شرح دعاي كميل - صفحه 235

المسحاة وأدلّك على خزائن الأرض فيكون لك ما بقيتَ ولعقبك من بعدك؟ قلت لها: مَن أنتِ حتّى أخطبك من أهلك؟ فقالت: أنا الدنيا. قلت لها: فارجعي واطلبي زوجا غيري. فأقبلتُ على مسحاتي وأنشأت أقولُ . عربيّة . :

لقد خاب من غرّته دنيا دنيّةً وما هي إن غرّت قرونا بنائل
أتتنا على زيّ العزيز بُثَيْنَةُ وزينتها في مثل تلك الشمائل
فقلت لها: غرّي سواي فإنّني عزوف من الدنيا ولست بجاهل
وما أنا والدنيا فإنّ محمّدا أحلّ صريعا بين تلك الجنادل
وَهَبْها أتتني بالكنوز ودرّها وأموال قارون وملك القبائل
أليس جميعا للفناء مصيرنا ويطلب من خزّانها بالطوائل
فغرّي سواي إنّني غير راغب بما فيك مِن عزّ وملك ونائل
فقد قَنِعَت نفسي بما قد رُزِقْتُه فشأنك يادنيا وأهل الغوائل
فإنّي أخاف اللّه يوم لقائه وأخشى عذابا دائما غير زائل۱
قوله عليه السلام : (وَنَفْسِي بِخِيَانَتِهَا) بأن عرضتني للعقاب والهلاك، وأمرتني بالسوء والعصيان.
قوله عليه السلام : (مِنْ تَزْيِينِ عَدُوّي) وهو الشيطان حيث زيّن لي أعمالي، ودلّني طريق الهوى. وتغريره في مخالفة الهدى ما أفاده أبو حامد صاحب إحياء العلوم بقوله:
إنّ خاطر الهوى يبتدئ أولاً فيدعو صاحبه إلى الشرّ، فيَلحقه خاطرُ الإيمان فيدعوه إلى الخير فتنبعث النفس بشهواتها إلى نصرة خاطر الهوى والشرّ فتقوي الشهوة وتحسن التمتّع، فينبعث العقل إلى خاطر الخير، ويدفع في وجه الشهوة ويقبّح فعلها وينسبها إلى الجهل،
ويشبّهها بالبهيمة والسبع في تهجّمها على الشرِّ وقلّة اكتراثها بالعواقب، وتميل النفس إلى نصح العقل، فيحمل الشيطان حملةً على العقل

1.بحارالأنوار ۴۰ : ۳۲۸/۱۰ عن مناقب آل أبيطالب و ۷۴ : ۱۹۵/۱۲ عن كتاب الأربعين لابن أخ السيد عزّالدين أبي المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني وج۷۲ : ۳۶۲/۷۷، عن رسالة الغيبة للشهيد الثاني.

صفحه از 264