شرح دعاي كميل - صفحه 214

و كلّ شيء آياته و كلّ آياته عظيمة، و كلّ شيءٍ أسماؤه و كلّ أسمائه كبيرة، و كلّ شيء جماله و كلّ جماله جميل، و كلّ شيءٍ نوره و كلّ نوره نيّر.
ومن الجهة الثانية وكينونتها وذواتها بما هو هو حقير محقّر صغير مصغّر، و إليه الإشارة بقوله عليه السلام : (وَبِقُوَّتِكَ الَّتِي قَهَرْتَ بِهَا كُلَّ شَيْءٍ) . و ورد في دعاء الصحيفة السجاديّة: «ولك العُلوّ الأعلى فوق كلّ عالٍ والجلال الأمجد فوق كلّ جلال، و كلّ جليل عندك صغير،و كلّ شريف في جنب شرفك حقير» ۱ .
وأمّا من الجهة الثالثة فهو حقير من حيثٍ وعظيم من حيثٍ، مثلاً: الذرّة حقير بالنسبة إلى الفيل، والجنين حقير بالنسبة إلى المولود، وهكذا.
وأمّا في حدّ عالمه ونشأته وحياله، فهو إمّا صغيرٌ بالجهة الثانية وإمّا عظيم بالجهة الأولى.
فنقول: من آثار قدرة اللّه بَهَرَ برهانه، وعلائم عظمته عَلَت آياته: هذا الخلق العظيم الجسماني أعني الكرة المنضدة المركّبة من كُرات كثيرة محيطة بعضها ببعض، مختلفة جنسا ونوعا، وكُدورةً و صفاءً، وكثافة ولطافة، ودقّة وغلظةً، وكمودةً وضياءً، المعبّر عنها بالعالم الآفاقي ، من السماوات العلى والأرضين السفلى.
أمّا السماوات فسبع، حَمَلَه الكواكب السبع السيّارة المشهورة المشتمل كلّ منها على أفلاك جزئيّة كثيرة، ويحيط بالسابع . أعني فلك الزحل . فلك عظيم مركوز فيه الثوابت الغير المحصورة، ويعبّر عنه بالكرسيّ، ويحيط به الفلك الأعظم فلك الأفلاك، ويعبّر عنه بالعرش، وعظمته ما شاء اللّه لا يدركها إلاّ اللّه ، ولا يمكن للبشر الإحاطة بها؛ كيف؟ وكرة الأرض بما فيها وما عليها . من البراري والبحار والصحاري والقفار والجبال والأنهار والبلاد والأشجار والحيوان والعباد

1.الصحيفة السجادية الجامعة، الدعاء : ۱۴۶ / ۴ .

صفحه از 264