شرح دعاي كميل - صفحه 215

بتمامها وجملتها . لاتحسّ، ولا يكون لها قدر محسوس عند فلك الشمس، وفي جنبه وعظمته ذلك الفلك، بحيث إنّ الشمس مع كونها ثلاث مائة وستّة وعشرين مثل مقدار جرم الأرض، بكلّها تكون مرتكزة فيه كدرّة بيضاء في بساط أخضر منبسط على سطح الأرض، والأفلاك الأخر على القياس.
وفلك الثوابت مشتمل على كواكب لا تحصى، أعظمها من المرصودة مقدار جرمها مائتان واثنان وعشرون مثل مقدار جرم الأرض، وأصغرها مقدار جرمه ثلاثة وعشرون مثل مقدار جرم الأرض، ومحدّب هذا الفلك مماسّ لمقعّر الفلك الأعلى، و ثخنه وغلظته ما شاء اللّه خارج عن طوق البشر.
ثمّ فوق ذلك الفلك الأعظم عالم النفوس، وفوقه عالم العقول المجردات التامّات القاهرات، مجالي ومظاهر لأنوار اللّه جلّ جلاله ممّا يقصر نطاق البيان عن وصف جلاله ويكلّ لسان التبيان عن نعت جماله ؛ هذا.
وأهل الانكليس اعتقدوا أنّ في كلّ كرة في كرات الكواكب الغير المحصورة مثل ما في كُرة الأرض، من البحار العميقة والصحاري المقفّرة والبلاد والعباد والأنهار.
قوله عليه السلام : (وبوجهك الباقي بعد فناء كلّ شيء).
قد ورد في القرآن والأدعية والأخبار ذكر وجه اللّه الباقي كثيرا، بعبارات شتّى حسب اختلافات المقامات، وقد تصدّى لتوجيهه وتفسيره علماؤنا الأخيار من أهل التفسير والأخبار وأهل الحكمة والاعتبار. وأحسن ما وجدنا منهم . طاب ثراهم . في كشف الحجاب عن وجه جماله، وأصوب ما ورد عنهم في رفع إعضاله وحلّ إشكاله، ما أفاده العالم العامل المحدّث الكامل في كتابي الصافي والوافي، حذو ما سمح به صدر الحكماء، وملخّصه:
إنّ المراد بوجه اللّه الباقى: ما يواجه به اللّه سبحانه ويتوجّه به إليه تعالى، ويكون سببا متصلاً بين اللّه وبين خلقه وحبلاً متينا يتقرّب به إلى اللّه جلّ شأنه، من نبيّ أو وليّ أو وصيّ أو عقل كاملٍ وفيّ أو مطيع للّه ولرسوله؛ فإنّه وجه اللّه الذي

صفحه از 264