُ في ذلِكَ الوَقتِ انقَطَعَ نَظَرُهُ عَن عالَمِ الأَجسادِ ، وأشرَقَتِ المَلائِكَةُ بِأَنوارِ عالَمِ الكِبرِياءِ ، فَتَقَوّى روحُهُ ، وتَشَبَّهَ بِجَواهِرِ الأَرواحِ المَلَكِيَّةِ ، وتَلَألَأَت فيهِ أضواءُ عالَمِ القُدُسِ وَالعَظَمَةِ ، فَلا جَرَمَ ۵ حَصَلَ لَهُ مِنَ القُدرَةِ ما قَدَرَ بِها عَلى ما لَم يَقدِر عَلَيهِ غَيرُهُ .
وكَذلِكَ العَبدُ إذا واظَبَ عَلَى الطّاعاتِ بَلَغَ إلَى المَقامِ الَّذي يَقولُ اللّهُ : كُنتُ لَهُ سَمعا وبَصَرا . فَإِذا صارَ نورُ جَلالِ اللّهِ سَمعا لَهُ سَمِعَ القَريبَ وَالبَعيدَ ، وإذا صارَ ذلِكَ النّورُ بَصرا لَهُ رَأَى القَريبَ وَالبَعيدَ ، وإذا صارَ ذلِكَ النّورُ يَدا لَهُ قَدَرَ عَلَى التَّصَرُّفِ فِي الصَّعبِ وَالسَّهلِ وَالبَعيدِ وَالقَريبِ . ۶
1.شرح نهج البلاغة : ج ۲۰ ص ۳۱۶ ح ۶۲۶ و ج۵ ص ۷ ؛ الطرائف : ص ۵۱۹ وليس فيهما «دكدكت حصن يهود» .
2.الأمالي للصدوق : ص ۶۰۴ ح ۸۴۰ عن يونس بن ظبيان عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، بشارة المصطفى : ص ۱۹۱ ، عيون المعجزات : ص ۱۶ عن إبراهيم عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عنه عليهم السلاموفيه «غريزيّة بشريّة» بدل «غذائيّة» ، روضة الواعظين : ص ۱۴۲ ، الخرائج والجرائح : ج ۲ ص ۵۴۲ ح ۲ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ۲ ص ۲۳۹ وليس في الثلاثة الأخيرة من «ورميت» إلى «ذراعا» ، بحار الأنوار : ج ۴۰ ص ۳۱۸ ح ۲ .
3.يقال: رجل خميص: إذا كان ضامر البطن (النهاية : ج۲ ص۸۰ «خمص»).
4.مشارق أنوار اليقين : ص ۱۱۰ ، بحار الأنوار : ج ۲۱ ص ۴۰ ح ۳۷ .
5.لا جرم : أي لابدّ ، ولا محالة ، وقيل معناه : حقّا(لسان العرب : ج ۱۲ ص ۹۳ «جرم») .
6.تفسير الفخر الرازي : ج ۲۱ ص ۹۲ .