شرح دعاي كميل - صفحه 211

الدرّة، ولولاها لما كان الذي كان في قوس النزول، ورحمةً بها يتقرّبُ إلى حضرته مَنْ تقرّب ، ويصعد إلى جنابه مَنْ صعد في قوس الصعود .
وبالمعنى الأوّل قال تعالى : «وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ»۱ وبالمعنى الثاني قال تعالى: «يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ»۲ ، «إِنَّ رَحْمَةَ اللّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ»۳ ، «فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكوةَ»۴ ، «وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيما»۵ في الدنيا وزلاّتها، وفي القبر وحسراتها، وفي القيامة وظلماتها، وفي الصراط ومخافاتها، وفي النار ودركاتها، وفي الجنّة ودرجاتها.
ويعبّر عن الأوّل بالرحمة الرحمانية التكوينيّة كما اشتهر: «أنّ الرحمن وصف عامّ واسم خاصّ» ۶ . وأهل المعرفة يلقّبون الأوّل بألقاب شامخة مثل: كلمة «كن»، والكافِ المستديرة على نفسها، والمشيةِ المطلقة، إلى غير ذلك ؛ هذا.
وفي الخبر: «إنّ للّه مائة رحمةً أنزل منها واحدةً في الأرض فقسمها بين خلقه، بها يتعاطفون وبها يتراحمون، وأخّر تسعا وتسعين لنفسه يرحم بها عباده يوم القيامة» ۷ .

1.الاعراف (۷): ۱۵۶ .

2.البقرة (۲) : ۱۰۵، آل عمران (۳) : ۷۴ .

3.الأعراف (۷) : ۵۶ .

4.الأعراف (۷) : ۱۵۶ .

5.الأحزاب (۳۳) : ۴۳ .

6. لا ينبغي إطلاقه على غيره تعالى، وعن الثاني بالرحمة الرحيمية التشريعية كما انتشر:«أنّ الرحيم وصفٌ خاصّ واسمٌ عامّ» . مجمع البيان ۱ : ۹۴ . وفيه : روي عن مولانا الصادق عليه السلام أنه قال : «الرحمن اسم خاص بصفة عامّة ، والرحيم إسم عامّ بصفة خاصة» .

7.مجمع البيان ۱ : ۹۴ . صحيح مسلم ۴ : ۲۱۰۸ / ۲۷۵۲ . ۱۹، بتفاوت يسير .

صفحه از 264