بالشهادتين فقط ۱ ، وقيل: هو جميع أفعال الجوارح من الطاعات بأسرها فرضا ونفلاً ۲ ، وقيل: هو جميع الواجبات وترك المحظورات ۳ ، وقيل:هو التصديق بالجنان والإقرار باللسان والعمل بالأركان ۴ . وذهب إليه جمع من السلف والمحدّثين. وقيل: هو التصديق مع كلمتي الشهادة، وقيل: هو التصديق بالقلب مع الإقرار باللسان. وهذه الأقوال بدلائلها وحُججها مذكورة في حقائق الإيمان ۵ للشهيد الثاني قدس سره .
والأظهر هو الأوّل . كما اختاره المحقّق الطوسي طاب ثراه في فصوله . لقوله تعالى: «اُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الاْءِيمَانَ»۶ وقوله تعالى: «ولَمَّا يَدْخُلِ الاْءِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ»۷ ، فيكون حقيقةً فيه، فلو أطلق على غيره لزم الاشتراك أو المجاز ، وهو خلاف الأصل، مع أنّه بالنسبة إلى المعنى اللغويّ على هذا يكون تخصيصا، وعلى غيره يكون منقولاً، والتخصيص خير من النقل. نعم ، الإقرار باللسان كاشف عنه، والأعمال الصالحة ثمراته.
ثمّ إنّ التصديق . على ما أفاده بعض المحقّقين . عبارة عن ربط القلب على ما
علم من إخبار المخبر، وهذا أمرٌ كسبيّ يحصل باختيار المصدّق؛ هذا.
وهو معنى ما ذكره بعض العلماء من أنّ التصديق هو أن تنسب باختيارك الصدق إلى المخبر، ولذا يثاب عليه ويجعل رأس العبادات، بخلاف المعرفة فإنّها قد تحصل بدون الكسب كمن وقع بصره على شيء فعرفه، ولهذا لم يعرف الإيمان بها لكونها أعمّ من الاختياري. والإيمان الاختياري كسبيّ، والتعريف بالأعمّ منكَرٌ عند أهل المعرفة.
1.نسبه العلاّمة إلى الكراميّة، مناهج اليقين : ۳۶۷.
2.نسبه العلاّمة إلى الجبائيان وأتباعهما. المصدر.
3.نسبه العلاّمة إلى القاضي عبدالجبار، وأبوالهذيل العلاّف. المصدر .
4.نسبه العلاّمة إلى جماعة السلف والشيخ المفيد رحمه اللّه ، مناهج اليقين : ۳۶۷.
5.حقائق الإيمان : ۵۰ . ۵۸.
6.الجادلة (۵۸) : ۲۲.
7.الحجرات (۴۹) : ۱۴.