شرح دعاي كميل - صفحه 223

ولنورد هنا أخبارا شريفة تتميما للنعمة وتكميلاً للمعرفة.
ففي النبوّي: «أوّل ما خلق اللّه نوري، ثمّ فتق منه نور عليّ عليه السلام فلم نزل نتردّد في النور حتّى وصلنا حجاب العظمة في ثمانين ألف ألف سنة، ثمّ خلق الخلائق من نورنا، فنحن صنائع اللّه والخلق بعد لنا صنائع» ۱ .
وفي خبر آخر عن ابن عبّاس رضى الله عنه قال: كنّا عند رسول اللّه صلى الله عليه و آله فأقبل علي بن أبي طالب عليه السلام فقال النبي صلى الله عليه و آله : «مرحبا بمن خلقه اللّه قبل أبيه آدم بأربعين ألف سنة» ، قال: فقلنا يارسول اللّه ، أكان الابن قبل الأب؟ فقال: «نعم، إنّ اللّه خلقني وعلّيا من نور واحد قبل خلق آدم بهذه المدّة ثمّ قسمه نصفين، ثمّ خلق الأشياء من نوري ونور علي ، ثمّ جعلنا عن يمين العرش فسبّحنا فسبّحت الملائكة، وهلّلنا وهلّلوا، وكبّرنا فكبرّوا، فكلّ من سبّح اللّه وكبرّه فإنّ ذلك من تعليمي وتعليم علي بن أبي طالب» ۲ .
واعلم أنّ «النصف» في هذا الخبر مشتقّ من النِّصَف والإنصاف، ومعناه التعادل والتساوي، لا التناقص المقابل للتمام والكمال؛ فتأمّل.
وفي الصادقي: «إنّ اللّه حين شاء تقدير الخليقة وذرءَ البرية وإبداع المبدعات، نصب الخلائق في صور كالهباء قبل دحو الأرض ورفع السماء، وهو في انفراد ملكوته وتوحّد جبروته، فأساح نورا من نوره فلمع، و[نزع [قبسا من ضيائه فسطع، ثمّ اجتمع النور في وسط تلك الصور الخفيّة فوافق ذلك النور صورة نبيّنا محمّد صلى الله عليه و آله ، فقال اللّه عزّ وجلّ من قائل: إنّك المختار المنتَخب، وعندك أستودع نوري وكنوز هدايتي، ومن أجلك أسطَح البطحاء، وأرفَع السماء، وأمرج الماء، وأجعل الثواب والعذاب والجنّة والنار، وأنصب أهل بيتك بالهداية، وأوتيهم من

1.مشارق أنوار اليقين : ۳۹ .

2.مشارق أنوار اليقين : ۴۰ ، بحار الأنوار ۲۵ : ۲۴ / ۴۲ .

صفحه از 264