شرح دعاي كميل - صفحه 204

بسم اللّه الرحمن الرحيم وبه نستعين
اشتهار هذا الدعاء الشريف بين الفحول وتلقّيه للعلماء بالقبول وظهورُ آثار الحق عليه وبهورُ علائم الصدق إليه كفانا مؤنة الاشتغال بتهذيب سنده وترتيب صدوره . فالمهمّ أن نقول:
أصل الدُّعاء . بالضمّ والمدّ . النداء، وعُرفا: الرغبةُ إلى اللّه تعالى، وطلبُ الرحمة منه على وجه الخضوع والتذلّل.
وحقيقته استدعاء العبد من ربّه . جلّ جلاله . العناية به والمعونة لهُ. وهو من أعظم أبواب العبادة، وأجلّ ما يدفع به الآفات والبليّات، وأجدر ما يتنزّل به الخيرات، بل هو من العبوديّة بمكان، وله من العبادة شأن. وأناهيك في هذا البيان قوله تعالى: «قُلْ مَا يَعْبؤُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ»۱ .
والآيات والآثار والأخبار في فضله بل وجوبه والحثّ عليه والتحضيض به

1.الفرقان (۲۵) : ۷۷ .

صفحه از 264